الحيوانات المنوية المثالية

اكتشف مجموعة من العلماء البريطانيين معادلة رياضية، لتحديد الحيوانات المنوية المثالية في عملية التخصيب، ويعتقد أنها كتلة من الرموز الرياضية، يستخدمها فقط البروفيسور ستيفن هوكينغ في معرفة أسرار الكون. ويمكن للمعادلة المحيرة أن تساعد في الواقع في تحديد "الحيوانات المنوية المثالية"، وكذلك الكشف عن أسرار الخصوبة للأزواج الذين يأملون في الأنجاب. فالابتكار الذي قام به علماء بريطانيون، يكشف عن مدى كفاءة الحيوانات المنوية عندما تتحرك نحو البويضة، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل طول ذيله، والمعدل الذي يتذبذب وذلك باستخدام علم الجبر.

وتعتبر هذه المعادلة مجرد واحدة من سلسلة من المعادلات، التي يأمل العلماء أن تساعد الأزواج الذين يخضعون لعلاجات الخصوبة، وذلك من خلال تمكينهم من استخدام العينات الأكثر فعالية فقط. ويرى فريق جامعة برمنجهام أن الرياضيات ستساعدهم في إنشاء تطبيقات للهاتف المحمول، تقيم خصوبة الرجل في ثوانٍ، عن طريق تحليل صور مكبرة من عينات الحيوانات المنوية.

وأكد رئيس المشروع الدكتور ديف سميث، أن هذا الاكتشاف لديه القدرة على إحداث نقلة في علاج الخصوبة، فيما يعاني واحد من كل ستة أزواج من مشاكل في الحمل، ويعتقد أن وضع الحيوانات المنوية الخاطئ عامل موجود في نصف الحالات. ولكن يظل قياس مدى جودة الحيوانات المنوية عند الرجل أمر غير دقيق، مما يؤدي إلى عدم التأكد من جدية العلاج.

وأعلن البروفيسور آلان بيسي، الخبير في علاج الخصوبة عند الرجال في جامعة شيفيلد، أنه "من الصعب تحديد الحيوانات المنوية التي تصل إلى البويضة لتقوم بعملية التخصيب"، وتعود الأسس التي تقف وراء موعد الاختبار الحالي إلى عام 1952". وأضاف أن تحسين تحليل السائل المنوي ربما يكون "الكأس المقدسة" بالنسبة للأطباء. فالمتخصصون حاليا يستخدمون المجهر لحساب عدد الحيوانات المنوية التي تتحرك في عينة السائل المنوي. وأنهم ينظرون إلى شكل الحيوانات المنوية أيضًا، ولكن النتائج التي توصلوا إليها غير موضوعية. فبالنسبة للرجال ذوي الحيوانات المنوية ذات النوعية الرديئة، تعتبر عملية تحديد أفضل مرشح فردي يمكن حقنه في بويضة المرأة، أكثر صعوبة من حيث معدلات النجاح.

ويعتقد فريق برمنغهام أنه من الممكن تحسين الدقة بشكل كبير من خلال العمل على أعداد كبيرة من الحيوانات المنوية آليًا باستخدام كاميرات تعمل بالطاقة العالية، لتحليل الأفضل من بينها باستخدام أجهزة الكمبيوتر. وأكد الدكتور سميث "أننا نقوم بعد ذلك بإزالة الحيوانات التي يوجد بها خطأ بشري من حيث الشكل والعدد، وللقيام بذلك فأننا نقوم بدراسة عاملين على وجه الخصوص، وهما كيف تتحرك الحيوانات المنوية بشكل جيد، وشكل رؤوسهم. وأكد زميله الدكتور جاكسون كيركمان براون، قائلًا "إذا لم يستطع الحيوان المنوي الوصول إلى البويضة، فهذا يدل على عدم وجود فرص للتخصيب. لذا تكون قدرته على السباحة أمر بالغ الأهمية ".

وواصل الدكتور سميث، أنه على الرغم من ذلك، فإن الحيوانات المنوية لا تسبح في خطوط مستقيمة. وأن العامل الآخر المهم هو كيف يعبئ الحمض النووي، بشكل مرتب، في رأس الحيوانات المنوية. فالحيوانات المنوية ضئيلة، تصل أحجامها نحو خمسة آلاف من المليمتر – فيما حصل الباحثون اليابانيون بالفعل، على صور تفصيلية منها بكاميرا مجهزة بعدسة مكبرة. وتابع الدكتور سميث، الذي يقوم مجلس بحوث الهندسة والعلوم الفيزيائية بتمويل بحوثه، أن برنامج التعرف على الشكل يمكنه معالجة البيانات على الهواتف أيضًا.