شركة "بلو ويند" تعلن عن سوار ذكي جديد لمساعدة المرضى على حل مشاكل المثانة

كشفت شركة "بلو ويند"، النقاب عن سوار ذكي جديد، يوضع في الكاحل لبضع ساعات فقط يوميًا، لمساعدة الملايين من المرضى على تقليل الرغبة في الذهاب كثيرًا إلى المرحاض. ويعمل السوار عن طريق تحفيز العصب الذي يمر أسفل الساق، ويعتبر فعال للغاية بالنسبة للأشخاص الذين لديهم فرط نشاط في المثانة (OAB).

وأشارت التجارب الجديدة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، أن الجهاز يقلل عدد مرات الذهاب إلى المرحاض لأكثر من النصف، إذ يعاني ما بين ستة إلى سبعة ملايين بريطاني من فرط نشاط المثانة وفقًا لأحدث التقديرات.

وترجع عملية ملء وتفريغ المثانة إلى تفاعل معقد بين الإشارات العصبية والعضلات المعروفة باسم "قاع الحوض" للعمل معًا لإصدار البول، ولكن في حالة من يعانون من فرط نشاط المثانة، تتسبب النبضات العصبية الخاطئة في انقباض العضلات، ما يؤدى إلى الحاجة الملحة للتبول، وهي الحالة التي توصف باسم سلس البول، وهذا يختلف عن سلس الإجهاد الناجم عن ضعف العضلات، والذي تعاني منه عادة النساء بعد الولادة، ويمكن تخفيفه عن طريق تمارين قاع الحوض التي تعمل على تقوية العضلات.

وفى معظم الحالات، لا يعرف سبب فرط نشاط المثانة، ومع ذلك، فإنه يرتبط بأمراض مثل التصلب المتعدد ومرض باركنسون، وينتشر أكثر بين كبار السن والنساء. وتتضمن الجراحة الجديدة عملية زرع لشريحة لا يتجاوز حجمها شريحة الميكروستميولتر بكثير توضع بجانب العصب القصبي في الكاحل. ويعمل هذا العصب من الكعب إلى الركبة، كما يتصل بالعصب الوركي الذي يمتد فوق الساق في منطقة الحوض. وهناك يتفرع ليشكل الأعصاب العجزية، التي تسيطر على طريقة عمل المثانة.

وأوضحت الدكتور سهير النيل، جراح أمراض النسائية، كلية لندن الجامعية، التي اختبرت التجربة على ثمانية عشر مريض، إننا نعتقد أن الإشارات العصبية تنتقل لتصل إلى فروع الأعصاب، وتتداخل بطريقة أو بأخرى مع رسائل خاطئة صادرة من الدماغ، والتي تحث الأعصاب العجزية بطريقة خاطئة وباستمرار إلى ضرورة إفراغ المثانة.

وأضافت "قلل هذا السوار بالنسبة لثلثي المرضى في التجربة عدد مرات الذهاب للمرحاض بنحو 50 في المائة أو أكثر، وهو ليس علاج، ولكنه قام بخفض عدد مرات الذهاب للمرحاض من 8 إلى 4 مرات ليلًا، ومن 20 إلى 10 مرات نهارًا، فانه يمثل إنجازًا كبيرًا.  ويمكن للمرضى تشغيل السوار بأنفسهم في المنزل، لمدة 30 دقيقة. وفي البداية، هناك حاجة إلى ثلاث جلسات أسبوعيًا. وتقل هذه الجلسات مع مرور الوقت، حيث تكتسب المثانة قدرة على التحكم في الإشارات العصبية. ويمكن إجراء عمليات الزرع بمخدر محلي لمدة 15 دقيقة ويعود المرضى إلى منازلهم في نفس اليوم.

وتعتبر العقاقير الحل الأول لعلاج زيادة نشاط المثانة، ولكن عانى عدد من المرضى الذين يتناولونها من أعراض جانبية مثل جفاف الحلق الشديد والإمساك. وأضافت الدكتور سهير إن عملية الزرع الجديدة تعطي لنا فرصة أخرى لهؤلاء النساء والرجال الذين تتملكهم حالات اليائس في بعض الأحيان".

وطورت الجهاز شركة بلو ويند، وهو أصغر بنسبة 90 في المائة من محفزات الأعصاب وذلك لأن البطارية ولوحة التحكم خارج الجسم في السوار. ويجري حاليًا اختبار أجهزة مماثلة للاستخدام لمنع الألم المرتبطة بمرض السكري وآلام الظهر. ومن المتوقع أن تكشف شركة "بلو ويند" مطلع العام المقبل النقاب عن محفزات عصبية أصغر تستخدم عن طريق الحقن، وذلك للقضاء نهائيًا على الحاجة لعمليات جراحية.