كوكب الأرض

يمكن لحدث بركاني كبير أن يكون سببا في واحدة من أكبر الفترات الجليدية في تاريخ الأرض، إذ حول الكوكب إلى كرة ثلجية عملاقة منذ نحو 580 مليون سنة.

واكتشف الباحثون في جامعة هايدلبرغ في ألمانيا وزملاؤهم من المكسيك، بقايا تدفقات حمم بركانية في المكسيك، ناتجة عن نشاط بركاني لم يكن معروفا من قبل، يبدو أنه لعب دورا أساسيا في التقلبات الهائلة التي وقعت في درجات الحرارة العالمية.

وسيساعد اكتشاف هذه الصخور التي يعود تاريخها إلى 600 مليون عام، على تفسير فترة من تاريخ الكوكب عندما تجمد سطحه وأصبح مغطى بالأنهار الجليدية.

وتعد البراكين عنصرا حاسما في الأنظمة التي تحافظ على درجات حرارة الأرض التي تأرجحت بين فترات الحرارة المرتفعة والبرودة على مدى ملايين السنين.

وتطلق الانفجارات الضخمة كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ما يسبب الاحترار العالمي على المدى القصير، من خلال الآلية ذاتها التي تعمل بها انبعاثات الغازات الضارة من المصادر البشرية.

إقرا أيضًا: علماء الفلك يُصوِّرون "بحيرة الثلج" الموجودة على سطح المريخ

ومع ذلك، فإن هذا التأثير يكون متوازنا عندما تتحلل الصخور التي تتكون من الحمم التي بردت، وتتفاعل المعادن الموجودة فيها مع ثاني أكسيد الكربون.
وفي حيت أن عملية التجوية للصخور تستغرق ملايين السنين، فإنها تعمل بشكل فعال على حظر الغازات الدفيئة من الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة.

وقال البروفيسور أكسل شميت من جامعة هايدلبرغ "إن ذلك يضمن استقرارا طويل الأمد لظروف سطح الأرض المعتدلة بالمقارنة مع البيئة العدائية لجيران الكوكب، مثل الزهرة الساخن والمريخ البارد".

وأوضح أن الاضطراب في التوازن بين العمليتين حدث في نقاط مختلفة من تاريخ الأرض، ما جعلها شبيهة بـ "كرة الثلج" في الفضاء، قائلا: "على مدى فترات زمنية من ملايين لعشرات الملايين السنين، يمكن للصخور المتجمدة أن تعزل كمية كافية من ثاني أكسيد الكربون من أجل إغراق مناخ الأرض في عصر جليدي شديد".

وبعد دراسة صفائح الصخور المكسيكية التي هي البقايا الوحيدة لتدفقات الحمم البركانية المتآكلة في المنطقة، وجد البروفيسور شميت وزملاؤه أنها متطابقة مع الصخور الأخرى الموجودة في كندا والنرويج.

ويشير اكتشاف مثل هذا إلى الامتداد الهائل لتدفق الحمم البركانية القديمة، وإلى أن هذا قد يكون السبب في انخفاض درجات الحرارة بعد نحو 40 مليون سنة، في حدث يعرف باسم "Gaskiers glaciation".

قد يهمك أيضًا :

الأرض تشهد "قمر الثلج العملاق" الأكثر إشراقًا هذا العام

صورة غير مسبوقة للأرض والقمر معًا تحبس الأنفاس