بريطانيا تختبر السيارة الأولى بدون سائق قرب محطة قطارات مدينة "ميلتون كينز"

شوهدت في بريطانيا الثلاثاء لأول مرة، سيارة بدون سائق تحمل ركابًا وتجوب الشوارع والطرق العامة، حسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، التي أوضحت أن التجربة تهدف إلى فتح الباب أمام سيارات تعمل بدون سائق يمكنها السير على الطرق بحلول نهاية العقد الحالي.
وتشجع الحكومة البريطانية، من جانبها، الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا وكذلك صناع السيارات من أجل تطوير واختبار تكنولوجيا القيادة الذاتية في بريطانيا. وتقول الصحيفة البريطانية، في تقريرها المنشور الثلاثاء على موقعها الالكتروني، إن الهدف من تشجيع الحكومة البريطانية لهذا المشروع يتمثل في خلق صناعة جديدة يمكنها خدمة السوق العالمي، في ظل توقعات تدور حول أن قيمة هذا المشروع سوف تصل إلى حوالي 1.1 تريليون دولار بحلول عام 2025.
وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقت الحكومة البريطانية مشاورات حول تغيير قواعد التأمين، واللوائح المرتبطة بالسيارات، وذلك بهدف السماح للسيارات التي تعمل بنظام القيادة الذاتية للانطلاق في شوارع لندن بحلول عام 2020، موضحة في الوقت نفسه أنه سوف يتم السماح باختبار تلك السيارات على الطرق السريعة بداية من العام المقبل.
وتمت تجربة سيارات صغيرة، ذات مقعدين فقط، تم تصميمها خصيصا من قبل أحد الشركات التابعة لجامعة أكسفورد، حيث يأمل المنظمون في تكرار تلك التجارب بحيث يمكن توفير معلومات حيوية حول كيفية تفاعل تلك المركبات مع المشاة وغيرهم من مستخدمي الطرق.
ويقول وزير الأعمال البريطاني جريج كلارك "اليوم تمت أول تجربة علنية للسيارات بدون سائق، إنها لحظة فارقة." وأضاف أن "السوق العالمية للسيارات ذاتية القيادة ربما يقدم فرصة ضخمة للشركات العاملة في مجال صناعة السيارات، وكذلك لشركات التكنلوجيا". وأوضح أن البحث الذي طور هذه التكنولوجيا والبرنامج الذي يدير السيارة ستكون له تطبيقات تفوق السيارات ذاتية القيادة.
وخلال التجربة، تحركت السيارة مسافة كيلومتر واحد، على الأرصفة حول محطة قطارات المدينة، حيث جلس كبار ممثلي المدينة والصحفيون بجانب سائق للأمان على استعداد لتولي القيادة في حالة الطوارئ. وأوضحت الصحيفة أن التجربة التي أجريت في "ميلتون كينز" هي نتاج 18 شهرا من التخطيط، الأمر الذي تطلب رسم خرائط افتراضية للمدينة، بالإضافة إلى تعاون دؤوب مع مجلس المدينة للتأكد من سلامة السيارات، ومطابقتها للوائح، وكي تكون مقبولة بالنسبة للعامة.
ويأمل الفريق المطور للسيارة في إمكانية طرح 40 منها خلال العام المقبل. وقال عن الاختبار إنه "خطوة مهمة" نحو ظهور السيارات ذاتية القيادة في شوارع المملكة المتحدة. وأضافت الصحيفة البريطانية أن شركات "جاغوار" ولاند روفر وفورد جزء من مشروعات السيارة ذاتية القيادة في بريطانيا إذ تسعى الشركات الكبرى المنتجة للسيارات إلى منافسة شركات تكنولوجية مثل شركة "ألفابيت" المالكة لـ"غوغل" والتي تقوم أيضا بتطوير مركبات ذاتية القيادة.
لكن لا يزال يتعين على جميع الأطراف التغلب على عقبات تكنولوجية وقانونية، بما في ذلك من سيكون مسؤولا في حالة وقوع حادث، إذ تثير حوادث وقعت مؤخرا لمركبات تشتمل على نظم مساعدة في التوجيه مخاوف تتعلق بالسلامة.