دبي - صوت الإمارات
سلَّطت الهجمة الإلكترونية الأوسع التي ضربت أكثر من 300 ألف جهاز في أكثر من 150 دولة والتي لم يُعرف مصدرها حتى الساعة، الضوء على الهجمات الإلكترونية في العالم وتطورها والخسائر التي يمكن أن تنتج منها. وقدّر خبراء إجمالي الخسائر التي تكبدها العالم جراء الجريمة الإلكترونية في العام الماضي بنحو 650 بليون دولار، ومن المرجح أن يرتفع الرقم إلى أكثر من تريليون دولار بحلول عام 2020. وجاء ذلك خلال الدورة الرابعة لمعرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات "جيسيك"، التي انطلقت في دبي أمس الأحد بالتزامن مع معرض "إنترنت الأشياء 2017".
ووفقاً لدراسة أجرتها شركة "غارتنر"، من المتوقع أن يصل إنفاق حكومات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى نحو 11.6 بليون دولار خلال العام الحالي، على منتجات وخدمات تقنية المعلومات منها الاستثمارات في الخدمات الداخلية والبرمجيات وخدمات تقنية المعلومات وأنظمة مراكز البيانات والتجهيزات وخدمات الاتصالات. واستعرض المعرض الذي يشارك فيه أكثر من 100 شركة عارضة من رواد القطاع، أحدث الابتكارات من حلول وخدمات الأمن الإلكتروني، واستقطب أهم المزودين والموردين والمستثمرين الإقليميين والعالميين في مجال الأمن الإلكتروني، وأهم خبراء وصنّاع القرار وقادة الأعمال في هذا القطاع.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "سيرش انفورم" سيرغي أوجيكوف، إن "منطقة الشرق الأوسط شهدت عدداً كبيراً من الهجمات الإلكترونية خلال العام الماضي، تلتها الكثير من التهديدات السرية، ما دعا إلى الحاجة لبناء إطار أمني إلكتروني". وأشار الخبراء إلى أن الهجمات الإلكترونية ستكتسب طبيعة مادية، إذ إن 5 في المئة من جرائم المعلومات ستؤدي إلى تدمير البيانات أو إلحاق الضرر بالموارد المادية أو البنية التحتية.
وأكدت النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي تريكسي لوه ميرماند، أن "الأمن الإلكتروني يعتبر محط اهتمام الاقتصادات على الصعيد العالمي وفي دول المنطقة"، مشيرة إلى أن المعرض "يلعب دوراً مهماً في جمع أهم مزودي التقنيات وصنّاع القرارات والمستثمرين لدراسة التحديات التي تواجه الأمن الإلكتروني ومشاركة خبراتهم حول كيفية التعامل مع التهديدات القائمة والمحتملة، إلى جانب رفع مستوى أمنهم على الصعيد الإلكتروني من خلال تطويرهم أعمالهم".
ويستضيف "جيسيك"، بدعم من مبادرة "دبي الذكية" وشرطة دبي و "المركز الوطني للأمن الإلكتروني" في المملكة العربية السعودية، أكثر من 500 ضيف عالمي، إلى جانب مجموعة متميزة من الخبراء العالميين في مجال الأمن.
ويتضمن برنامج المعرض الذي يستمر لثلاثة أيام جلسات يتحدث فيها أكثر من 75 متحدث رفيع المستوى، منهم كونراد برينس، سفير المملكة المتحدة لشؤون الأمن الإلكتروني، والنائب السابق لمدير ورئيس عمليات مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وهو المتحدث الرئيس في اليوم الأول، والذي ألقى كلمة بعنوان "الحماية والردع والتطوير – تعزيز المرونة الإلكترونية على المستوى الوطني".
وسلّط برينس الضوء على خطر الهجمات الإلكترونية التي تمثل التهديد الأكبر لاقتصاد المملكة المتحدة والأمن القومي، وعلى الأسس المنهجية للمملكة المتحدة والدروس التي اكتسبتها. وقال إن المملكة المتحدة أيقنت في السنوات الماضية أهمية التعامل مع التهديدات الجديدة الناشئة، ووضعت خططاً لمعالجة هذه التهديدات العام الماضي عبر استراتيجية الأمن الإلكتروني الوطنية الجديدة، والتي تتمحور حول ثلاث نقاط هي حماية الإنترنت والفضاء الإلكتروني في المملكة المتحدة، وردع مجرمي الإنترنت من تهديدنا أو مهاجمتنا، وتطوير مهاراتنا وقدراتنا الإلكترونية.