لندن ـ كاتيا حداد
شارك روبوت في مناظرة لمناقشة إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي مع البشر في كامبريدج بالمملكة المتحدة، واعترف أمام جمهور الحاضرين لمتابعة المناظرة أن "الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسبب الكثير من الضرر"، وفقا لما نشرته مجلة "نيوزويك" الأميركية.
وتمكن الروبوت من تأكيد انتصار بفارق بسيط عن مناظريه، حيث حصل على أصوات أكثر من نصف الحضور تأييدا لما ذكره عن فوائد ومزايا لصالح الذكاء الاصطناعي.
واعتمد الروبوت في إجاباته وفقا لمجلة "فورتشن"، على حجج تم استنباطها من بين أكثر من 1100 تعليق حول الذكاء الاصطناعي أرسلت إلى قبل أسبوع من المناظرة، وجرى تصنيف الحجج إلى فئات حجج مؤيدة أو معارضة للذكاء الاصطناعي، أو غير ذات صلة بالمناظرة، ومن تلك التعليقات، وقام المشرفون على المناظرة بالبحث في الحجج الأقوى والأكثر تنوعًا، عند إعطاء جملة افتتاحية قصيرة للروبوت.
الأخلاق للبشر فقط
وشمل محور النقاش حول مزايا الذكاء الاصطناعي الحجة القائلة بأنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يولد وظائف جديدة ويزيد من الكفاءة في مكان العمل، في حين تضمنت الآراء المعارضة مشكلة التحيز البشري وعجز الذكاء الاصطناعي عن اتخاذ القرارات الأخلاقية.
وأبرزت مجلة "نيو ساينتست" ما ذكره الروبوت بأن "الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتسبب في الكثير من الضرر، حيث أنه لن يكون قادرًا على اتخاذ القرار الصحيح أخلاقياً، لأن الأخلاق سمة فريدة من نوعها في البشر فحسب."
ولكن لم تمض المناظرة بشكل سلس في بعض الأحيان حيث حدث تكرار من جانب خوارزمية الروبوت عند الحديث عن قدرة الذكاء الاصطناعي على إكمال المهام المتكررة، وهو الأمر الذي انتزاع ضحكات جمهور المناظرة، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يشارك فيها روبوت معتمدا على الذكاء الاصطناعي أمام الجمهور، وإنما سبق أن شارك في مناظرة خلال فبراير/شباط، عندما خسر في مواجهة مباشرة وجها لوجه ضد هاريش ناتاراجان، الحائز على الرقم القياسي العالمي لمعظم منافسات المناظرات. وشارك ناتاراجان في مناظرة كامبريدج، ولكن ضمن الجانب المؤيد للذكاء الاصطناعي هذه المرة.
مستقبل الذكاء الاصطناعي بيد البشر
وبعيدا عن مناظرة الروبوت متحديا الإنسان، فإن هناك اختلاف في وجهات نظر خبراء الذكاء الاصطناعي أيضا عندما يتعلق الأمر بأضراره وفوائده، حيث يقول الكثيرون إن مستقبل الذكاء الاصطناعي يتوقف على كيفية برمجة البشر للخوارزميات التي سيعمل بها.
وقال إريك برينجولفسون، مدير مبادرة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "أعتقد أنه من الأرجح أن نستخدم هذه القوة (الذكاء الاصطناعي) لجعل العالم مكانًا أفضل. على سبيل المثال، يمكننا القضاء فعليًا على الفقر العالمي والحد بشكل كبير من الأمراض وتوفير تعليم أفضل لكل شخص تقريبًا على هذا الكوكب".
ولكن يرى البعض الآخر أنه يمكن في المقابل إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بتركيز الثروة والسلطة بشكل متزايد، وتحقيق السبق على العديد من البشر، بل وحتى إنتاج أسلحة أكثر رعباً. ويبقى في النهاية أن السؤال الصحيح الذي ينبغي طرحه هو: "ماذا سنختار؟".
قد يهمك أيضًا:
أصغر خبير ذكاء اصطناعي بالعالم يصف الإمارات بأنها نموذجًا فريدًا