ستوكهولم ـ منى المصري
أسس المهندس سامر المبياض مع زملائه في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم، السويد شركة "فورهات" للروبوتات، والتي تقوم بتصميم روبوتات تحاكي سلوك البشر من حيث طريقة الحديث واللهجة وتعبيرات الوجه. وبينما تهدف الربوتات الذكية إلى جعل الناس يشعرون بمزيد من الراحة في التفاعل معه، فإنَّ رؤوس "فورهات" قد يكون لها تأثير معاكس على البعض؛ إذ يُمكن تغيير أشكالها، والتي تستخدم الدمى كقاعدة لها، لتظهر بمجموعة واسعة من الشخصيات التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر. وقد صممت لتكون "ذكية اجتماعيًا"، فمصممها يقول إنَّها واقعية بحيث يمكنك أن تشعر أنَّها "كائن حي".
ويتم تصميم الرسوم المتحركة التي تظهر على وجه الدمى لاحقاً عبر الكمبيوتر حيث تُصمم تعابير وجه مختلفة. وقد صُممت برامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على منصة ذكاء اصطناعي يمكن برمجتها للمشاركة في تفاعلات الوعي الاجتماعي للبشر. وقد صمم هذا النظام لمعالجة مشكلة "uncanny valley"، وهو مصطلح يستخدمه البروفيسور الياباني ماساهيرو موري، للإشارة إلى النقطة التي يبدو فيها أن الروبوت تبدو واقعية بما فيه الكفاية لمحاكة الإنسان، ولكنَّ يكون لديه ما يكفي من النشاط الاصطناعي الذي يجعل البعض قلق منها.
وقال المبياض لصحيفة التايمز الأميركية: ""نحن في الواقع نسميه تأثير الزومبي. إذا كان هناك شيء يبدو بشريًا بدرجة كبيرة جدا ولكن في نفس الوقت ليس جيدًا في سلوكه كما هو متوقع، ففي هذه الحالة يكون لدينا مشكلة مع التوقعات".
وأُطلق على هذه الروبوتات اسم "فورهات" بعد أن ظهر نموذج من الإصدار الأولي يرتدي قبعات الفرو. ويعني نظامها الفريد من نوعه القائم على العرض أنَّ تصاميم الروبوت يمكن تخصيصها على نحو لا متناهي تقريبا. وهذا يشمل كل شيء بداية من الصوت الدال على للجنس، واللهجة، والشخصية وتعبيرات الوجه. ويمكن أن يظهر بشخصياتٍ مختلفة من خلال تخصيص ملحقاته أيضًا.
وتبيع الشركة الأجهزة ومجموعة تطوير البرمجيات مقابل 12 ألف دولار إلى أي شخص يريد إنشاء روبوت خاص به باستخدام النظام. وقد اكتسب هذا النهج بالفعل اهتمامًا واسعًا من بعض الشركات العالمية، بما في ذلك "ديزني"، التى تستخدم واحدًا منها في روبوتات قصص الأطفال التفاعلية. وفي اليابان، تنظر شركة "هوندا" كيف يمكن الاستفادة من نظام “فورهات" بطريقة أفضل مع كبار السن للتفاعل مع تكنولوجيا الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر. وقد أجرت شركة "فورهات" محادثات مع شرطة العاصمة حول استخدام الروبوتات لتدريب الضباط على كيفية اكتشاف والتفاعل مع المشتبه بهم المُخادعين.
وقال السيد المبياض في بيان مكتوب: "رؤية فرهات هي بناء واجهة حاسوبية تمكن الناس من التفاعل مع الآلات بنفس الطريقة التي نتفاعل بها مع بعضنا البعض. نحن نعتقد أن الروبوتات الاجتماعية سوف تكون مزعجة مثل الهواتف الذكية أو الكمبيوتر، ونحن في الأيام الأولى جدا من التكنولوجيا التي من شأنها أن تسمح لنا بالتفاعل مع الآلات بطريقة أكثر بشرية".