بعض الممتحَنين يبررون أخطاءهم بعدم فهم الإرشادات

تعتزم هيئة الطرق والمواصلات في دبي استخدام حساسات ونقاط استشعار ذكية، لرصد أخطاء المتقدمين لامتحان رخصة القيادة، بهدف تقليل تدخل العنصر البشري إلى أقصى حد ممكن، وتحقيق مزيد من الدقة والشفافية في نتائج الفحص، التي على ضوئها يمنح المتدرب رخصة القيادة، كما تدرس استخدام خريطة إلكترونية ليسير عليها المتدرب أثناء الفحص بدلاً من تلقي الإرشادات شفهياً.

وتتضمن إجراءات ترخيص السائقين تطبيق مجموعة من الاختبارات النظرية والعملية التي يجب أن يجتازها المتدرب للتمكن من الحصول على رخصة قيادة، ويشمل الفحص النظري 35 سؤالاً عن الإشارات المرورية ومخاطر القيادة، والذي أضافت إليه هيئة الطرق والمواصلات العام الماضي جزءاً آخر، يعرف باختبار "إدراك المخاطر"، وذلك كنسخة تطويرية تركز على صور حية وأمثلة مصورة عن مخاطر الطريق.

وتتضمن امتحانات الحصول على رخصة القيادة فحصاً داخلياً، يخضع له المتدرب بعد إنهاء المرحلة الرابعة من التدريب العملي، وينقسم إلى جزأين، ويكشف عن قدراته في صف المركبة، والتعامل معها في حالات الطوارئ، إضافة إلى الامتحان النهائي، الذي يعرف بفحص الطريق، والذي يكشف عن مختلف المهارات التي اكتسبها المتدرب عبر الدروس النظرية والعملية أثناء تعلمه القيادة.

وذكر المدير التنفيذي لمؤسسة الترخيص في الهيئة، أحمد بهروزيان أن المؤسسة تدرس الأخطاء التي يرتكبها المتدرب في الفحص النهائي الذي يعرف بـ"فحص الطريق"، بحيث يتم الكشف عنها بالأنظمة الذكية التي ترصد الممارسات الخاطئة أثناء القيادة، موضحاً أنه لا يتوقع أن تتم أتمتة فحص الطريق 100% دون العنصر البشري، موضحاً أن 50% من الأخطاء والممارسات التي يرتكبها المتدرب في الامتحان النهائي يمكن أن يتم رصدها عبر النظام الذكي.

وأشار بهروزيان إلى أمثلة يمكن أن يتضمنها الفحص الذكي، منها وجود حساسات على المقود، تظهر موقع وضع يدي الممتحن، حيث يفترض أن يضع يديه الاثنتين، كما يجب أن تكونا متقابلتين ومثبتتين في النقطة المركزية على طرفي المقود، مضيفاً أن هناك حساسات يمكن أن تكشف ما إذا كان المتدرب يضع حزام الأمان أم لا، لافتاً إلى أنه لاتزال الدراسات جارية لتحديد المهارات التي يمكن تضمينها في الفحص الذكي.

وذكر أن الهيئة بدأت استخدام الساحة الذكية في إجراء الفحص الداخلي، الذي يقيّم كفاءة المتدرب في عدد من المهارات، التي تشمل صف المركبة، وتوقيفها على التلة، والوقوف المفاجئ عند حدوث طارئ، من خلال حساسات موزعة في مناطق المناورات المحددة لإجراء الامتحان، مشيراً إلى أن عملية التحول إلى الأنظمة الذكية في الفحص النهائي تستند إلى تجارب عملية تنفذها المؤسسة حالياً في الفحص الداخلي.

وأوضح بهروزيان أن العام الجاري سيشهد تجارب على نوع وعدد الأخطاء المدرجة في لائحة الامتحان، التي يمكن أن يكشف عنها النظام الذكي، والبدء في إجراء الامتحانات للمتدربين بالنظام الذكي في مواقع معينة، للتأكد من مدى جدواه وفعاليته، وسيتم اتخاذ قرار اعتماده العام المقبل.

وذكر بهروزيان إنه تتم حالياً دراسة تطبيق مسار إلكتروني، يتم حفظه في مركبة الفحص، ليوجه المتدرب بدلاً من تلقيه الإرشادات من الفاحص، موضحاً أنه سيتم تلقين النظام بعض الأوامر التي تفحص قدرات المتدرب، مثل الانعطاف أو الوقوف المفاجئ، أو الخروج من شارع فرعي إلى شارع رئيس، وغيرها من التعليمات التي يتضمنها الفحص، متابعاً أن المسار الإلكتروني سيمنع احتمالية التظلم من قبل المفحوص، بسبب عدم فهمه لغة الفاحص، سواء العربية أو الإنجليزية، لاسيما أن بعض الممتحنين يبررون أخطاءهم بعدم فهم الإرشادات، وإن كانت بلغتهم نفسها.

ولفت إلى أن استخدام الأنظمة الذكية، ووجود كاميرات داخل مركبة الفحص، سيحققان أعلى قدر من الموضوعية والشفافية، مضيفاً أنه سيتم الإبقاء على وجود الفاحص، لتقديم الدعم والمساعدة للممتحن، ليتمكن من التعامل مع النظام، فضلاً عن دوره في إجراء الكشف على بعض المهارات التي قد لا يتضمنها الفحص الذكي.