غوغل تسجل براءة اختراع لمراحيض ذكية يمكنها مراقبة صحة الأفراد

كشفت غوغل عن براءة اختراع لإنشاء مراحيض ذكية تستخدم الموجات فوق الصوتية وأجهزة استشعار من خلال الضغط على مقاعد المراحيض وغيرها من الأجهزة لمراقبة صحة القلب والأوعية الدموية لدى الناس، وتعتمد هذه التكنولوجيا على تضمين أجهزة لمراقبة الصحة في المراحيض مع إخطار المهنيين إذا لزم الأمر، وتشير أمراض القلب والأوعية الدموية إلى الظروف التي تحدث في الجسم عند ضيق أو انسداد الأوعية الدموية ما يمكن أن يؤدي إلى نوبات قلبية وآلام في الصدر أو سكتة دماغية، وأفادت جمعية القلب الأميركية أن هذه الحالة ترتبط بحالة وفاة من بين كل 4 حالات وفاة في الولايات المتحدة، ما يمثل نحو 610 ألف أميركي سنويًا، وتقدمت غوغل ببراءة اختراعها في يناير/ كانون الثاني 2015 واصفة التكنولوجيا التي تحدد الحالة الوظيفية والاتجاهات للأنظمة الفيزيولوجية البشرية للكشف عن الحالات المهددة للحياة قبل فوات الأوان.

وجاءت استمارة براءة الاختراع بعنوان "تحديد الحالة الصحية للقلب والأوعية الدموية واتجاهات الأنظمة الفيسيولوجية البشرية والذي نشر في 21 يوليو/ تموز 2016"، ومن خلال هذه الاتجاهات يمكن للشخص معرفة ما إذا كان الجهد المبذول في تحسين صحة القلب يحدث فارقا أم لا، وتبدا براءة الاختراع من خلال توفير بيئة  لمراحيض مستقبلية منقذة للحياة تضم أجهزة استشعار حساسة للضغط ومرآة حساسة للون وحوض بالموجات فوق الصوتية، ويتم توصيل كل من هذه الأجهزة بخادم أو جهاز كمبيوتر بعيد في غرفة اللياقة البدنية مثلا مع استشعار البيانات في شكل موجات صوتية أو إشارات كهربائية، وعلى الرغم من تركيز براءة الاختراع على أمراض القلب والشرايين إلا أن غوغل لا تحد من التكنولوجيا وتقول إنه يمكن استخدامها للأنظمة الفسيولوجية الأخرى مثل الجهاز العصبي والغدد الصماء وأنظمة العضلات والهيكل العظمي وغيره.

وتذهب غوغل إلى مزيد من التفاصيل حول التكنولوجيا في تجهيزات المرحاض الذكي، فعلى سبيل المثال تم تصميم جهاز الضغط الكهربي لاستشعار موجات النبض من دم الشخص مع قياس صحة الشرايين الخاصة به، وتوضح براة الاختراع " يمكن لجهاز الضغط أيضا قياس نظام التوصيل الكهربي للقلب من خلال النبضات الكهربية المتولدة من خلال الاستقطاب وعدم الاستقطاب لأنسجة القلب ثم يتم ترجمة ذلك إلى شكل موجة"، كما يستخدم معقد المرحاض الحساس للضغط لقياس ضغط دم المريض  مع مراقبة صحة الفرد من خلال حركة الأمعاء، وهناك جهاز أخر ممثلا في مرآة حساسة للون تسجل لون جلد الشخص لقياس التغيرات في حجم أو لون الأعضاء أو الأطراف، وصُمم حوض الاستحمام بالموجات فوق الصوتية لتوليد موجات صوتية عالية التردد وجمع صدى هذه الموجات لفحص البنية الداخلية للجسم وتدفق الدم وحركة الأنسجة مع عمل قياسات ثلاثية الأبعاد للبنية الداخلية، وهناك جهاز رادار من شأنه أن يعكس الأنسجة البشرية لقياس درجة حرارة الجلد وضربات القلب وحركة الهيكل العظمي، وإذا ما كشفت هذه التكنولوجيا عن مشاكل في صحة المريض سيتم معالجة الأمر قبل تجاوز الحالة عتبة الأمان.

ويكاد الخط الفاصل بين الأدوية والتكنولوجيا يتلاشى مع انضمام الشركات إلى قوات معالجة الأمراض المزمنة باستخدام أجهزة ذات تقنية عالية والتي تجمع بين علم الأحياء والبرمجيات والأجهزة، وتعمل غوغل في مجال الرعاية الصحية لبعض الوقت وتم مشروعها الأخير بالتعاون مع شركة غلاكسو سميث كلاين وهي شركة في نيوجيرسي تعمل على تطوير المنتجات في مجال الأدوية واللقاحات ورعاية صحة المستهلكين، ويخطط الثنائي إلى تسويق أجهزة إلكترونية حيوية لمكافحة المرض عن طريق ربط الأعصاب الفردية، وتعتقد شركات التكنولوجيا والأدوية أن الرصد الدقيق باستخدام الأجهزة القابلة للارتداء يمكنها تقديم الرعاية الصحية، والهدف من ذلك إثبات أن الأدوية يمكن أن تبقى مجموعات كبيرة من المرضى في صحة جيدة وبالتالي تحسين جاذبيتهم لتكلفة شركات التأمين، وهو ما يحفز شركات الأدوية لتقديم خدمات تتجاوز وصفات العقاقير.

وأفاد الرئيس الجديد لشركة غالفاني للإلكترونيات البيولوجية كريس فام أن رد الفعل الحقيقي حول حالة المرضى هو أحد فوائد الإلكترونيات البيولوجية، مضيفا " إنها ستساعدنا في صقل تدخلنا، وتعد هذه نقطة تقارب لأن التكنولوجيا لا تساعدك فقط على مراقبة المرض لكنها في الواقع علاج"، ولا تزال هناك عقبات مقبلة بما في ذلك الحاجة إلى إجراء تجارب سريرية لعدة سنوات لإثبات أن التكنولوجيا الجديدة آمنة وفعالة ويمكن أن توفر هذا النوع من الفوائد للنتائج السريرية وهو ما يتمناه المدافعون عنها، ويجب أن يقتنع المنظمون مثل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بوجود طرق جديدة لعلاج ومتابعة المرضى، وتابع توماس من منظمة KPMG " سيكون التحدي لضمان وجود المنظمين على الطاولة على الرغم من أن إدارة الأغذية والعقاقير أكثر إبداعا مما كانت عليه قبل 10 سنوات حول قبول نهايات مختلفة لعلاج المرض".