تستعد طائرة "سولار امبلس 2"، التي تعمل بالطاقة الشمسية، لمغادرة كاليفورنيا إلى أريزونا، في وقت لاحق اليوم، إذ واصل رحلتها حول العالم باستخدام الطاقة من الشمس, وتقلع الطائرة، سويسرية الصنع، من منطقة "ماونتن فيو" قبل فجر الإثنين على أن تستغرق الرحلة إلى "فينيكس" 16 ساعة, وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، سيكون الطيار السويسري أندريه بورشبيرغ على قيادة الطائرة التي بدأت الطواف حول العالم العام الماضي, كما أن مساعد الطيار برتران بيكار، وهو أيضا من سويسرا، قام برحلة لمدة ثلاثة أيام من هاواي إلى قلب وادي السليكون، حيث هبطت الأسبوع الماضي, وبعد الوصول إلى "فينيكس"، فإن الطائرة سوق تحلق فوق اثنين من أكثر أهم المحطات في الولايات المتحدة قبل عبور المحيط الأطلسي إلى أوروبا أو شمال أفريقيا, وتعبر الطائرة المحيط الهادئ، حيث أخطر مكان لتحليق الطائرات بسبب عدم وجود مواقع للهبوط الاضطراري.
وقال بورشبيرغ، 63 عامًا، :"لقد أثبتنا أنه من الممكن أن تطير الطائرة عدة أيام، و ليال كثيرة بفضل التكنولوجيا ". وكان بورشبيرغ قد قاد الطائرة خلال رحلة استمرت 5 أيام من اليابان إلى هاواي، و أبقى نفسه في حالة تأهب عن طريق ممارسة اليوغا والتأمل، واضطر الطاقم إلى البقاء في أوهايو لمدة 9 أشهر بعدما إستمر تضرر نظام بطارية الطائرة من الحرارة خلال رحلته من اليابان. وأضاف قائد الطائرة أن التوقف أثناء الرحلة يعطي الطيارين فرصة لتبادل الأماكن والانخراط مع المجتمعات المحلية على طول الطريق حتى يتمكنوا من شرح المشروع، الذي تقدر تكلفته أكثر من 100 مليون دولار، وبدأت في عام ؛2002 لتسليط الضوء على أهمية الطاقة المتجددة وروح الابتكار, ووفقا للصحيفة، جاء الهبوط، الأسبوع الماضي، بعد عدة ساعات من التحليق المبهر على جسر "غولدن غيت" (البوابة الذهبية)، حيث شاهد المتفرجون الطائرة عن قرب مع أجنحة واسعة إضافية في الأسفل, ووفقًا لضوابط "SI2"، لمس مساعد الطيار برتران بيكار أسفل مهبط "موفيت"، موطن مركز أبحاث "اميس" التابع لوكالة "ناسا" للفضاء، ومشاريع "غوغل"، بعد رحلة دامت 3أيام وليلتين بسرعة 2,810 ميل (4523 كم).
وقال بيكار، في مؤتمر صحفي عقب وصوله: "كما تعرف، فإن هناك لحظة في الليل، كنت أشاهد انعكاس القمر على المحيط، وكنت أفكر، أنني بمفردي تمامًا في قمرة القيادة الصغيرة وأشعر بالثقة تمامًا", وأضاف: "ممتن حقا للحياة لاختباري لهذه التجربة التي ربما تكون إحدى أكثر التجارب روعة عشتها في الحياة", وتابع، خلال طيرانه فوق جسر "غولدن غيت": "عبرت الجسر، وأصبحت رسميًا في أميركا. "
وأوضح: "سولار إمبلس تؤكد أن الاكتشافات لم تعد الوصول الأراضي الجديدة، لأنه حتى القمر قد غزوه بالفعل، ولكن الاستكشافات أصبحت حول تحديد طرق جديدة لتحسين نوعية الحياة على الأرض", وأكد على أن "سولار إمبلس أكثر من مجرد طائرة، فهي تركيز للتكنولوجيات النظيفة، واختبار للطيران الحقيقي، وتفسير للحلول الموجودة اليوم لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه مجتمعنا". وحسب الصحيفة، يتناوب كل من بيكار و بورشبيرغ على التحليق بالطائرة في رحلة حول العالم منذ إقلاعها من العاصمة الإماراتية أبو ظبي منذ آذار/مارس 2015. ويعد الارتفاع الأقصى للطائرة 27,900ألف قدم (8,500 ميل)، ولكن تنخفض هذه النسبة إلى 3,280 ألف قدم (ألف ميل)، ليكن الطيار عندها قادرًا على اتخاذ غفوة صغيرة لمدة 20 دقيقة, ووفقًا إلى "ديلي ميل"، فإن الهدف من هذا المشروع يتمثل في إظهار إمكانيات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية. وللمساعدة في كسر فترات طويلة من الجلوس في قمرة القيادة الضيقة، يُخطط الطيارون بالهبوط بالطائرة الشمسية في 12 موقعًا في جميع أنحاء العالم، إذ هبطت بالفعل في عمان وميانمار والصين واليابان وهاواي. ويعتبر عبور المحيط الهادئ أكثر المناطق خطورة للطائرات بسبب عدم وجود مواقع الهبوط الاضطراري, وعلى الرغم من نجاح الهبوط الأخير تم النجاح، فإن الطائرة واجهت بعض المطبات الهوائية على طول الطريق, فبعد إقلاعها من أبو ظبي في 9 آذار/مارس عام 2015، توقفت الطائرة في مسقط في سلطنة عمان قبل التوجه بها إلى أحمد أباد في الهند يوم 10 آذار/مارس، وفاراناسي، وأيضا في الهند في 18 آذار/مارس, وفي نفس اليوم توجه إلى ماندالاي في بورما، قبل اتخاذ التوقف فى تشونغتشينغ في الصين يوم 29 آذار/مارس لمدة 3 أسابيع، أكثر مما كان مخططا, وبعد التحليق في نانغينغ في الصين، استغرقت الرحلة التالية إلي هونولولو في هاواي 5 أيام قبل التوقف الذي لم يكن مقررا في اليابان, وهبطت "سولار ابلوس" في شهر تموز/يوليو، واضطر إلى البقاء في الجزر لمدة 9 أشهر بعد تضرر نظام بطارية الطائرة من الحرارة خلال الرحلة من اليابان, وتأخر الفريق في آسيا، أيضا، عندما محاولته الأولى للطيران من نانغينغ في الصين، إلى هاواي، واضطر الطاقم لتحويل واجهته إلى اليابان بسبب سوء الأحوال الجوية وتلف الجناح, وبعد شهر، عندما كانت الظروف الجوية مواتية، غادرت الطائرة من ناغويا في وسط اليابان إلى هاواي, وكانت سرعة الطيران المثالي حوالي 28 ميلا في الساعة، على الرغم من أن يمكن أن تتضاعف خلال النهار عندما تكون أشعة الشمس هي أقوى, وتزن الطائرة المصنوعة من ألياف الكربون أكثر من5 آلاف باوند (ألفي و268 كيلو) أو ما يقدر بوزن شاحنة متوسطة الحجم.
وقال بيكار: "لابد من استمرار الابتكار والريادة، ويجب أن تستمران لتحسين نوعية الحياة، و من أجل التكنولوجيات النظيفة، و للحصول على الطاقة المتجددة, فهذا هو المكان الذي يمكن للرواد أن يعبرون حقا عن أنفسهم بنجاح".
ولا يعد السفر الجوي بالطاقة الشمسية تجاريًا بشكل عملي حاليًا، نظرًا لبطء وقت السفر، والطقس وقيود الوزن القيود المفروضة على هذه النوعية من لطائرات, وأوضح بيكار: "ربما سيكون متاحا خلال 20 عامًا عندما تعمل كل الطائرات بالطاقة الكهربائية ، ويقول الشعب إنها أصبحت روتينية '', وأضاف: "لكن الآن، اليوم، الطائرة كهربائية، ولديها محركات كهربائية، تنتج طاقة الخاصة من الشمس، لذا لا يمكن أبدًا أن تكون مملة، إنها معجزة من التكنولوجيا ".