عينات من الصخور المريخية

يعتقد العلماء على نطاق واسع أن كوكب المريخ كان مغطى بالبحيرات والمحيطات التي اختفت مكونة الكوكب الأحمر، الذي يدرسه العلماء اليوم، ويعتمد ما حدث لهذه الممرات المائية على ما اكتُشف، هذا الأسبوع، من وجود مستويات عالية من السليكا في عينات من الصخور المريخية، بواسطة مسبار استطلاعي.

وتحول اهتمام علماء "ناسا" حاليًّا لاكتشاف سبب احتواء صخور المريخ على نسبة عالية من هذا المعدن، وتستطيع البحوث الكشف عن درجة حمضية المياه التى كانت موجودة على الكوكب، وكشف المسبار الاستطلاعي عن وجود تركيزات عالية من السليكا في مواقع تم التنقيب فيها، خلال الأشهر القليلة الماضية، عن أي مكان آخر استطلعه المسبار، خلال وجوده على الكوكب للتنقيب، لمدة ثلاثة أعوام ونصف.

وأعلن عضو فريق مختبر الدفع النفاث التابع لـ "ناسا" في كاليفورنيا ألبرت ين "هذه التركيزات العالية من السليكا هي لغز، ويتم زيادة السليكان من خلال طريقتين، إما من خلال ترشيح بقية العناصر مع ترك السليكا، أو جلب السليكا من مكان آخر، وتنطوي الطريقتان على المياه، وإذا استطعنا تحديد أي الطريقتين سنعرف المزيد عن خصائص هذه البيئة الرطبة القديمة".

وكشفت "ناسا" وجود ندوب على المنحدرات الصخرية على سطح المريخ، ما يشير إلى نشاط المياه الموسمية على أو تحت السطح، ومن خلال محتوى صخور السليكا يمكن تحديد ما إذا كانت المياه هناك حمضية أم قلوية، وإذا ما كانت المياه أكثر حمضية، فمع انخفاض درجة الحموضة بسبب حامض الكبريتيك ستتحلل العناصر الأخرى، وتذهب بعيدًا تاركة السليكا في الصخور، أما إذا كانت المياه قلوية أكثر فإنها ستحمل السليكا المتحللة وتوضع في الصخور.

وتتخذ الوكالة الفضائية جميع السيناريوهات في الاعتبار إلا أن السيناريو الحمضي يتوافق مع النتائج التي توصل إليها المسبار Spirit في الجانب الآخر من الكوكب، حيث عثر المسبار Spirit على علامات ضباب حامض الكبريتيك، على المناظر الطبيعية في الكوكب، فيما أخذ المسبار الاستطلاعي عينات أثناء انتقاله إلى منطقة بركانية منقرضة في الكوكب تسمى Mount Sharp، وفي حين تم الإبلاغ عن الملاحظات الأولية في أيار/ مايو إلا أن الفريق تراجع لإجراء نظرة فاحصة على بعض الصخور.

وكشف فحص عينات من صخور المريخ تُدعى "Buckskin" عن احتوائها على معدن نادر على الأرض، ولم يسبق العثور عليه في المريخ يسمى tridymite، وعادة ما تنشأ المعادن النادرة على الأرض من الصخور النارية، مثل الحمم البركانية التي تبرد وتتصلب، إلا أن المواد المنصهرة على الأرض تحتوي على مستويات عالية من السليكا، وأشار فريق الباحثين إلى أن وجود معدن tridymite في صخور Buckskin يشير إلى تطور الصخور المنصهرة على سطح المريخ.

وأوضحت ليز رامب من مركز جونسون للفضاء التابع لـ "ناسا" أنه "يمكن حل هذا من خلال تحديد تكون معدن trydymite من مصدر بركاني، أم أن تكون من مصدر آخر، يعمل الكثير منا في المختبرات لمعرفة ما إذا يمكن تكوين هذا المعدن دون ارتفاع درجة الحرارة".

وساعد هبوط المسبار الاستطلاعي على المريخ في آب/ أغسطس 2012 علماء الكواكب على اكتشاف المزيد عن النظام المائي للكوكب، وغطى المسبار منطقة كبيرة من الكوكب إلا أنه تأثر بالغبار الموجود فيه، وعانى المسبار من رحلة شاقة عند الصعود بجانب البركان الخامد في جبل شارب، وعرض علماء "ناسا" ما توصلوا إليه من نتائج، في الاجماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي.

وبيّن العالِم أشوين فاسفادا من مختبر الدفع النفاث "ما رأيناه في جبل شارب يختلف بشكل كبير عما رأيناه في أول عامين من البعثة، هناك الكثير من التباين خلال مسافات قصيرة نسبيًّا، وتعتبر السليكا مؤشرًا من مؤشرات كيفية تغير الكيمياء، إنه اكتشاف غريب متعدد الأوجه، وسوف نستغرق بعض الوقت لاكتشافه".