بيكو آير خلال جلسة تحت عنوان "رحلة إلى السكون في العصر الرقمي في 45 دقيقة"

أكد الكاتب البريطاني، بيكو آير، خلال جلسة تحت عنوان "رحلة إلى السكون في العصر الرقمي في 45 دقيقة"، التي عقدت ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، ضرورة تخصيص يوم من كل أسبوع للانقطاع عن التكنولوجيا بجميع أشكالها، مشيرًا إلى أن "الاستخدام اليومي للتكنولوجيا جعلنا مدمنين عليها وغير قادرين على تركها".وشدد أن "الهدوء ضروري جدًا للإنسان، لاسيما إذا كان يعيش ضغوطًا شديدة في العمل"، مضيفًا أن "الجميع يحتاج إلى الهدوء، لأن السكون والاسترخاء يساعدان على الإبداع".

وأوضح آير أن "الإنسان يجيد الهروب من السعادة، واللجوء إلى ما يزعجه ويعكر مزاجه ويؤثر سلبًا في حياته اليومية"، لافتًا إلى ضرورة التخلص من جاذبية الضغوط، والمسؤوليات ومهام العمل والواجبات، وتخصيص يوم للراحة والنسيان والاستجمام.وذكر إن العالم يتسارع يومًا بعد يوم، ويتعين علينا مواكبة التغيرات والتقلبات المختلفة، موضحًا أن "الإنسان يجد صعوبة في استيعاب المعلومات التي يتلقاها يوميًا".

وأشار آير إلى تنامي دور الآلات في حياة الإنسان، في الزمن الذي نعيشه، إذ لم يعد في وسعه الاستغناء عنها، مؤكدًا أن معظم العاملين في مجال التكنولوجيا يدركون ضرورة الابتعاد عن التكنولوجيا لفترة معينة، من أجل إراحة النفس من الإجهاد الذهني والبصري.وأوضح أن وباء التوتر يداهم الإنسان في القرن الجديد، بسبب تزايد حجم المسؤوليات الملقاة عليه، وليس هنالك من حل سوى التأمل والسكون، فهما يسهمان في تجديد الطاقة.

ولفت آير إلى ضرورة زيارة المناطق الطبيعية، لأنها تسهم في امتصاص الطاقة السلبية والضغوط الحياتية، موضحًا أن 60% من الطلبة يفضلون الصدمة الكهربائية على التأمل، ما يدل على أن الإنسان يخلق لنفسه الضغوط الحياتية.وتابع أن "الدراسات أكدت حاجة الإنسان إلى السكون، وحمل النفس على الاسترخاء لمواجهة الضغوط"، مؤكدًا أن "التوتر الذي يعيشه البعض في عالم اليوم، يعد أحد أخطر الأمراض المهلكة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية".

وبين آير "إننا نعتمد في هذا العصر بشكل كلي على أجهزتنا الذكية والتكنولوجيا من حولنا، وأصبح وقتنا يضيق وتوترنا يتفاقم، فالبشر لم يولدوا للعيش في أوقات ومحددات صممت من هذه الأجهزة، بل خلقنا لنحيا وفق سرعة الحياة وليس سرعة الضوء"، مشيرًا إلى أن "تلقي كم كبير من المعلومات يوميًا يسبب بدانة في البيانات".وأضاف "لا نريد حلولًا نظرية لمشكلات التوتر لدينا، فالتوتر أصبح مرضًا خطيرًا وعلينا التعامل معه، علينا أن نبدأ بخطوات عملية للسيطرة على استخدام التكنولوجيا من حولنا، أدعو الجميع إلى التخلي عن أجهزتهم الذكية يوميًا لبعض الوقت حتى تتسنى لنا الفرصة لإضافة أشياء جديدة وقيم أخرى مهمة لهذا العالم الرقمي، فثورة الإنترنت لم تأتنا مع دليل للاستخدام، ولهذا إذا أردنا أن نتقدم فإن علينا أن نراجع اهتماماتنا وبرامج حياتنا اليوم".

وذكر آير أن "عدم تنظيم طريقة عملنا، واتباع سلوكيات مجهدة، غير منظمة، من الأسباب الأساسية لتفاقم التوتر في حياتنا".