معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا

أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا أمس الثلاثاء، ابتكار نموذج تجريبي جديد تم تصميمه كنظام لفحص هياكل الطائرات والتأكد من خلوها من أي عيوب على نحو فعال وبوقت أسرع دون التأثير على سلامتها.

وجرى استعراض النموذج التجريبي الجديد في معهد "مصدر" خلال زيارة لوفد من كلٍ من شركة المبادلة للتنمية "مبادلة"، وشركة "ستراتا للتصنيع"، وهما الجهتان الراعيتان لهذا المشروع البحثي.

وأوضح الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والخدمات الهندسية في "مبادلة" حميد الشمري، قائلًا: "في ضوء النمو المتواصل والمتسارع، الذي تشهده صناعة الطيران في دولة الإمارات، فإننا نسعى دائما إلى المشاركة في مشاريع الأبحاث والتطوير التي من شأنها توفير منتجات عالية الجودة وبموثوقية متزايدة".

وأضاف الشمري: "يندرج تعاوننا مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وشركة ستراتا للتصنيع في سياق استراتيجيتنا الرامية إلى إبرام شراكات مع المؤسسات الأكاديمية، سعيًا إلى النهوض بالابتكار في هذا القطاع ولدعم بناء اقتصاد قائم على المعرفة في دولة الإمارات، ويأتي تصميم هذا النموذج المتطور ليبرهن على امتلاك الدولة للمواهب المميزة وعزمها على المضي قدما نحو تحقيق مكانة متقدمة في صناعة الطيران العالمية".

وصرَّح الرئيس التنفيذي لشركة "ستراتا" للتصنيع بدر العلماء، قائلًا: "نفخر بهذا النموذج الجديد باعتباره تطورا تكنولوجيا سيعزز تنافسية شركة "ستراتا" على المستوى العالمي، فضلًا عن أنه سيوفر حلول تصنيع مرنة وموثوقة تصب في مصلحة عملائنا".

وتابع العلماء: "لقد وضعنا رؤية تتمثل في أن تصبح "ستراتا" ضمن أفضل ثلاث شركات لتصنيع هياكل الطائرات على مستوى العالم، وهذا يتطلب منا التركيز على قطاع البحث والتطوير الذي يبقينا في دائرة المنافسة والتطور التكنولوجي المتواصل في قطاع الطيران، وتعد شراكتنا مع معهد مصدر والإنجاز الذي سجلناه في الوصول لهذا النموذج الجديد برهانا ساطعا على التزامنا المشترك تجاه هذه الصناعة".

وقال رئيس معهد "مصدر" الدكتور فريد موفنزاده: "مثل هذا الإنجاز يعد مثالًا بارزًا على تعاون الأطراف الأكاديمية والصناعية والحكومية في مجال المشاريع ذات الصلة المباشرة بخبرات دولة الإمارات، ويسهم معهد مصدر، من خلال تطويره لهذا النموذج التجريبي المبتكر، ليس في تعزيز التنمية المستدامة في قطاع الطيران فحسب، بل في ضمان بناء جيل مقبل من الكوادر المزوّدة بالمهارات التقنية والهندسية المتقدمة في مجال صناعة الطيران".

واستدرك موفنزاده: "يستخدم النموذج التجريبي تقنية التصوير الحراري المتقدمة للكشف عن أية تشققات أو تجاويف في الأسطح الداخلية والخارجية لهياكل الطائرات، وبعد إجراء عملية تحليل شاملة ضمن مختبرات البرمجة في معهد مصدر، يستطيع النموذج التجريبي الكشف عن وجود الكثير من الأعطال والعيوب من عدمه في غضون ثوانٍ، كما يوفر النموذج بيانات وصورا فورية تفسح المجال لفحص الهياكل على نحو دقيق".

واستكملت المرحلة الأولى من تطوير النموذج التجريبي ضمن مختبرات معهد "مصدر"، وبإشراف أساتذته وطلبته الباحثين، وسيتم الآن نقل جميع البرامج والنماذج التجريبية النهائية إلى منشأة التصنيع في مصنع "ستراتا" في مدينة العين لتشغيل النموذج آليا وتطوير طريقة اختبار يمكن الاستفادة منها في صناعة الطيران، وتعزيز عمليات البرمجة بما يعزز قدرات الفحص الفوري، وتطوير خاصية مزج الصور، وهي عبارة عن ترتيب الصور المطلوبة أثناء عملية الفحص بما يسمح بإظهار العيوب في كامل الهيكل.

وسيطور الباحثون في المرحلة المقبلة برنامجًا للقياس الكمي يتيح تحديد مدى عمق وحجم التشققات والتجاويف في هياكل الطائرات، وكذلك مدى قدرتها على التحمل خلال عملية الفحص. وسيتم استكمال جميع جوانب المرحلة الثانية بالتوافق مع معايير صناعة الطيران المطبقة لدى الشركات الرائدة في هذا المجال عالميا.