القاهرة _صوت الأمارات
أبو هريرة هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، وكان يعرف بالجاهلية باسم عبد شمس بن صخر، وعرف بأبي هريرة لأنه كان يرعى الأغنام وهو صغير مع هرته الصغيرة التي كان يحتفظ بها في الشجر ليلاً، حيث كان يعطف عليها، ويرعاها، ويطعمها.
مولده
ولد في عام 19هـ في قبيلة دوس، وأسلم في السنة السابعة من الهجرة عندما كان في الثامنة والعشرين من العمر، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه أكثر.
علمه
عرف أبو هريرة بكثرة روايته للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وبملازمته له، حيث صاحبه لمدة ثلاث سنوات ولم يفارقه، ورُوِى عن أبي هريرة 800 صحابي وتابع، من بينهم الإمام أحمد بن حنبل، والإمام مالك بن أنس، مما يدل على كثرة حفظه للأحاديث، كما كان من القراء المشهورين الذي حفظوا القرآن الكريم، وعلموه للآخرين، حيث كان محبا للعلم، وكان طلابه يقبلون عليه، وعرف أيضًا بأخلاقه الحميدة وبقوة ذاكرته، وعدم قدرته على النسيان، وبمحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، ولآل بيته، كما عرف بعطفه الكبير على الحيوان.
حياته
كان أبو هريرة شديد الفقر، حيث كان يربط على بطنه حجرًا من شدة الجوع، وفي أحد الأيام خرج وهو جائع، فمر به أبو بكر، فسأله أبو هريرة عن تفسير آية ما، ففسرها له، وانصرف، علمًا بأن أبا هريرة يعرف تفسيرها، إلا أنه أراد منه أن يصطحبه لبيته ليطعمه، فمر عليه عمر بن الخطاب، وفعل معه كما فعل مع أبي بكر، إلا أنه رد عليه كما رد أبي بكر وانصرف، فمر على رسول الله فعلم ما يريد، وأخذه إلى بيته، فوجد لبنًا في قدح، فقال: من أين لكم هذا؟ قيل: أرسل به إليك. فقال النبي: أبا هريرة، انطلق إلى أهل الصفة؛ فادعهم، فحزن أبو هريرة، وقال في نفسه: كنت أرجو أن أشرب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي، ثم قال في نفسه: لا بد من تنفيذ أمر الرسول، وذهب إلى المسجد، ونادى على أهل الصفة، فجاءوا، فقال في نفسه: إذا شرب كل هؤلاء ماذا يبقى لي في القدح، فأتوا معه إلى بيت النبي، فقال له النبي: أبا هر، خذ فأعطهم، فقام أبو هريرة يدور عليهم بقدح اللبن يشرب الرجل منهم حتى يروى ويشبع، ثم يعطيه لمن بعده فيشرب حتى يشبع، حتى شرب آخرهم، ولم يبق في القدح إلا شيء يسير، فرفع النبي رأسه وهو يبتسم وقال: أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله، قال: بقيت أنا وأنت قلت: صدقت يا رسول الله، فقال الرسول: فاقعد فاشرب، قال أبو هريرة: فقعدت فشربت، فقال: اشرب. فشربت، فما زال النبي يقول لي اشرب فأشرب حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغًا، فقال النبي: ناولني القدح فأخذ النبي القدح فشرب من الفضلة.
جهاده
شهد أبو هريرة العديد من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد كافة الغزاوت في عهد الخلفاء الراشدين، حيث شهد حرب الردة مع أبي بكر، وحرب مؤتة مع المسلمين، وعرف بموقفه من الفتنة الكبرى، حيث اعتزلها.
فترة ولايته
تولى أبو هريرة إمارة البحرين في عهد عمر بن الخطاب، وكان نائبًا لمروان بن الحكم على المدينة، وأميرًا عليها في حال غيابه، وكان ناصحًا للآخرين، حيث يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، فقد عاش لا يبتغي شيئًا من الدنيا غير رضا لله، وحب عباده المسلمين.
وفاته
توفي أبو هريرة في عام 57 هجرية الموافق عام 676 ميلادية في المدينة المنورة عن عمر يناهز 87 عامًا، ودفن في البقيع.