القاهرة-صوت الامارات
هناك أسئلة سألها النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" لأصحابه رضوان الله عليهم؛ ليعلمنا ديننا، وهناك أسئلة سألها الصحابة لرسول الله "صلى الله عليه وسلم"وأجاب عنها..
للسان آفات لا ينكرها أحد، بل ما سَلِمَ منها أحد؛ فقلَّ من لم يُتكلم عليه من الناس بسوء.
واللسان آفاته كثيرة جدًا، ومن أخطرها النميمة فهي أشد الآفات فتكًا، فإنها تعمل عمل السحر في تفريق الأحبة، وهي عامل أساسي في تمزيق أواصر ذوي القربى.
فعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتدرون ما العضه؟
قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: نقل الحديث من بعض الناس إلى بعضٍ ليفسد بينهم." رواه مسلم.
وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: إن محمدًا "صلى الله عليه وسلم" قال: "ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس". رواه مسلم.
والعضه لفظ يطلق على النميمة، وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم: النميمة هي: نقل كلام الناس بعضهم إلى بعضٍ على جهة الإفساد بينهم.
قال الله تعالى: ﴿ولا تطع كل حلافٍ مهينٍ * همازٍ مشاءٍ بنميمٍ﴾. القلم.
قال ابن كثير: ﴿مشاءٍ بنميمٍ﴾ يعني: الذي يمشي بين الناس، ويحرش بينهم، وينقل الحديث لفساد ذات البين، وهي الحالقة.
وقد دلَّ على خطورتها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قتاتٌ". رواه البخاري.
أي: نمام.
والنميمة سبب رئيس في إفساد ذات البين، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة"، قالوا: بلى، قال: "صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين". رواه الترمذي.
قال يحيى بن أبي كثيرٍ: النمام يفسد في ساعةٍ ما لا يفسد الساحر في شهرٍ.
فينبغي على المسلم أن يحفظ لسانه من القيل والقال، ولا يمشي بين الناس إلا بالإصلاح وقول الخير.