عادة ما يكون اكتشاف الأم أن طفلها مصاب بمرض السكر أمرا يجعلها تشعر بالغضب والحزن وبعض من أنواع الشعور بالذنب، ولكن مع مرور الوقت ومع تعلم الأم المزيد عن مرض السكر فإن قلقها سيقل وستكون أكثر قدرة على التحدث مع الطفل حول هذا الأمر. إن الأم بالتأكيد تكون غريزتها دائما هى كيفية حماية طفلها وأحيانا كيفية إخفاء الحقيقة عنه مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر لن يفلح مع إصابة طفلك بمرض السكر. وبالتأكيد فإن التحدث مع طفلك المصاب بالسكر حول اختبارات الدم وعاداته الغذائية وكيفية التعامل مع المرض هو أمر ليس بالسهل لأنك ستكونين دائما تحاولين تحفيز طفلك لكى يعتنى بنفسه وبصحته تفاديا لأى طوارئ خاصة بمرض السكر. وهناك بعض الطرق والنصائح والأفكار التى من شأنها أن تساعدك على التعامل مع إصابة طفلك بمرض السكر وكيفية التحدث معه فى الأمر. فكرى جيدا فى الكلمات التى ستقومين باستخدامها أثناء التحدث مع طفلك حتى لا يبدو عليك مثلا أنك غاضبة بسبب ارتفاع نسبة الجلوكوز عنده وأنك تلومينه على هذا الأمر وأنه هو المسئول. واعلمى أن الهدف من التحدث مع الطفل هو اختيار الكلمات التى تصف السلوكيات الواجب على الطفل أن يقوم بتغييرها مع الوضع فى الاعتبار أن الهدف ليس هو إلقاء اللوم على الطفل. احرصى دائما على التحدث مع طفلك بطريقة تناسب سنه مع الحرص دائما أيضا على قول الحقيقة له. واعلمى أن الطفل المصاب بالسكر قد يشعر أنه هو الملام فى الأمر وأنه قد فعل أمرا ما وهذا الأمر هو السبب فى إصابته بالسكر، ولذلك يجب عليك أن تجعلى طفلك يفهم وخاصة إذا كان صغير السن أن إصابته بالمرض أمر ليس ذنبه. ويجب على الطفل أيضا أن يعلم أن مرض السكر عنده لن يختفى وأنه مسموح له أن يشعر بالحزن بسبب هذا الأمر. عليك أيضا أن تشجعى طفلك على التحدث بالصراحة حول إصابته بمرض السكر. إن طريقة تعاملك كأم مع مرض السكر أمر سيؤثر بالتأكيد على كيفية تحدث الطفل فى الأمر، فإذا شعر الطفل مثلا أنك متوترة فإنه هو أيضا سيشعر بالتوتر. فعلى سبيل المثال فإنك إذا غضبت بسبب ارتفاع نسبة السكر عند طفلك فى قياس من القياسات فإن طفلك قد يكذب عليك بعد ذلك بخصوص هذا الأمر. إن طفلك لن يكون حريصا على التقليل من تناول الحلويات أو على ممارسة الرياضة إذا رأى أنك لا تقومين أنت نفسك بتلك الأشياء. يجب أن تتحدثى مع جميع أفراد عائلتك حيال اتباع أسلوب حياة صحى وليس فقط بسبب إصابة طفلك بالسكر. واعلمى أن إشراكك لجميع أفراد العائلة فى التفكير فى الوجبات الصحية أمر سيجعل الطفل يشعر أنه لا يعاقب بسبب إصابته بالسكر. إن التعايش مع مرض السكر أمر ليس سهلا بالتأكيد وخاصة على طفل صغير السن مع الوضع فى الاعتبار ان الأم قد تركز على الاعتناء بطفلها من الناحية الصحية لدرجة أنها قد تنسى التحدث معه حول مشاعره. يجب أن تستمعى لطفلك جيدا وهو يتحدث عن زياراته للطبيب والحقن وعدد من الأمور الأخرى. إذا احتاج طفلك المصاب بالسكر مثلا لوجبة خفيفة بسبب انخفاض مستوى السكر عنده خلال حضور مناسبة اجتماعية معينة فعليك أن تسأليه مثلا عن شعوره حيال التعامل مع هذا الموقف وصديقه موجود معه. يجب على طفلك أن يفهم مثلا أن تذبذب مستويات السكر عنده لا يعنى فشله ولكن يجب التعامل مع الأمر على أنه مشكلة يجب التعامل معها ويجب أن تكون توقعاتك لكيفية تعامل طفلك مع مستوى السكر فى دمه توقعات تحمل شيئا من الواقعية وتحتمل الخطأ أو الصواب.