الكالسيوم

لا تحصل نسبة 75% من الأفراد في العالم، وخصوصاً الإناث بينها، على كفايتها من «الكالسيوم» في الأنظمة الغذائية التي تتبعها، حسب إحصائيات «منظمة الصحة العالمية»، علماً أن متوسّط كمّ «الكالسيوم» الموصى بتناوله يبلغ 500 ميلليغرام، يومياً، وأن الحصول على ما ينقص عمّا تقدّم يزيد فرصة الإصابة بالبدانة!

كان الباحث ورئيس مجلس إدارة قسم التغذية في جامعة «تينيسي» الأميركية د. مايكل زمل، اكتشف بعد دراسة استغرقت ستة أشهر، أن من اتّبعوا نظاماً غذائياً حوى ما بين ثلاث حصص وثلاث حصص ونصف الحصة (ما يعادل 1200 إلى 1600 ميلليغرام) من أحد منتجات الألبان منخفضة الدسم، يومياً، فقدوا 11% من أوزانهم، وخصوصاً من الدهون المتمركزة في محيط خصورهم. وعدّد د. زمل أثر «الكالسيوم» في إنقاص الوزن والدهون المخزّنة في كتابه «مفاتيح الكالسيوم»، فقال إن البعد عن استهلاك الكمّ الموصى به من «الكالسيوم» في النظام الغذائي اليومي «يحفّز الجسم على إفراز «الكوليسترول» الذي يتحكّم جزئياً في عمل الخلايا الدهنية، حيث يزيد حجم الأخيرة، ما يزيد الوزن». وخلص الباحث إلى أن النظام الغذائي الزاخر بــ«الكالسيوم» يقلّل من مستويات «الكوليسترول»، ويسرّع من عملية إنقاص الوزن.

مكمّلات «الكالسيوم»
يسأل كثيرون عن مدى فعالية أقراص «الكالسيوم»، في مقاومة الوزن الزائد والدهون المخزّنة في الجسم، بالمقارنة بمنتجات الألبان؟
ورداً على السؤال، كانت الدراسة التي كان أشرف د. زمل عليها، أوضحت أن من تعاطوا 800 ميلليغرام من المكملات الغذائية من «الكالسيوم»، إلى جانب ما بين 400 و500 ميلليغرام من «الكالسيوم» المتأتّي من الطعام، يومياً، فقدوا 5. 7% من إجمالي أوزانهم، بدون إنقاص السعرات الحرارية في غذائهم.
ما تقدّم يشير بوضوح إلى أن مكملات «الكالسيوم» لا تملك فعالية «الكالسيوم» المتأتّي من الغذاء (منتجات الألبان خصوصاً)، لناحية فقدان الوزن والدهون. وكان د. زمل عزا السبب في ذلك إلى دور المركبات الحيوية النشطة في مشتقات الألبان، المركبات التي تملك تأثيراً أقوى على الخلايا الدهنية، بالمقارنة بتأثير المكملات الغذائية. في هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن منتجات الألبان تضمّ مركب «إل _ لوسين»، أي الحمض الأميني الأساسي المساعد على خفض المستويات العالية من سكر الدم، ومحفّز الخلايا الدهنية على أيض الدهون بكفاءة أكبر.