القاهرة - صوت الإمارات
أوضح تقرير أميركي مرتكز على نتائج دراسة كانت أجريت من قبل 22 مركزاً متخصّصاً في علوم التغذية، ارتفاع معدّل الوفاة بين متتبّعي أنظمة الــ"رجيم"، ممّن يعانون زيادة كبيرة في أوزانهم! ويعزى السبب في ذلك إلى مساوئ أنظمة الــ"رجيم" التي يتبعونها.
"سيدتي. نت" يطّلع من اختصاصية التغذية الدكتورة رقية العثماني على أسباب فشل أنظمة الــ"رجيم" الشائعة، والمضار المتوقّعة منها على المدى القصير، في ما ياتي:
1. "رجيم السعرات الحرارية"
يعتمد الــ"رجيم" المذكور على حساب عدد السعرات المتناولة من الطعام، يومياً، السعرات التي تختلف من شخص إلى آخر، بناءً على الوزن ومعدّل الأيض. علماً أنّ كلّ كيلوغرام من وزن الجسم يحتاج إلى 25 سعرة حرارية. في هذا الإطار، يؤكّد اختصاصيو التغذية أن الـ"رجيم" الأفضل لا تتجاوز سعراته 800 سعرة حرارية يومياً، ممّا يؤدّي إلى خفض الوزن سريعاً بمعدّل كيلوغرامين أسبوعياً.
إلا أن فشل نظرية حساب السعرات الحرارية يعود إلى عاملين أساسيين، هما:
• اختلاف عملية الأيض: الأيض هو عمليّة تحويل الوقود المستمدّ من الطعام إلى طاقة تختلف من شخص إلى آخر. علماً أنّ معدّل الأيض يكون منخفضاً لدى الأفراد الذين لا تقوم أجسامهم بإحراق الدهون، ما يحوّل النسبة الأكبر من الطعام المتناول إلى دهون! لذا، يعاني أصحاب الوزن الزائد من معدّلات أيض أبطأ بالمقارنة بمعدّلات أيض النحفاء.
• إن الجسم يعتبر خفض عدد السعرات الحرارية بمثابة تهديد له بـ"مجاعة" تلزمه على إبطاء عملية إحراقه للطعام بنسبة قد تصل إلى 45%، للحفاظ على توازن الطاقة. فنلاحظ، على المدى القصير، أن يمكن للجسم أن يفقد حوالي 3 كيلوغرامات من السوائل وحوالي كيلوغرام من الدهون كحدّ أقصى في غضون أسبوعين. ولكن، بمجرّد العودة إلى تناول الأطعة المعتادة قبل اتباع "رجيم السعرات الحرارية"، تعود نسبة كل من السوائل والدهون إلى ما كانت عليه من قبل، ولكن بمعدّل أيض أبطأ!
لـ "نظام غذائي صحي" اشربي الحليب
2. "رجيم البروتين"
ينتج عن اتّباع "رجيم" يرتكز على تناول "البروتين" بمعدّل يتجاوز 80 غراماً في اليوم، إلى تكوّن مواد سامة تسمى بــ"الكيتونات". وتزداد مخاطر الأخيرة، في حال عدم إمداد الجسم بالسعرات الكافية، ما يؤدّي إلى قيام الجسم بإحراق "البروتين" للحصول على الطاقة الحرارية اللازمة للقيام بأنشطته المعتادة. ما تقدّم يتطلّب بذل مجهود زائد في تفكيك "البروتين" بالمقارنة بالعناصر الأساسية الأخرى، كـ"الكربوهيدرات" أو النشويات أو الألياف، ويحدث خفض الوزن السريع. ولكن، تزداد فرصة عرضة أجسام متتبعي "رجيم البروتين" لمخاطر هشاشة العظام، بسبب أن "البروتين" يتكوّن من مجموعة من الأحماض الأمينية التي يجب أن يعادلها الجسم عن طريق تحرير "الكالسيوم" القلوي غير العضوي، من العظام.
3. "رجيم منخفض الدهون"
تشوب الـ"رجيم منخفض الدهون" الشوائب الآتية:
• احتواؤه على نسبة عالية من "الكربوهيدرات"، ممّا يعني أن السكر والأطعمة المصنّعة (الشوكولاتة والمخبوزات والحلويات) تحلّ محل الأطعمة التي تحتوي على الدهون، ما يحفّز على إفراز هرمون "الإنسولين" في الدم، ما يرفع مخزون الدهون بالجسم. ومعلوم أن ارتفاع مستوى "الإنسولين" لا يشجّع على تحويل الطعام إلى دهون حصراً، وإنما يمنع أيضاً قيام الجسم بإحراق المخزون السابق من الشحوم المتراكمة فيه!
• إقصاء النسب الكافية من الأحماض الدهنية الأساسية عنه! فقد ثبت أن الجسم يحتاج إلى نوعين من الدهون الأساسية، وهما: "أوميغا 3" و"أوميغا 6"، وبدونهما قد تتعرّض الصحة العامة للفرد لمخاطر عدّة، وأبرزها انخفاض الطاقة، وبالتالي الإرهاق.