أم وطفلها

تُعرف الأسابيع الخمسة أو الستة التالية للوضع بفترة النِفاس، وفيها تبدأ مرحلة الرضاعة، وتعود الأعضاء التناسلية وقناتها لحالتها الطبيعية التي كانت عليها قبل الولادة. وتحتاج الأم لعناية خاصة في الأسابيع التي تلي الولادة، نظراً للمضاعفات الخطيرة التي قد تصيبها في هذه الفترة مثل حُمى النِفاس والتهابات الرحم والمبيض.
العناية بالجرح:

يجب العناية بجرح الولادة القيصرية، وتغيير الضمادات بصورة منتظمة واستخدام الكحول لتنظيف الجرح وتعقيمه، ويجب استشارة الطبيب فوراً عند احمرار الجرح، أو خروج إفرازات صديدية.
أما في حالة الولادة الطبيعية، فإذا تعرضت المرأة لشق جراحي لتوسيع منطقة المهبل فيجب العناية بالجرح، واستخدام الغسول المهبلي بصورة منتظمة، والإعتناء بنظافة الأعضاء التناسلية حتى لا تتسبب في تلوث الجرح، ويُفضل استخدام الفوط الصحية القطنية حتى لا تتسبب في التهابات الجلد. كما يجب تغيير الملابس الداخلية على الأقل مرة يومياً. 
الراحة:

يجب على الأم أن تقضي الأسبوع الأول عقب الولادة في الفراش، وتستطيع التنقل في أنحاء المنزل ابتداءاً من الأسبوع الثاني. ويجب على الأم الحصول على قسط كافٍ من النوم وعلى الزوج توفير سُبل الراحة لها وأن يعاونها في حمل الطفل ورعايته حتى تستطيع استعادة صحتها مرة أخرى.
تناول المكملات الغذائية:

تناول الفيتامينات الخارجية قد يساعد الأم في سرعة التعافي، وخاصة كبسولات الحديد للوقاية من الأنيميا التي تكون الأم عرضة للإصابة بها نتيجة النزيف المهبلي الذي يتبع الولادة ويستمر طوال فترة النفاس حوالي 40 يوم تقريباً.
التغذية الصحية:

لا يجب تناول أي مأكولات لمدة ست ساعات عقب الولادة، ثم تبدأ الأم في تناول المشروبات الدافئة، والعصائر الطازجة. وتختبر المرأة في فترة النفاس الشعور المستمر بالعطش نتيجة ارتفاع نسبة هرمون الأوكسيتوسين، ويجب إعطاء الأم كميات وفيرة من الماء لتعويض ما فقدته من سوائل أثناء الولادة، ولزيادة إدرار اللبن.
ويمكن البدء في إعطاء الأم حساء الخضروات، والفواكه الطازجة ابتداءاً من اليوم الثاني. ويقدم الدجاج المسلوق من اليوم الثالث وتعود الأم للنظام الغذائي المعتاد من اليوم الخامس عقب الولادة. ويفضل اختيار الأطعمة والمشروبات المدرة للبن في حالة الرضاعة الطبيعية مثل مغلي الحلبة، البطيخ، العسل الأسود.
متابعة درجة الحرارة بانتظام:

ارتفاع درجة حرارة الأم عقب الولادة من الأمور التي يجب الحذر منها وينصح بمتابعة درجة حرارة الأم خلال الأسبوع الأول من الولادة بصورة يومية، وفي حالة ارتفاع درجة الحرارة يجب التأكد من عدم تجمع اللبن في ثدي الأم والذي عادة يكون مصحوباً بسخونة وشعور بالوجع في أنحاء الجسم المختلفة. وفي هذه الحالة يجب على الأم استخدام شفاط الثدي للتخلص من اللبن الزائد. ويمكن استخدام خافض للحرارة لا يتعارض مع الرضاعة الطبيعية بعد استشارة الطبيب المعالج. أما إذا كان ارتفاع درجة الحرارة شديد ولا يستجيب للعلاج يجب استشارة الطبيب لعمل الفحوصات اللازمة.
هذا ويجب على المحيطين بالأم الإهتمام بالناحية النفسية بنفس القدر، ومحاولة التخفيف عنها ومساندتها حتى تستطيع المرور بفترة النفاس بسلام.