كل ما يدور في رأسك عن الإجهاض

إن سلامة الجنين هي أكثر ما يقلق الأم أثناء فترة حملها ، وقد تعيش المرأة الحامل قلقة من خطر حدوث الإجهاض لما سمعته ممن حولها أو لتجارب سابقة لها ، نحاول في هذا المقال إيضاح بعض الحقائق والإجابة عن بعض التساؤلات التى قد تدور بخاطر الأم حول الإجهاض . ما هو الإجهاض؟ هو انتهاء الحمل قبل اكتمال نمو الجنين ، وتعرِّف منظمة الصحة العالمية اكتمال نمو الجنين بتمام بلوغ وزنه 500 جم أو ما يعادل اكتمال20 أو 22 أسبوع من الحمل ، تتعرض 20-15 % من النساء الحوامل للإجهاض والذى يحدث عادة قبل اكتمال الأسبوع الـ13 وقد تزيد هذه النسبة لتصل إلى 60 % حيث قد ينتهي الحمل قبل موعد الدورة الشهرية القادمة فلا تدرك السيدة حدوثه أصلا . ماهي أسباب حدوث الإجهاض ؟ قد يتمكن الطبيب من تحديد سبب الإجهاض أو لا حيث في أغلب الأحيان تكون أسباب حدوث الإجهاض غير معروفة . خلال أشهر الحمل الثلاث الأولى تكون أسباب الإجهاض غالباً : • الأمراض الوراثية الناتجة عن خلل في الكروموسومات ، والتى تزيد نسبة حدوثها بتقدم عمر الأم وبخاصة مع تعدي سن الـ35 . • أمراض المناعة مثل الذئبة الحمراء . • مرض السكري في حالة عدم ضبط نسبة سكر الدم. • بعض أنواع العدوى البكتيرية كالحصبة الألمانية أو الفيروسية كالهربس. • وجود عيوب في تكوين الرحم ، أو أورام ليفية . • بعض العمليات البسيطة كسحب عينة السائل الأمنيوسي. مع العلم أن التمارين الرياضية ، وممارسة الأعمال التى اعتادت المرأة ممارستها قبل الحمل ، والممارسة الجنسية لا تزيد خطر حدوث الإجهاض ، طالما أن الحمل يمر بسلام دون أي مضاعفات أو مشاكل ، وطالما لم تتعرض المرأة سابقا لحالة إجهاض أو ولادة قبل الموعد المحدد. ماهي عوامل زيادة الخطورة ؟ تشير الدراسات إلى أن تدخين أكثر من 10 سجائر في اليوم الواحد تزيد نسبة حدوث الإجهاض ، كما تشير أيضاً أن التعرض لدخان سجائر الآخرين (التدخين السلبي) يرفع هذه النسبة ، كما أن المشروبات الكحولية ، الشاي والقهوة ، الإصابة بالحمى أو استخدام مضادات الالتهاب ومسكنات الألم في وقت الإخصاب المتوقع يرفع نسب حدوث الإجهاض . ماهي علامات الإجهاض ؟ المرأة التي تتعرض للإجهاض غالباً تعاني من نزيف مهبلي تتفاوت كميته ، وآلام وتقلصات في أسفل البطن. في بعض الأحيان قد يحدث ما يسمى بالإجهاض المُنذر حيث لا يعقب النزيف فقدان الجنين ، حيث أثبتت الدراسات أن 90 % من السيدات اللواتى يتعرضن لنزيف مهبلي في الأسابيع الأولى من الحمل وبخاصة بين (الأسبوع 7 و 11) يكملن حملهن بصورة طبيعية . فقدان الجنين من عدمه يتم تحديده عن طريق الطبيب المختص عن طريق ضربات قلب الجنين على جهاز السونار . كيف يتم التعامل مع حالة الإجهاض؟ يكون ذلك عن طريق الطبيب المعالج والذى سيكون همه الأول التأكد من خروج محتويات الرحم بالكامل فعند حدوث ذلك عندها تحتاج السيدة فقط لمتابعة طبية يقوم بعدها وإلا يقوم الطبيب بعملية التوسيع والكحت وتتم هذه العملية بتخدير موضعي ، تحتاج بعدها السيدة إلى بعض المضادات الحيوية فقط. متى يحتاج الإجهاض لتحاليل لمعرفة مسبباته ؟ في الغالب عند حدوث الإجهاض مرة أو مرتين لا يستدعي ذلك إجراء التحاليل حيث أن نسبة حدوثه عالية وبخاصة في أشهر الحمل الأولى وغالباً دونما سبب واضح ، أما عند حدوث الإجهاض المتكرر والذى يصل إلى ثلاث مرات متعاقبة فأكثر فعندها لابد من إجراء بعض الفحوصات المعملية والتى تتمثل في تحليل الكروموسومات والأجسام المناعية ، وعمل الأشعة والصور للرحم للتأكد من خلوه من العيوب التى تمنع استمرار الحمل. هل يمكن منعه ؟ الإجهاض المتكرر يعتمد منعه على معالجة السبب في حدوثه ، سواء كان علاج جراحي لأي تشوهات في الرحم ، أو ضبط السكر في الدم لمريضات السكري، أو ضبط مستوى هرمون الغدة الدرقية إذا تبين أنه السبب في تكرر فقدان الحمل . كما يمكن استخدام بعض العلاجات الهرمونية لتحسين فرصة اكتمال الحمل. إلا أنه قد لا يمكن التوصل لسبب محدد في النهاية وعليه يكون علاج حالات الإجهاض المتكرر صعباً ومعقداً أحياناً .