القاهرة ـ صوت الإمارات
ابنك يعيش في عالم مضطرب. ساعات يقضيها أمام شاشات التلفاز وساعات أخرى أمام الكمبيوتر، يصعب عليه التركيز أو يصبح شديد الحساسيّة. نهاره ليس أقل تعباً من نهارك. إنها تحديات مرحلة البلوغ التي تتطلب منك دوراً ريادياً، وحنكة مكللة بالتناغم والتفاهم لتفوزي حتماً بجعل ابنك المراهق يتخطى تلك المرحلة بأقل كلفة ممكنة.
تتميز مرحلة البلوغ التي تتراوح بين سنّ الـ10 والـ14 عاماً بتكوين شخصيّة المراهق. ويقع الدور الأبرز على الأهل من خلال مدّهم بالحنان والصبر فيتكسب أهمية التمييز بين الصواب والخطأ بهدوء. لذلك، يمرّ المراهق في تحديات عدة تجعله عرضة للانفعالات والضغط النفسي، إليك أسبابها:
تغيرات هرمونية
في هذه المرحلة، تظهر لدى المراهق الرغبة في التساؤلات الوجوديّة وتتفاقم لديه الحشريّة العلميّة، لذا، يتوجّب على الأهل تزويد أولادهم من عالمهم ومعلوماتهم. أما من الناحية الجسدية، فيتفاعل هرمون التستوستيرون أكثر فأكثر وهو الهرمون الجنسي الذكري، الذي يؤثر على التطور الطبيعي لجسمهم ويؤدي الى ظهور علامات الذكورة، من خلال نموّ الشعر في الذقن والجسم. إنما من الناحية السلبية قد يسبب هذا النوع من الهرمون حساسية كبيرة لدى المراهق فنراه ينفعل بشكل كبير حتى في ما يختصّ بالأمور التافهة.
يسبّب التغير في الهرمونات في مرحلة البلوغ مشكلة التعرق الزائد حيث يفقد المراهق السيطرة على الرائحة الكريهة التي تستوطن مناطق الإبط، القدم والوجه. من هنا ينصح الخبراء باستشارة الطبيب المختص لوصف مستحضر طبي مضاد للتعرق، واستخدامه نحو ثلات مرات في اليوم للحدّ من تفاقم تلك المشكلة.
علاجات غذائية
في حال كان ولدك لا يتناول الحليب ومشتقاته، فعليه في تلك المرحلة تناول 500 ملغ من الكالسيوم مع فيامين D، مرتين في اليوم. كما أن بعض العلاجات الاضافية يمكن أن تؤدي دوراً كتناول الكربوهيدرات.
إذا كانت ابنتك تعاني مشاكل مضطربة بسبب الدورة الشهرية وعدم انتظامها في مرحلة البلوغ، قد تساعدها حبوب منع الحمل على تنظيم مستويات عمل الهرمونات وذلك لمدة ثلاثة أشهر متتالية.
يتبدل وزن المراهق في تلك المرحلة وغالباً ما يشهد زيادة مفرطة تسبب له الإحباط، فيعيش هوساً مستداماً بضرورة الخضوع لحميات غذائية قد تترافق معه لسنوات عدة وتشكل عقداً نفسية.
انحراف واستقلالية
تشوب بشرة المراهق في مرحلة البلوغ مشاكل جمالية عدة على رأسها البثور فتسبب له نوعاً من الاحراج يترافق معه أينما كان. من هنا أهمية الوعي في استخدام المستحضرات الضرورية والأدوية الفعالة والمواظبة على استعمالها لتخطي تلك المرحلة.
قد ينجرف المراهق وراء ظاهرة المخدرات والكحول وحتى التدخين. لذا، يتوجب على الأهل مراقبة سلوكيات ولدهم واعتماد أسلوب الحوار والتفاهم لتلافي الوقوع في تلك المشكلة.
في مرحلة البلوغ، يتخلى المراهق عن مواهبه خصوصاً في حال كانت مدعومة من قبل الأهل كردة فعل على تكوين شخصية مستقلة. هذا الأمر طبيعي في تلك المرحلة، شرط التنبه الى الخطوات الأساسية التي يجب اعتمادها كي لا يفقد الولد تلك الموهبة من خلال اعتماد أسلوب التوعية والإرشاد.
إذاً، تكثر التحديات التي تقف في وجه المراهق في مرحلة البلوغ، معظمها يأتي بشكل طبيعيّ إلا أن الدور الأبرز يرتكز على أهمية الوعي والثقافة لدى الأهل للتمكن من تخطي تلك المصاعب وإنشاء جيلٍ يُحتذى به.
هل من مشاكل معينة تواجهينها مع ولدك في هذه المرحلة الحساسة؟ شاركينا تجربتك من خلال "حياتك".