دور الأسرة فى تربية الأبناء في مراحل العمر المختلفة

طفل اليوم لم يعد كطفل الأمس ، ولكن أصبحت تربية الأطفال تمثل تحديا كبيرا لأى أسرة ، ومسألة صعبة خصوصا من ناحية فهم الطفل فى مراحل تكوينه المختلفة ، خاصة فى فترة المراهقة ، حيث يحتاج الأهل لأن يكونوا ملمين دائما بكيفية التعامل معهم بذكاء فى المواقف المختلفة. وحتى لاتترك المعاملة السيئة آثارا نفسية سلبية على حياة الأبناء فى المستقبل .

لذا علينا أن نتعرف على مجموعة من الأخطاء التى نرتكبها فى حق أبنائنا وكيف نتعامل معها :
1- تحديد نظام للتعامل مع الطفل:

إن عدم تحديد نظام للتعامل مع الطفل ، وعدم استقرار الأهل على رأى واحد فى أى مشكلة طارئة أو عارضة أو فى نظام الحياة اليومى للطفل ، عدم التوافق هذا يسبب بلبلة وفقدان ثقة فى نفس الطفل ، كما أن تغيير الرأى وعدم الثبات على مبدأ واحد وبطريقة واحدة ، مثل موعد إستحمامه ، موعد نومه ، موعد ذهابه للنادى ، نوع العقاب الذى ينتظره لو أخطأ، تغيير الرأى والاختلاف بين الأبوين أمام الطفل ، تجعله لايعيش بطريقة مستقرة ، أما كلما شعر الطفل أن أهله يتعاملون معه بطريقة واحدة ومنظمة ومستقرة، فبالتالى سيحسن التصرف.
عليكِ أن تحاولى قدر الإمكان أن تضعى روتينا محددا لطفلك في التعامل معه وتربيته. ويجب أن يكون الأب والأم دائما متفقين على الطريقة التى سيتعاملان بها مع الطفل ، أو الطريقة التى سيعاقبانه بها ولا يختلفان أمامه. فمثلا يجب على الأب والأم أن يتفقا على رد فعل مناسب في حالة قيام الطفل مثلا بإلقاء الطعام على الأرض أو تجاهل موعد نومه.

2- ضرورة تخصيص وقت لقضائه مع العائلة :

إن كثرة المشاكل وتراكم المسئوليات وسرعة إيقاع الحياة ، قد يمنعنا فى كثير من الأحيان أن نقضى وقتا كافيا فى محيط العائلة ، نقترب من بعضنا البعض ، نخصص وقتا للاستمتاع والتنزه على الشواطىء أو الحدائق ، قد نتجاهل حقيقة أن الأبناء يريدون أن يستمتعوا مع آبائهم وأمهاتهم وتمضية الوقت معهم بكل بساطة ، لأن هذا التصرف يشرح صدر الطفل ويجعله يخرج من الروتين اليومى الصارم، ويجعله يتعلم التعاون أيضا والعمل بروح الفريق.
3- ضرورة تعليم الطفل الاعتماد على النفس : 

عادة ما يريد الأهل مساعدة طفلهم إذا تعثر أثناء أداء أو إنجاز شئ معين دون انتظار محاولته، ولكن قبل أن يقبل الأهل على مثل تلك الخطوة ، يجب أن يفهموا أنهم بذلك يرسلون رسالة للطفل مفادها أنه لا يستطيع فعل أي شئ، حتى لو كان مجرد ارتداء ملابسه بمفرده وأنه غير ذكى أو كفء. فإذا استمر الأهل دائما فى تقديم المساعدة لأبنائهم فى كل شئ فإنهم بذلك يفقدون طفلهم قدرته على الاعتماد على نفسه في المستقبل.
ضعى فى اعتبارك أنه يجب عليك دائما تعليم طفلك الاعتماد على نفسه ، والمثابرة حتى يصل لتحقيق ما يريده مع تقديم النصح والإرشاد والدعم له.

4- عدم خلط وقت الجد بالهزل :

المواقف التى تتطلب من الأم الحزم يجب أن تكون فيها كذلك، عكس الأوقات التى نمضبها مع أبنائنا بحرية أكثر، فمثلا قد يأتى الطفل ويطلب من والدته أن يأكل البسكويت ولكنها ترفض بسبب أن موعد العشاء قد حل، فيبدأ الطفل فى التذمر ويأخذ البسكويت بالرغم من رفض أمه، وبالتالى ترفض الأم ويصرخ الطفل ثم توافق الأم رغما عنها ، هذا التردد من الأم وعدم الحزم يزيد الطفل عنادا.
 5- إقناع الطفل بالتدريج لأهمية الغذاء الصحى:

إذا استمر الطفل فى تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ، والسكاكر والحلويات ، والبوظة والبسكويت والمعجنات ، ثم فجأة أرادت الأم أن ترشده لأهمية الغذاء الصحى المتوازن الذى يقيه شر السمنة المفرطة والأمراض ، وليشب صحيحا معافى ، هنا يجب على الأبوين أن يكونا قدوة لأبنائهم ، مع الوقت إذا رأى أن والده ووالدته يتناولان الطعام الصحي المتوازن سيكون مثلهما ويحاول أن يقلدهما. وعلى سبيل المثال، إذا قدمت لطفلك طعاما جديدا عليه ، ورفضه في البداية فعليك أن تهتمى بتقديمه له أكثر من مرة حتى يتعود عليه وعلى طعمه ومذاقه. وكونى صبورة معه حتى بلوغ الهدف .

6- تحديد أوقات معينة لمشاهدة التلفاز:

لاتتركى الطفل يشاهد التليفزيون لفترات طويلة، فإن ذلك قد يجعله يواجه صعوبات تعلم فى المستقبل، مع العلم أن الأطفال تحت السنتين لا يستطيعون فهم أو استيعاب ما يعرض أمامهم على شاشات التليفزيون أو الكومبيوتر. حاولى أن تبقى طفلك مشغولا بمجموعة من النشاطات المفيدة، إضافة إلى وقاية حاسة الإبصار عند الطفل وحماية عيونه .

وهكذا يتضح لنا أهمية تعاون الأهل فيما بينهم فى تلقين الصغير كيف يتلمس طريقه فى الحياة ، وأن يعتمدعلى نفسه ليصبح فى المستقبل خاليا من الأضرار النفسية الناجمة عن العناد وعدم الثبات على الرأى والضرب والإهانة . الأمر يستحق منا أن نبني جيلا صحيحا يجيد التعامل مع الحياة .