دبي - صوت الإمارات
يحتاج الطفل للرعاية والاهتمام منذ ولادته ، ولكنه يتشكل سلوكيا ومعرفيا وبدنيا في السنوات الأولى من عمره ، من خلال رعاية والديه والاهتمام به ، وتقديم التغذية السليمة له لينمو جسمه نموا سليما ، كذلك تربيته التربية السليمة ، وتعليمه السلوك القويم ، وتقديم القدوة الصحيحة والمثل الطيب له.
إن سلوك الوالدين يؤثر سلبا أو إيجابا في الطفل وبشكل مباشر على نموه العقلي والبدني والنفسي، حيث تمر السنوات الأولى وهو ملتصق بأبويه ، يتفاعل معهما ويقوم بتقليدهما في أغلب المواقف ، ويتمثل النموذج الذي يراه أمامه ، فنجد الإبن يقلد أباه فيما يراه من تصرفات ، كذلك الإبنة التي تقلد أمها في كل تصرفاتها .
ولكن هناك بعض السلوكيات التي يقوم بها الوالدان تؤثر على نمو الطفل ومستقبله:
1- توفير وسائل الراحة والأمان للطفل:
إن المبالغة في توفير وسائل الراحة والرفاهية للطفل ، تعمل على عدم تدريبه التدريب الكافي على مواجهة مصاعب الحياة العملية ، وبالتالي لن يتعرض الطفل للتعب والمشقة ، أو الشعور بالحاجة أو الإحباط في بعض المواقف، مما يجعله لايطيق التعرض للمواقف الصعبة ولا يجيد التصرف فيها .
إن تدريب الطفل على أداء بعض الواجبات وتدريبه على الإلتزام ، وتقسيم المهام بين أفراد الأسرة، يجنبه الصدمات التى يتلقاها الأبناء في المستقبل ، ويجعلهم يبتكرون حلولا للمشاكل التي تواجههم
2- المبالغة بالمديح والتدليل:
بعض الآباء يبالغون في تدليل أبنائهم ظنا منهم أن هذا التصرف سيشجعهم ، ويعطيهم الثقة بالنفس ، نحن لا ننكر حق الطفل في التشجيع والثناء على أفعاله الإيجابية، إلا أن المبالغة في ذلك تعطي نتائج عكسية لدى الطفل على المدى الطويل. مما يجعله غير قادر علي مواجهة التحديات ، كما يزيد المديح من خطورة تحولهم لأشخاص غير منتجين.
3- التعليقات السلبية:
تؤثر التعليقات السلبية والأوصاف السيئة على شخصية الطفل، ( أنت لاتستطيع – أنت لاتفهم – أنت غبي ) إلى غير ذلك من عبارات سلبية ،ولا ينتبه كثير من الآباء إلى خطورة هذه التصرفات في حياة أطفالهم منذ الصغر، فهي تساهم في إضعاف شخصيتهم وتكريس هذه الصفات طوال حياتهم.
4- حرص الآباء والمبالغة في الرعاية:
يجد الآباء والأمهات المبالغة في الحرص لحماية الأطفال الحل الآمن والسحري للمحافظة عليهم من المخاطر، إأنه سلاح ذو حدين ، حيثُ يشكل هذا التصرف خطراً على نموهم الجسدي والعقلي ويحدّ من تطور مهاراتهم، من جهة ثانية، من خلال منعهم من ممارسة نشاطات معينة، كالجري واللعب والإنطلاق مع أقرانهم .
5-الرضوخ لمتطلبات الطفل:
إن تلبية حاجات الطفل بطريقة مبالغ فيها ، وتعويده على تلبية كافة طلباته (حلوى ولعب وأجهزة وأدوات ) مهما كلفنا ذلك من أموال ، يؤدي لغرس صفات سلبية في نفس الطفل مثل الأنانية وعدم التعاون وحب الذات وعدم مراعاة حاجات ورغبات الآخرين، بالإضافة إلى أنه سيشعر بالصدمة مستقبلاً عندما لا يجد من يلبي طلباته.
إن التربية تحتاج منا للموازنة بين ماهو ضروري للحياة ، والأشياء غير الضرورية ، وتعويد الأطفال على تحمل المسؤولية ، والعطف على المحتاجين ، والتكافل والتخلص من الأنانية ، وكذلك وضع بعض الحلول من قبل الطفل بمساعدة الوالدين للمشكلات الأسرية الطارئة ، حتى يتعودوا على مواجهة صعوبات الحياة ، مما يصقل شخصياتهم ويجعل نموهم النفسي والعاطفي آمنا وسليما.