القاهرة ـ صوت الإمارات
في مرحلة المراهقة، يمكن أن يحاط ابنك المراهق بأشخاص ذوي تأثيرٍ سيّئ. كيف يمكن معالجة ذلك؟ وكيف يمكن الوقاية من هذه العلاقات التي تلحق به السّوء؟ تشرح ايفون بونسيه بونيسول، أخصّائيّة علم النّفس السّريري ورئيسة جمعيّة الدّفاع ضدّ التحرّش المعنوي، كيفيّة مساعدة أبنائنا المراهقين على تخطّي مثل هذه العقبات.
متى يجب أن نقلق بشأن علاقات ابننا المراهق؟
عندما يتغيّر الولد وعندما يصبح تأثير هذه العلاقات ضارًّا. الأمر يؤدّي إلى انخفاض في نتائجه المدرسيّة، مصادمات هامّة مع الوالدين، تراجع الإهتمام بالمدرسة أو القيام بأشياء خلسة. يتغيّر خطابه وتتغيّر كلماته. قد تكون التّغييرات السّلوكيّة خفيّة، ولكن في معظم الحالات سلوك الولد يؤدّي بالآباء والأمّهات إلى التعجّب من تصرّفات أبنائهم ودخول حالة من النكران.
تسكن الطّفل أفكار غريبة عنه ينسبها إلى نفسه. وهذا غالبًا ما يكون نتيجة لتقليد قائد المجموعة السيّئة الذي له سلوك سيّئ، يجعله يسيطر ويسلّط قوّته على الأشخاص الأضعف منه. ويكون زعيم العصابة هذا بالنّسبة للمراهق يمثّل قدوة جذّابة وساحرة لها تأثيرات سلبيّة.
لماذا يكون للولد علاقات سيّئة؟ هل لهذا صلة بالصّورة التي يعطيها لنفسه؟
نعم، في كثير من الأحيان تحدث هذه العلاقات في فترة تنقص فيها الثّقة بالنّفس؟ وغالبًا ما يكون الأولاد الخجولين هم الفريسة. وبالنّسبة لهم تكون هذه العلاقات بمثابة خلاصٍ لهم مع أشخاصٍ أقوياء لا يخافون المخاطرة. كلّ المراهقين يمكن أن يكونوا ضحيّة لهذه الحالة في وقت معيّن من حياتهم، في فترة تتآكلهم فيها لحظات الشكّ والخوف. حينها يرون هؤلاء الأشخاص كمصدر حماية لهم.
هل هناك فرق بين الفتاة والصبيّ عند الإختلاط بعلاقات سيّئة؟
لا، يمكن أن يكون للإثنين نفس النّوع من العلاقات على حدٍّ سواء. لكنّ المراهق على الأغلب يحاط بزعيم عصابة في حين أنّ المراهقة سوف تتّجه أكثر نحو التعرّف إلى أصدقاء جدد أو معاشرة صديق مميّز... وهي أيضا طريقة للتّعبير عن تمرّدها وتعتبر واحدة من مظاهر أزمات سنّ المراهقة.
في أيّ سنّ يمكن أن نخاف من العلاقات من هذا القبيل؟
ابتداءً من سنّ 12 عامًا. وفي الواقع، منذ الصفّ الرابع أو الخامس نلاحظ تشكّل ظواهر أولى لما يشبه العصابات.
كيف يمكن إبعاد ولدنا عن هذا النّوع من العلاقات السّلبيّة؟
يجب علينا أوّلا الإستماع إلى كلّ ما يقوله وخاصّة لا يجب أن نقول له بشكل مباشر أنّ هذه العلاقة مضرّة له. بدلا من ذلك من الضروري تسليط الضّوء على سلوكه ولكن بطريقة غير مباشرة. يجب أيضا أن نعلّمه أن يقول لا ونجعله يدرك أنّ هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يكونون مصدرًا للخطر. سيتطلّب هذا الأمر وقتا يؤدّي بالمراهق إلى الشعور بخيبة أمل ناتجة عن هذه العلاقة.
كيف يمكن للولد أن يستوعب خفايا هذه العلاقة السيّئة في حين أنّه لا يصغي إلى والديه؟
ينبغي أن نشرح له ذلك اعتمادا على الوضع الذي يمرّ به وتحويل اهتمامه إلى شخص آخر كما يجب أن نتحدّث له عن أنفسنا عندما كنّا مراهقين. على سبيل المثال، يمكن للأمّ أن تروي لابنها عن علاقة سيّئة مرّت بها خلال فترة المراهقة والمشاكل التي انجرّت عن ذلك فيما بعد. بهذه الطّريقة يمكن أن نتحدّث إلى أبنائنا من دون أن نشعرهم بأنّهم مستهدفون. وبذلك سوف يصلهم مضمون رسالتنا "لا تفعلوا مثلما فعلنا" ممّ سيدعوهم إلى التّفكير... يجب دائما أن نوجّه لهم رسائل غير مباشرة.
هل هناك أساليب لتجنّب هذا بدل البحث عن طرق لعلاجه؟
نعم، ولهذا يجب أن نعطي لأولادنا "الأسلحة" اللاّزمة التي تجعلهم يشعرون بالثّقة بأنفسهم لأنّ معظم من يكونون فريسة لهذا النّوع من العلاقات هم المراهقون الذين يعانون من نقص في الثّقة بأنفسهم. قد يشعر المراهق مفرط النّشاط أيضًا بجاذبيّة هذا النّوع من العلاقات لأنّ فيها نوعًا من المخاطرة توفّر مشاعر بالقوّة.