القاهرة - صوت الإمارات
تحدث غالبية الحوادث التي تؤذي الطفل أثناء انشغال الأم بأمور أخرى في المنزل. والتيقّظ هو القاعدة الأولى والأساسية لأمان الطفل، فيما يأتي التنظيم الداخلي في الدرجة الثانية.
بمعنى آخر إن كل ما يبدو خطرًا على الطفل يجب تفاديه والحذر منه. فرغم جميع التدابير الوقائية التي تتخذها الأم لحماية طفلها، فإنه قد يتعرض لحادث لم يكن في الحسبان وعندها يقع المحظور.
وتختلف الحوادث التي يصاب بها الطفل باختلاف عمره، فكل ثلاثة أشهر يكتشف الطفل أمكنة جديدة في المنزل تثير فضوله وتصير مسرحًا لاكتشافاته التي قد ينتج عنها حادث خطر.
1 من الأيام الأولى حتى سن الثلاثة أشهر:
انتبهي إلى السرير!
يمضي الرضيع في شهوره الأولى معظم وقته في سريره الصغير أو مهده. وقد أثبت أنّ نوم الرضيع على ظهره يجنّبه احتمال خطر الموت.
ومن الأفضل استعمال كيس النوم الخاص بالرضّع وفراش ثابت عوضًا عن الغطاء والوسادة، هكذا تجنب الأم الطفل خطر الاختناق. كما يجب عدم وضع سلسال حول عنقه وألا تغطيه في شكل متين.
2 من سن الثلاثة أشهر إلى الستة أشهر:
الحمام ومنضدة تغيير الحفاضات.
يعتبر السقوط عن منضدة تغيير الحفاضات من الأخطار الرئيسة الممكن حدوثها أثناء قيام الأم بذلك. ولتفادي هذا النوع من الحوادث على الأم وضع يدها على طفلها حين يكون على المنضدة.
وإذا كان عليها الابتعاد لتأتي بغرض ما، عليها لفّ طفلها بمنشفة ووضعه إما على الأرض أو في سريره، أو أن تأخذه معها. أما في ما يتعلق بحمام الطفل، فعلى الأم التأكد أنّ درجة حرارة الماء هي بين 37و38 درجة مئوية باستعمال ميزان الحرارة ( وليس يديها).
وينبغي ألا تنسى مراقبته جيدًا أثناء تحميمه، إذ قد يحدث اختناق للطفل من جراء ابتلاعه كمية من الماء والصابون.
3 من سن الستة أشهر إلى التسعة أشهر:
يضع كل شيء في فمه!
صحيح أنه يجب الحذر من الأشياء الصغيرة التي قد تكون في متناول يديه. وصحيح أن الخشخيشة والألعاب الكبيرة الحجم لا تشكل أي خطر عليه ولكن ليست الألعاب الصغيرة جدًا مثل دولاب سيارة صغير أو زر لعبة هي وحدها التي تسبب الاختناق، بل عندما يكون الطفل قريبًا من منفضة الدخان أو كابل الكهرباء أو نبتة سامة، أو علبة تحتوي على أدوات الخياطة أو وجود أدوية أو وجوده قرب سلة المهملات، كل هذه الأشياء هي مصدر لحوادث خطرة كالاختناق والاحتراق والتسمم.
4 من سن التسعة أشهر إلى السنة:
جروح وتورًّم
يبدأ الطفل في هذه المرحلة الوقوف على رجليه. فهو يتسلق كل الأمكنة المرتفعة مع أنه لا تزال مهارته ضعيفة للقيام بذلك. وفي هذه المرحلة يجب وضع كل الأشياء المؤذية بعيدًا عن نظره، وإذا لم يجد ذلك نفعًا يجب إعادة ترتيب المنزل في شكل يجنّبه الحوادث الخطرة فمثلاً كأن تضع الأم حاجزًا يسدّ السلم لتجنبه خطر السقوط من أعلاه، وأن تضع واقيًا لزوايا الأثاث، ومثبتًا للأبواب كي تحمي أصابعه الصغيرة من خطر الإغلاق المفاجئ.
كل هذه الاحتياطات تساعد على حمايته. ولا بد من الإشارة إلى أن ديكور غرفة الطفل يجب أن يكون مصممًا في شكل يوفر الحماية الكاملة من الحوادث، حيث يمكن الأم أن تتركه فيها وحده وهي مطمئنة.
حادثة السقوط على الرأس
رغم أنّ معظم إصابات الرأس لا تكون خطرة، تبدو بعض النتائج المترتبة عنها مقلقة. فالصدمة القوية التي تُفقد الطفل وعيه ولو للحظات يرافقها عدم تذكّر للحادثة بعد استعادة وعيه أو تقيؤ أو نزف في أنفه أو أذنه أو فمه أو جرح عميق.
أو إذا شعر الطفل بالنعاس أو بعدم القدرة على المشي أو اتساع بؤبؤ العين أو إذا لم يعد قادرًا على الكلام أو شعر بالغثيان أو بألم في الرأس، يجب التوجه فورًا إلى الطبيب الذي يجري فحوصًا ويخضع الطفل لصور شعاعية للرأس إذا اشتبه بأمر ما.
وإذا كانت الجروح طفيفة فإنّ الطبيب لن يُبقي الطفل في المستشفى ويعطي الأم تعليمات لتراقب طفلها في المنزل على أن تتصل به عندما تلاحظ أي أمر غير عادي، كاستمرار التقيؤ أو ازدياد آلام الرأس.
وهناك إشارات تتعلّق باضطراب الجهاز العصبي أو دخول في غيبوبة قصيرة المدة. تظهر هذه الأعراض بعد الحادثة بأسابيع، وتشير إلى وجود ورم دموي داخل الدماغ تتطلب إزالته جراحة.
السقوط بسبب القفز
تعتبر المساحة الفارغة في الغرفة التي يجلس فيها الطفل أمرًا ضروريًا لتجنيبه الحوادث. وللوقاية الفعّالة يجب عدم السماح للطفل بتسلق السلم المتحرّك أو الكرسي، وعدم السماح له بالقفز من الأمكنة المرتفعة كالخزانة، فبعض الأطفال يقلّدون أثناء اللعب سوبرمان ويقفزون من أعلى الخزانة. ويمكن الأهل اتباع الإرشادات الوقائية الآتية:
عدم وضع الأثاث في أمكنة تربك حركة الطفل.
تثبيت السجاد السهل الانزلاق تحت أقدام السرير أو الكنبة.
وضع الألعاب والأغراض التي يستعملها الطفل في أمكنة سهل الوصول إليها كي لا يضطر لتسلق كرسي كي يصل إليها.
إنارة الغرفة في شكل تام بحيث لا يكون فيها ركن مظلم.
توزيع الأسلاك الكهربائية في زوايا الغرفة كي لا يتعثر بها الطفل أثناء تحرّكه.
وقوع الحادث
في حال سقوط الطفل على ظهره بقوّة لا يجوز إطلاقًا تحريكه، فقد تكون السقطة سببت أذىً للنخاع الشوكي، مما يؤدي إلى احتمال الإصابة بشلل إذا قامت الأم بتحريك الطفل حركة غير صحيحة.
أمّا في حال عدم قدرة الطفل على التنفّس فيمكن تمديده فقط وعدم محاولة القيام بتنشيط تنفسه كالتنفس الصناعي أو التدليك لأنّ ذلك قد يؤدي إلى جرح النخاع. لذا من الضروري انتظار فريق الإسعافات الأوّلية والاكتفاء بمراقبة الطفل. أمّا إذا لم يفقد الطفل وعيه لكنه أبقى يده مطوية أو أظهر عدم قدرته على القيام بحركة فلا يجوز تحريكه فهذا مؤشر لوجود كسر.
الحرائق
في كثير من الأحيان تكون الحرائق سببًا رئيسيًا للوفيات خصوصًا الأطفال دون سن الخامسة.
إجراءات وقائية
ينصح الاختصاصيون الأم والأهل بالإرشادات الآتية لتفادي حوادث الحريق:
عدم وضع يد المقلاة، أثناء الطهو، في الاتجاه المقابل لوجه الطفل بل يجب وضعها دائما في اتجاه الحائط، وعدم السماح للطفل بالإقتراب من الفرن إطلاقًا.
صيانة الأسلاك الكهربائية والآلات الكهربائية الثابتة كأنابيب التدفئة في المنزل في شكل دوري.
عدم الاحتفاظ بالمواد القابلة للاشتعال في مواضع يصل إليها الطفل.
منع التدخين في المنزل وخصوصًا غرف النوم.
وقوع الحادث
بعد إبلاغ رجال الإطفاء عن حادث الحريق يجب الخروج من مكان الحريق في أسرع وقت ممكن. أمّا إذا تعذّر الخروج من المكان فيجب الدخول إلى غرفة لم يصل إليها الحريق وغلق الباب لمنع تسرب الدخان، وينصح بالتمدّد على الأرض وتغطية الأنف والفم بفوطة رطبة، ويحذّر من لمس الأسلاك أو الآلات الكهربائية أو استعمال المصعد.
يجب أن تعرفي!
هل تعلمين أن المطبخ والحمام وغرفة التخزين هي من الأمكنة التي تشكل خطرًا على حياة الطفل.
فقد أثبتت الإحصاءات المتعلقة بالحوادث المنزلية أن تسعًا من عشر حالات تسمّم سببها ابتلاع الأطفال مواد تتعلق بسوائل التنظيف أو الأدوية، وثلاثة من أربعة أطفال ابتلعوا الأدوية لأنها كانت في متناول أيديهم، وأنّ واحدًا من كل خمسة ابتلع مواد كيميائية لأنها كانت معبأة في قنينة عصير فواكه.
إرشادات لتفادي خطر التسمم
1 ضعي الأدوية ومواد التنظيف في خزانة محكمة الإقفال وفي مكان مرتفع لا يستطيع الأطفال الوصول إليه.
2 ضعي الأدوية ومواد التنظيف في علبها الخاصة.
3 تأكدي أن جميع المنتجات مصنّفة وإقرأي التعليمات الواردة عليها.
4 اشتري مواد مجهزة للحؤول دون التسمم وتحتوي على غطاء محكم الأمان يصعب على الطفل فتحه.
5 ضعي مزلاجًا آمنًا لإقفال خزانة الأدوية ومواد التنظيف.
6 أضيئي النور عندما تأخذين أو تعطين الدواء.
7 لا تتناولي الدواء أمام أولادك، فمن المعروف أن الأطفال يحبون تقليد أهلهم في كل الأمور.
8 لا تطلقي على الدواء اسم حلوى، فهذا يربك الطفل ويجعله يخلط بين الدواء والحلوى. لذا عليك إعطاء الدواء اسمه الحقيقي.
9 حذّري أولادك من أن لا يشربوا أو يأكلوا أي شيء دون حضورك.
10 نظّفي كل ستة أشهر خزانة الأدوية وتخلصي من الأدوية القديمة.
11 تأكدي من النباتات الموجودة داخل منزلك أو على الشرفة وما إذا كانت سامة أو لا. ضعي النبتة السامة بعيداً عن متناول يد طفلك.
12 انتبهي إلى خطر التسمم للمرة الثانية لأنه من المعروف أن الطفل الذي يتسمم يحاول أن يعيد الكرّة.