القاهرة -صوت الامارات
1- تحديد السلوك غير المرغوب فيه
أولى خطوات تعديل السلوك هو البدء بتحديد السلوك غير المقبول الذي يحتاج إلى تعديل أو يختلف، عما هو متوقع من الطفل في المرحلة العمرية التي يمر بها ويجمع على أنه غير مقبول كل من يتعامل مع الطفل، سواء في المنزل أو الحضانة أو المدرسة، حتى نستطيع التركيز عليه وعلى أسبابه ونتمكن من تغييره.
2- ترتيب الأولويات وتحديد السلوك الذي يحتاج إلى تعديل قبل غيره
قد يمارس الطفل مجموعة من السلوكيات غير المرغوبة ما يشكل مشكلة في التعامل معه، لذلك، يجب أن نختار السلوك الأكثر ضررًا أولًا، وأن نبدأ بالسلوك الذي سيحقق تعديله فائدة مباشرة للطفل نفسه أو الذي ينعكس بدوره على تعديل سلوك آخر خاطئ يمارسه الطفل وأن يكون تعديله في هذا الوقت يناسب عمر الطفل واستجابته.
3- التحدث مع الطفل بشأن السلوك غير المرغوب فيه
يجب التحدث مع الطفل بالتحديد حول سلوكه الخاطئ وما ننتظره منه عوضًا عن ذلك ولفت نظره في كل مرة يكرر فيها هذا السلوك، والتأكد من فهم الطفل لذلك وتلقيه للإرشادات أو التعليمات، ونحدد له ما الذي يتوقع منه من سلوك مناسب في مواقف معينة على حسب عمره و قدرته على فهم ما يقال له.
4- التفرقة بين شخصية الطفل وبين ما ارتكبه من سلوكيات
عندما يرتكب الطفل خطأ ما، يجب ألا ننهال عليه بالزجر والشتائم وربما الضرب، لأن هذا سيؤدي إلى تحطيم شخصيته وتقليل معنوياته وثقته بنفسه والامتناع عن استخدام العبارات مثل: "أنا لا أحبك.. أنت غبي أو سيء)، ولكن التصرف الصحيح هو أن نعاتبه ونشعره بالذنب بالكلام الطيب، مع توضيح الخطأ الذي صدر عنه ونعت الخطأ بالسوء وليس الطفل نفسه مثل: "أنت طيب.. ممتاز.. لكن هذا التصرف خطأ.. إلخ)، وبهذا نصحح السلوك الخاطئ مع الاحتفاظ بمعنويات مرتفعة للطفل ومستوى جيد من الثقة بالنفس لديه.
5- اتباع مبدأ الفورية لا التأجيل عند محاسبة الطفل على سلوكه
أي محاسبة الطفل فورًا على السلوك غير المرغوب فيه حتى يربط الطفل بين السلوك والعقاب، ولكن قبل الشروع في معاقبة الطفل يجب أن نشرح له سبب العقاب، وهو تكرار السلوك غير الملائم، و أهم وأفضل طريقة للعقاب هي العقاب بالمدح "أنت طيب، أنت مؤدب، أنت... لا تفعل كذا وكذا"، ولكن يتدرج العقاب حسب شخصية الطفل ومدى استجابته، فمن الممكن أن يكون العقاب مجرد نظرة أو بعدم التحدث معه لمدة معينة.
كما يجب أن نتدرج في إرشاده إلى الخطأ بالتوجيه أو الملاطفة أو التوبيخ أو الهجر، أو اللجوء إلى التعزيز السلبي كحرمانه من مشاهدة برنامجه التلفزيوني المفضل مثلًا، ولكن ينبغي الابتعاد عن استخدام العنف لأن نتائجه تكون سلبية على الطفل، فالهدف هو الإصلاح والتقويم وليس العقاب في حد ذاته، وفي بعض الأحيان، علينا أن لا نعير لهذا السلوك غير المرغوب فيه اهتمامًا لكي لا نعززه إذا شعر الطفل باهتمامنا به إلى أن ينطفئ هذا السلوك ويتلاشى شيئًا فشيئًا.
6- الثبات والاستمرارية عند تعديل السلوك
يجب عدم الشعور بالضجر أو الإحباط من البداية، فتعديل السلوك يحتاج إلى الصبر وسعة الصدر، خاصة في الأيام الأولى، ففي البداية، قد يصبح سلوك الطفل أسوأ ما هو عليه من قبل وهذا أمر طبيعي، وقد يستمر ذلك لفترة قصيرة، ولكن سرعان ما يبدأ السلوك بالتحسن تدريجيًا، لذلك فإن الثبات والصبر مهمان جدًا في هذه المرحلة، وينبغي تغير طريقة تعديل السلوك بعد 3-4 أسابيع في حالة عدم استجابته لها.
7- تعويد الطفل على تصحيح أخطائه بنفسه
عندما يتصرف الطفل بسلوك غير مقبول نوجهه لتصحيح خطئه بنفسه، حتى يشعر بأن هذا السلوك خاطئ وسيتعب لإصلاحه.
8- التعزيز الإيجابي للسلوك الصحيح
إذا تصرف الطفل تصرفًا صحيحًا، فعلينا أن نعززه تعزيزًا إيجابيًا بالمدح المستمر أو مكافأة أو هدية أو كلمة شكر أو ضمة أو ابتسامة، وعدم تأجيل ذلك، لأن تأخير المكافأة قد يؤدي إلى تلاشي هذا السلوك المرغوب فيه مرة أخرى، بل ثبت أن طريقة الاستمرار في مدح السلوك تجدي نفعًا كبيرًا مع الطفل، فكل ما علينا هو أن نحدد الصفة التي نريدها من الطفل ونشير إليه بها عدة مرات يوميًا، ونقدمه للآخرين بها لمدة من 3 أسابيع إلى 3 أشهر، وسينقلب الطفل تلقائيًا لهذه الصفة وتصبح عادة لديه.
وأخيرًا، يجب أن نبعد مشاكلنا النفسية وخلافاتنا الشخصية ولا ندعها تؤثر على أسلوبنا في التعامل مع أطفالنا، فبعض الأمهات للأسف تفرغ غضبها في أطفالها إذا كانت غاضبة من أي شيء آخر، ويجب أن نعرف مسبقًا احتياجات أطفالنا العاطفية ونغمرهم بالعطف والحب والحنان على حسب احتياجاتهم وأعمارهم، فربما تكون هذه السلوكيات الخاطئة بمثابة لفت انتباه لنا لنهتم بهم ونشاركهم وتكون تصرفاتهم غير المناسبة، بسبب انشغالنا عنهم وعدم التفاتنا إليهم إلا بعد صدور أخطاء منهم.