القاهرة ـ صوت الإمارات
نزلات البرد هي عدوى فيروسية تصيب الجسم وتؤدي لاحتقان والتهاب الغشاء المخاطي المبطن للأنف والحلق. فتنشأ الأعراض المميزة للبرد والتي تتمثل أساساً في حدوث رشح أو سيلان بالأنف قد يصحبه الم بالحلق وارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
ويتعرض الأطفال أكثر من البالغين للإصابة بنزلات البرد نتيجة لضعف مقاومة أجسامهم مقارنة بالأشخاص البالغين. إلا أنه قليلاً ما يصاب الأطفال الرضع اقل من 6 شهور بنزلات البرد بفضل ما يكتسبه الطفل من أجسام مناعية من جسم الأم وخاصةً الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية.
وعادةً لا تحمل الإصابة بنزلات البرد أي خطر على صحة الطفل ونادراً ما تتسبب في حدوث مضاعفات، وتزول العدوى تدريجياً خلال بضعة أيام...لكن إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة مع ارتفاع درجة الحرارة وإصابة الطفل بالسعال فيجب استشارة طبيب فوراً لاحتمالية حدوث مضاعفات بالجهاز التنفسي.
وإليك بعض الحقائق الهامة التي يجب معرفتها عن نزلات البرد في الأطفال:
1-استخدام نقط الأنف لعلاج الاحتقان:
احتقان الأنف من الأعراض التي تسبب الإزعاج للطفل وخاصةً إذا ما كان مصحوب بانسداد مجرى الهواء. وينصح باستخدام مزيلات الاحتقان التي تؤخذ عن طريق الفم، ولا يفضل استعمال نقط الأنف خاصةً لفترة طويلة لأنها قد تؤدي للإضرار بالغشاء المخاطي للأنف، بالإضافة إلى اعتياد الطفل عليها للتخلص من انسداد الأنف وفتح مجرى الهواء.
ونظراً لان معظم الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم لا يجوز استعمالها عادة للأطفال أقل من سنتين. فإنه يمكن في هذه الحالة الاعتماد على نقط الأنف ولكن بشرط أن تؤخذ لفترة قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أيام متتالية. كما يجب استخدامها عند الضرورة الشديدة مثل استخدامها قبل الرضاعة حتى يتمكن الطفل المصاب ببرد شديد من التنفس بارتياح أثناء الرضاعة. وكذلك يفضل استخدامها قبل النوم حتى لا يتسبب انسداد الأنف في استيقاظ الطفل المتكرر.
2-استنشاق البخار يخفف من أعراض البرد:
يساعد استنشاق الطفل لبخار الماء على تلطيف احتقان الأنف المصاحب لنزلات البرد، وكذلك يساعد الطفل على التغلب على صعوبة التنفس.
ويكون ذلك بوضع إناء ماء مغلي بجوار الطفل الرضيع بحيث يتعرض وجه الطفل بصورة غير مباشرة للبخار المتصاعد منه. أما في الأطفال الكبار في العمر يمكن عمل حمام بخار بتعريض الوجه مباشرةً لبخار الماء المتصاعد من إناء ماء يغلي.
3-المضادات الحيوية لا تعالج نزلات البرد:
يعتمد نزلات البرد على استخدام الأدوية المسكنة والخافضة للحرارة عند الحاجة. أما المضادات الحيوية فهي لا تجدي في العلاج نظراً لأنها لا تؤثر على الفيروسات. وأحياناً يصف الطبيب العلاج بالمضادات الحيوية في الحالات التي تحدث فيها عدوى بكتيرية لاحقة للعدوى الفيروسية ويمكن تمييز حدوث العدوى البكتيرية بملاحظة إفرازات الأنف، والتي تكتسب اللون الأصفر وتصبح أكثر لزوجة. وكذلك قد تلتهب اللوزتين ويصاب الطفل بسعال متكرر.
4-ما الفرق بين نزلات البرد والأنفلونزا؟
هناك تشابه كبير بين نزلات البرد والأنفلونزا فكلاهما يحدث بسبب عدوى فيروسية كما تتشابه الأعراض فيهما. إلا أن الإصابة بالأنفلونزا تكون مصحوبة بارتفاع شديد في درجة الحرارة، وتعب عام بالجسم وأوجاع في المفاصل والعضلات، كما تزيد فرص حدوث المضاعفات في حالة الإصابة بالأنفلونزا، وخصوصاً مضاعفات الجهاز التنفسي مثل: التهاب الشعب الهوائية ويصل الأمر في بعض الأحيان للالتهاب الرئوي.