القاهرة - صوت الإمارات
دارين ابنة أخي الأكبر طفلة ودودة للغاية منذ صغرها وحتى الآن بعد أن أتمت عامها السابع ما زالت طفلة رقيقة وجميلة وحنونة ومطيعة إلى حد كبير لكنها كثيرة البكاء، تبكي أحيانًا لأتفه الأسباب من مجرد كلمة يقوّمها بها والدها، أو نظرة من والدتها، أو ربما تصرف طفولي طبيعي من شقيقها الأكبر، وتصبح لديها القدرة على أن تستمر في البكاء لفترة طويلة ومتواصلة، وهكذا فقد حفزني ما لاحظته عليها في الإجازة الصيفية أن أعمل على البحث عن تلك المشكلة وكيف يمكن للأبوين علاجها.
ماذا يعني البكاء دون سبب؟
في أول عامين من عمر الطفل يكون البكاء هو وسيلة التعبير عن الجوع أو الحر أو الضيق أو الرغبة في تبديل الملابس أو ربما حتى الاشتياق عند غياب الأم والأب، لكن بعد تمام العام الثاني يكتسب الطفل أدوات تعبيرية مختلفة مثل الكلام وغيره ويصبح لديه شخصية أكثر استقلالًا، لذا فإن استمرار الطفل على حل مشكلاته بالبكاء بعد عمر العامين يُعد مشكلة سلوكية يجب تقويمها.
إن استسلام الأبوين وتساهلهما مع بكاء الطفل وغضبه غير المبرر ليس مقبولًا على الإطلاق لأنهما بذلك إما يتسببان في تدليله وإفساده أو في حالة ابنة أخي المطيعة فإن قد يكون سببًا في ضعف شخصية الصغير وعدم إكسابه القدرة على مواجهة الصعاب. وفي هذه الحالة يصبح السبب الحقيقي وراء بكاء الصغير أحد سببين لا ثالث لهما الأول هو الابتزاز، ابتزاز الصغير لأبويه دون وعي منه فهي مجرد وسيلة اعتادها وأصبح لها الناتج الذي يريده ونوه من جذب انتباه أبويه أو إثنائهما عن عزمهما في قرار ما، والثاني هو ضعف الصغير أمام أي مشكلة يواجهها وهكذا فإن تجنيبه ضغوط الحياة العادية التي يعانيها كل الأطفال في عمره ليس حلًا وفي الحالتين فإن الأبوين بذلك يسيئان لطفلهما من حيث لا يدريان.
(اقرأي أيضًا: كيفية التعامل مع نوبات غضب الأطفال)
شكل نوبات البكاء
تختلف نوبات الغضب من طفل لآخر ومن وقت لآخر فهي إما نُواح أو تذمّر أو شكوى أو بكاء أو كتم النفس، أو قد يرتمي الطفل أرضًا أو ينزوي غاضبًا وهكذا.
(اقرأي أيضًا: كيف تروض عناد الصغار)
كيف تتصرفين إذا كان طفلك يبتزك بالبكاء؟ 9 نصائح لازمة
1. إن كان البكاء لابتزازك لتغيير موقفك في رفض طلب يطلبه فلا تـرضخـى لابتـزازه، ولا تتنازلي مهما كانت الأسباب ومهما زاد بكاؤه أو طال لأن ذلك هو أول ما يرسخ لديه أن البكاء هو الوسيلة الأنجح.
2. عندما يعلن عن رفضه أو ضيقه بطريقة غير البكاء والزن عليك أن تكافئيه بالمدح والعناق والقبلات بينكما أولًا ويجب أن تتحدثي عن سلوكه المحمود أمام الآخرين أيضًا.
3. اطلبي منه عند البكاء الدخول لغرفته والتفكير في سبب البكاء وتهدئة نفسه ثم ليأتي إليك بعدها لتتفاوضا
4. اشرحي له كيف يجب أن يطلب الطلب أو أن يرفض شيئًا لا يرغبه أو أن يفاوضك فيما يريد بطريقة جيدة تناسب عمره وأن البكاء دون سبب هو للأطفال لكن لا تقولي له "الراجل ما يعيطش" لأن الرجل يبكي ولكن يجب أن تكون أسباب البكاء مهمة ومناسبة للعمر فلا يجب أن يكون البكاء كما لو كان رضيعًا على كل شيء
5. إن رفضت شيئًا رفضًا قاطعًا ولك أسبابك فعليك أن تجدي له البديل فإن رفضت مشاهدته للتلفاز لأن التلفاز يجب ألا تتعدى فترة مشاهدته ساعتين مثلًا وقد انتهت الساعتان، أو لأن البرنامج المعروض غير مناسب له، فعليك أن تجدي له البديل مثل الرسم والتلوين والاستماع إلى الموسيقى وغير ذلك
6. لا تضغطي عليه بطلباتك وتطالبيه بأكثر من مقدرته كأن يجبريه على المذاكرة وهو متعب وغير ذلك.
7. لا تتوتري أو تبادليه الصراخ فيزداد بكاؤه بل اتركيه يبكي واتركي أنت الغرفة إن استطعت، ولكن تابعيه خاصة لو كان في عمر صغير أو كانت نوبات غضبه عارمة حتى لا يجرح نفسه أو يخرب شيئًا.
8. كوني حازمة وتعلمي سلوكيات بعينها لتصل إليه رسالتك بالحزم وعدم التردد. انظري في عينيه مباشرة وعلى مستوى نظره أي اجلسيه أمامك أو على رجليك. اطلبي الطلب مرة واحدة فقط بحزم وأظهري ضيقك إن لم ينفذ. أظهري تعبير الضيق والاستغراب من سلوك الطفل لتصل له الرسالة عن التصرف الصحيح.
9. أخيرًا لا تظني أبدًا أن بكاء الطفل سلوك عادي بل يجب أن يوضع في مساره الصحيح.