كيف تقللين من حدَّة المغص لدى رضيعك؟

 

يمكنني أن أرى وجهك عزيزتي الأُم وأنت تقرئين عنوان المقال بعد المرور بليلة قاسية وأنت تكافحين وتواجهين أعراض المغص، والغازات والبكاء مع رضيعك، وكأني أشعر بك تتساءلين: ماذا فعلت ليمر بهذه الأعراض المؤلمة؟ وهنا نجيبك بأنَّ نوع الرضاعة، سواء صناعيَّة أو طبيعيَّة لا علاقة له مطلقا بتعرُّض صغيرك لألم المغص والغازات.

«سيدتي نت» التقت باستشاريَّة طب الأسرة، الدكتورة شريفة عبد الله الزهراني، لتوضح لك أسباب المغص لدى الأطفال وأهم النصائح لتجنب ذلك:


بداية أوضحت الدكتورة شريفة أنَّه حتى وإن كانت الأُم مثاليَّة في نظامها الغذائي ترضع طفلها طبيعياً وتنظم الرضاعة والتجشؤ بعد كل رضعة، فإنَّ المغص ـ كما يقال ـ «شر لا بد منه» وبخاصة في أول 4 أشهر من عمر الطفل.


أولا: لماذا يصاب طفلي بالمغص؟
ـ من الأسباب الرئيسيَّة للمغص أنَّ الأمعاء والمعدة لا يكتمل نموَّها إلا بعد 4 أشهر فيكون هنالك تأخر في عمليَّة الهضم ما يؤدي إلى تخمُّر وتكوين الغازات، وهذا طبيعي. وتتطوَّر الأمعاء وتنمو كل يوم إلى أن يكتمل نموها فيما بعد. لذلك لا تقلقي عزيزتي الأُم فهذا أمر طبيعي.

ـ أيضا يعتقد الخبراء، الذين يدرسون أسباب بكاء الأطفال، أنَّ المغص الحاد قد يكون فقط أقصى درجات البكاء الطبيعي، ويبلغ ذروته عادة في الشهرين الأولين من عمر طفلك. ويبكي الأطفال المصابون بالمغص الحاد بشكل لا يمكن تهدئته ولوقت أطول مقارنة بالأطفال الآخرين، لكن كلما مرَّت الأسابيع يصبح بكاؤهم تقريباً مثل الأطفال الآخرين.

ـ تعتبر الإصابة بالمغص شائعة بنفس القدر لدى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعيَّة، والذين يرضعون الحليب الاصطناعي، وهو يصيب البنات والصبيان على حدٍّ سواء. فاطمئني أنَّ طفلك لا يتألم ولا يبكي بسبب شيء تفعلينه أو لا تفعلينه.

ـ يعاني الطفل من ريح أو غازات مؤلمة.

ـ تدخين الأُم أثناء الحمل أو التدخين في مكان يوجد فيه الطفل، وطبيعة لبن الأُم يحتوي على 70% ماء ما يجعله سهلا وسريع الهضم.


• يمكن التقليل من أعراض المغص والغازات عن طريق:
ـ تناول الأدوية والأعشاب والمساج جميعها مهدئات للمغص والغازات وليست علاجاً جذرياً، كما ذكرت، لأنَّه ليس مرضاً، لكنه شيء طبيعي جداً يمر به كل الأطفال حديثي الولادة.
ـ تكريع الطفل جيداً بعد كل رضعة، وتنظيم مرَّات الرضاعة كل ساعتين مع حلول الشهر الثاني من عمر الطفل.
ـ حمله بطريقة صحيحة في أثناء الرضاعة.
ـ ضرورة تجنب شفطه للهواء خلال الرضاعة من الببرونة.
ـ ضبط الأم لنوعيَّة طعامها وشرابها، مع تجنب كل ما يسبب الانتفاخ والتقلصات.
ـ لف أو «تقميط» الطفل ليلا يساعده على التخلص من الغازات والمغص.


ـ يجب على الأُم استشارة الطبيب إذا صاحب المغص أحد الأعراض التالية:
• القيء والإسهال.
• ارتفاع درجة الحرارة.
• فقدان الشهيَّة والوزن.
• نزول دم مع البراز.

وأخيراً يجب أن تعلمي أنَّ المغص من الأمور الطبيعيَّة، التي تحدث للأطفال حديثي الولادة للأسباب التي سبق ذكرها، ويجب التعامل مع الطفل بهدوء وتدفئته جيداً حتى يعود لطبيعته.