كيف تتعاملين مع صدمة ابنك المراهق العاطفية؟


في فترة المراهقة، يعيش ابنك أول تجارب الحب، مما يعني أنه قد تفشل علاقته ويواجه لأول مرة في حياته صدمة عاطفية. فإن كان ولداً، ستلاحظين أنه صار يفضل الصمت والانعزال بمفرده لفترات طويلة، ويتجنب الحديث والاجتماعات العائلية، أما إن كانت بنتاً، فستتقوقع حول هاتفها الجوال وقد تقول لك أنها تعاني من أوجاع في المعدة.

سنقدم لك سيدتي في هذا المقال، نصائح الأخصائيين لك لتساعدي ابنك المراهق على الخروج من هذه الأزمة النفسية.
يعتبر المراهق نهاية علاقته العاطفية كنهاية العالم:

يختلف تعامل المراهق مع صدمة فشل حبه بحسب جنسه، فإذا كانت الأنثى لا تستطيع الصمود كثيراً وتغالبها الأزمة النفسية حيث أنها تلجأ إلى صديقتها لتحكي لها ما وقع وتبث لها همومها، فإن الولد غالباً ما يحبس مشاعره في داخله، ولا يجرء على الحديث حول هذا الأمر وهو الأمر الذي يجعله عنيفاً في سلوكه.
 
حيث يقع الآباء في حيرة من أمرهم إزاء هذه التصرفات والتحولات التي تقع على تصرفات أبنائهم، بالخصوص إن تعلق الأمر بعلاقة عاطفية انتهت قبل حتى قبل أن تبدأ. لكن، ينبغي أن تعلمي سيدتي أن المراهق لا يعتد بطول مدة علاقته العاطفية بقدر ما يهتم بفشلها، فلا يهمه إن دامت هذه العلاقة عطلة صيفية أو شهراً أو حتى يوماً واحدا، بل الأهم بالنسبة إليه هو أن الأمر لم يستمر وهو ما يجعله يشعر بالخيانة والفشل وإن كان هو المبادر في هدم العلاقة.
 
وغالباً ما يرسم الطابع التشاؤمي صورة سوداء في ذهن المراهق، ويجعله يعتقد أنه لن يفلح في الخروج من هذه الأزمة وأنه لن يستطيع إقامة علاقة ناجحة في المستقبل. ينبغي لك سيدتي أن تعلمي أنه بمجرد دخول ابنك في علاقة حب وبداية إحساسه بمشاعر تجاه إنسان آخر، فإن الحبل السري العاطفي بينكما يبدأ في التلاشي، وهو ما يعني أنه لن يلجأ لك دوماً ليشكو لك همومه وآماله، لذا لا تكوني عنيفة تجاه هذا الأمر وتقبلي الوضعية الجديدة بصدر رحب وعقل متفهم.
ما عليك فعله، وما عليك تجنبه:

يتعين عليك في هذه الحالة أن تشعري طفلك باهتمامك وتفاعلك مع ما يواجهه دون أن تقتحمي عالمه الخاص، يمكنك أن تجربي فعل بعض الأمور للتخفيف عن معاناته، كأن تحكي له مثلاً أول تجربة حب عشتيها، أو أن تقترحي عليه مرافقتك للسينما أو للتسوق أو لأي مكان آخر، المهم أن يشعر بتواجدك إلى جانبه في هذه المحنة.
 
يمكنك أيضاً أن تشجعيه على دعوة أصدقائه إلى المنزل ليقضي معهم أوقاتاً ممتعة، كلعب ألعاب الفيديو أو مشاهدة مباريات كرة القدم أو الأفلام السينمائية، فمن شأن هذا الأمر أن يخفف من معاناته، لأن المراهقين يفضلون مشاركة أصدقائهم قصصهم العاطفية عوضاً عن الأهل والآباء. وهكذا سيتمكن طفلك من تجاوز هذه الأزمة وإلقاء تجربته الفاشلة جانباً.
 
في المقابل، تجنبي الخوص في تفاصيل تجربته السابقة أو التدخل فيها بأي وجه كان. لا تلزمي ابنك بحكاية كل تفاصيل العلاقة لتبدي رأيك فيها نقداً وتجريحاً له أو لشريك(ت)ه، فقط اجعليه يشعر بأنك بجانبه وسوف تساعدينه لتخطي هذه العقبة.
 
لا تلقي غضبك وسخطك عليه ولا تسخري منه أو من اختياراته وتصرفاته، تصرفي بحكمة ورزانة.
ما عليك قوله، وما عليك تجنب قوله:

تجنبي التلفظ بالأقوال التي تقدح من شخصيته أو من شخصية حبيب(ت)ه، لأنه في نهاية المطاف هو من اختار إقامة العلاقة مع ذلك الشخص بعينه، وأي انتقاد في الشخص يعني الانتقاد في طريقة الاختيار والمعايير وبالتالي انتقاد ابنك.
 
لا تقولي له جملاً تشعره بتفاهة ما يحدث، كقولك "لا يستحق الأمر كل هذا الحزن" أو "لا تبك كالأنثى على شخص سيء لا يستحق"، أو "إنه شخص لا يستحق الحزن من أجله"، وتجنبي التلفظ بعبارات من قبيل "إنه فتى أبله، لم أكن أطيقه على أية حال" أو " لقد كانت فتاة قبيحة، تستحق فتاة أكثر جمالاً وفطنة".

عليك اختيار ألفاظك برزانة وحكمة في مثل هذه الحالات، قولي له مثلاً" ما الحب إلا للحبيب الأول، والحب الثاني سيكون أكثر روعة"، أو " التجارب العاطفية ستجعلك أكثر خبرة في حياتك، تعامل معها بحب وحكمة"، أو فضلي الصمت إن لم تجدي العبارات الملائمة، سيكون هذا أفضل من النطق بعبارات تزيد من تأزيم حالة ابنك النفسية.