"باربي الحامل" هل هي خيار صائب للفتيات ؟

لاشك أن الدمية العالمية "باربي" غزت عالم الأطفال، بل ومازالت حلم كل فتاة عاشت طفولتها، حيث تمكنت هذه الدمية من التأثير على قلوب ومشاعر الكثير منهم بملابسها العصرية ونسخها المتطورة طيلة الخمسين عاماً، منذ أن أصدرتها شركة "ماتيل" للألعاب في الأسواق لأول مرة في مارس عام 1959م.

ومنذ أن كانت دمية تحاكي عقلية ذلك الجيل لتقفز بفكرتها عبر الزمن وتصل إلى سن الزواج وتكوين العائلة هذا الجيل الجديد الذي أنتجته الشركة مؤخراً لباربي التي تحمل وتنجب طفلها مرفقة بتسجيل توضيحي يشرح تفاصيل العملية برمته لتثير تساؤلات الأطفال كيف حملت وأين لها ذلك الطفل؟

" تابعت ردة فعل المجتمع السعودي حول النسخة الجديدة.

فقالت تهاني اللهيبي معلمة رياض الأطفال: "شكلت باربي جزءًا مهمًا بسوق العرائس وبدا تأثيرها جلياً على عشاقها من الفتيات، وبرغم المنافسة الضارية التي شهدتها هذه الدمية في السنوات الأخيرة من انتجات مماثلة تتوافق مع ثقافات وأعراف الدول المنتجة إلا أنها مازالت تحتفظ بشعبيتها بين جميع الدما، ما يؤكد تأثيرها على لعب الأطفال يجذب قدرًا كبيرًا من الاهتمام."

وأضافت بأن: "الانتقادات الموجهة لباربي تعتمد في أغلب الأحيان على افتراض أن الأطفال يعتبرونها نموذجًا للفتاة المثالية وسيحاولون تقليدها.

فهي تروج لفكرة غير واقعية عن صورة جسد امرأة في مقتبل العمر، مما يؤدي إلى ظهور احتمالية إصابة الفتيات اللاتي سيحاولن تقليدها بمرض فقدان الشهية، بالإضافة إلى أسلوب حياتها الذي يتعارض مع كثير أعراف وتقاليد الدول العربية والإسلامية، ليصل الأمر إلى الحمل والوضع، وهذا ما يجب أن يحرص عليه الوالدان في انتقاء الألعاب لأطفالهم، حيث أن الطفل يعيش مع هذا النموذج ويحاول أن يتشبه به ويقلده لشدة افتتانه وإعجابه وتعلقه به.

ومن جانبها قالت أستاذ الصحة النفسية سمية آل شرف أن: "اللعب يعد من أهم الوسائل التعليمية والترفيهية التي يستخدمها المربون في ترسيخ وتعزيز بعض المفاهيم العلمية والأخلاقية والدينية؛ وقد أثبتت الدراسات النفسية والسلوكية فعالية استخدام الألعاب التعليمية في مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة في ترك أثر التعلم على الطفل و الحفاظ عليه بالقوة التي تلقاه بها."

وتضيف:"وعلى الرغم من تلك الفعالية الايجابية إلا أن هنالك نوع من أنواع السلبية التي تكمن في سوء إختيار اللعبة التعليمية المناسبة أو توجيه لعبة معينة لسن غير مناسب أو ابتكار لعبة تحمل قيمة تعليمية مشوهة فيتعلم منها الأطفال السلوك السيئ قبل الحسن."

وعلقت على عرض الفيديو الذي يوجه كيفية عمل هذه اللعبة وطريقتها، قائلة: "يحمل الفيديو بعض المعلومات المشوهة وغير المناسبة لعمرالطفلة في إيصال معلومة حول طبيعة الحمل والولادة لدى المرأة، وهذه الألعاب التي لا تحمل رقابة حول القيمة التعليمية والدينية قد يدفع بها لمعرفة الكيفية الفعلية لعملية الحمل والولادة على الطبيعة والتي تحمل الصورة الخاطئة كما تفعل اللعبة."

نصائح
بعض النصائح تقدمها آل شرف في حال طلبت الطفلة من والديها إقتناء هذه الدمية:

1. تجاهل طلبها مهما كلفها دون النقاش، وكأنه أمر لم يوجد.

2. توفير بديل من نفس نوعية الدمية وفي مستوها المتطور، كأن يشترون لها دمية بطفلها أخرى أو النسخة المتوفرة من نفس الدمية باربي التي تباع مع أطفالها جاهزة دون التفاصيل الآخرى.

3. العمل على تريتب جدول أنشطة لإلهائها كالخروج في نزهة إلى مكان تفضله.

4. لو كانت الطفلة فطنة، ينصح بالشرح لها بأن هذه العملية التي تحصل هي أمر لايجوز اللعب به، و احترامه، وهو لا يحدث إلا في المستشفى وبعناية.