انفصال الوالدين

لا يجب على الأبناء أن يعانوا من مشاكل آباءهم، ولهذا فمن الضروري على الوالدين المنفصلين أن ينتقيا الأسلوب المناسب للتعامل مع أبناءهما و أن يختارا طريقة سوية للتواصل فيما بينهما. لمساعدتكما على تعرف كيفية التعامل مع أبنائكما في حالة الانفصال، اخترنا لك سيدتي خبيرة علم النفس السريري أليكسيا لارسونور Alexia Larsonneur و التي تزودك ببعض النصائح و المعلومات.
 
حسب الخبيرة، فأول شيء يجب تذكره هو أن الطفل عادة ما يشعر بأنه المسؤول عن انفصال والديه، "بغض النظر عن عمر طفلنا، يجب علينا أن نفهمه بأن لا ذنب له فيما حصل"، و لذلك من الضروري الحذر في كيفية تصرفنا مع شريكنا السابق أمام أطفالنا.
أزواج سابقون و آباء دائماً

بعض الانفصال، تبقى بعض القضايا العالقة و بعض المشاكل التي لم تحل بين الطرفين، فيصبح من الصعب و من المحبط مواجهة الشريك السابق و مكالمته. "من المهم أن نضع جانباً عتابنا كزوجين سابقين و أن نفهم بأن لدينا علاقة أخرى لنطورها و هي أن نكون آباء جيدين، فمن الضروري معاملة شريكنا السابق باحترام و حد أدنى من المجاملة"، تقول الخبيرة النفسية.
 
انفصال الآباء و الأمهات لا يؤثر على ضرورة التفاهم و التعاون في تربية و تعليم الطفل. كما في حالة عدم الانفصال، هناك دائماً بعض الاختلافات حول القواعد التي يجب فرضها على الطفل، و الحل هو أخذ خطوة للوراء و محاولة إيجاد حل وسط يرضي جميع الأطراف. "هناك مسؤولية تقع على عاتق الآباء تجاه الطفل حتى في حالة الانفصال، فراحته و تربيته يجب أن تكون ضمن أولوياتنا مهما كانت مشاكلنا مع شريكنا السابق" تشرح لارسونور.
 
ووفقا لعلم النفس، يجب أن نظهر الكثير من الحكمة والنضج في علاقتنا كأبوين منفصلين، ومع ذلك فليس من السهل وضع قصصنا الماضية على جنب و نسيانها، لهذا فمن الضروري التسلح بالصبر و التسامح. "يجب على الطرفين العمل على تحسين علاقتهما كأبوين، و من المهم للطرفين أخذ الوقت الكافي أولا لاستيعاب الانفصال قبل الانتقال إلى الخطوة الموالية"، تعلق الخبيرة. و علاوة على ذلك، فهذه التوترات ليست مفيدة لأي من الطرفين و تزيد معدلات التوتر و القلق، لذا فمن الأفضل الاستعانة بخبير في العلاقات إذا استعصى الأمر على الطرفين، "بضع جلسات مع الخبراء قد تجعل علاقتنا أكثر سلاسة" تقول أليكسا.
اتفاق بدون نفاق لمصلحة الأطفال:

المثالي، هو أن نكون على اتفاق مع الطرف الآخر، لكن هذا لا يعني أن ننافق بعضنا فالطفل حساس جداً و قد يشعر بالتبادل إن لم يكن صادقاً، فكلما كبر الطفل كلما صار حساساً أكثر للكلمات لكن الإيحاءات الجسدية كذلك يمكنها أن تفضح أي توتر بين الأبوين. فنحن نتظاهر إلى حد ما لكن دون أن نتناقض مع أنفسنا، "هذا لا يعني أن سلوكنا مزور، لكن يدل على أننا نبذل الجهد لنجعل علاقتنا بأطفالنا في أعلى لائحة أولوياتنا"، تؤكد الخبيرة النفسية.
 
و إذا كانت الخلافات دائما حاضرة في علاقتنا مع شريكنا السابق، فمن الأفضل عدم التحدث أمام الطفل و محاولة العثور على طريقة أخرى للتواصل، "الرسائل الإلكترونية على سبيل المثال تمكننا من وضع النقط على الحروف مع الطرف الآخر، دون اللجوء إلى الخصام المباشر" تقترح لارسونور.
بصفة عامة، يجب أن نكون يقظين في تعاملنا مع المواقف و أن نتأكد من شرح تطورات علاقتنا لأبنائنا لكي لا نبقيهم أسيري الشك.
من المهم التذكر في حالة الانفصال :

-  الطفل ليس شاهداً و لا واسطة في علاقتك بالطرف الآخر، و خصوصاً هو ليس رسولاً بينكما، إذن من الواجب تفادي إرسال تعليمات مع الطفل للطرف الثاني.

-  عدم تسليط الضوء على سلبيات و نقاط ضعف الطرف الآخر أمام الطفل، " الطفل يأخذ شخصياً كل الملاحظات السلبية التي أدلى بها أحد الوالدين عن الآخر"، تؤكد الخبيرة.

-  تجنب تناول موضوعات تتعلق بالنفقات أو تنظيم تعليم و أنشطة الطفل أمامه، فليس من الضروري إشراكه في هاته المسائل.