الرياض - صوت الامارات
هناك مراحل عديدة بين الغذاء الأول للطفل إلى الوجبات السريعة، التي يعشقها، وكلّها في حاجة إلى وعي الأم وخبرتها لتقديم ما ينفع ابنها، وما يناسب مرحلة نموّه وحاجات جسمه. ومع أنّ تغذية الأطفال يجب ألا تكون ضمن قوالب جامدة ومعلومات يجب أن تنفذ بحذافيرها، ولكن هذا لا يعني أنها أيضاً يجب أن تترافق كلّها مع المرح والألعاب، فعلى الرغم من أن الأطفال لا يمكن أن يجبروا على الطعام ضمن دليل التعليمات، فهذه خطوات قد تساعد الأم والأب على تغذية الطفل بشكل يمزج الفائدة مع المرح.
الطعام الأول
يشير خبراء التغذية إلى أن الطفل من 6 إلى 9 أشهر يحتاج إلى الحديد من مصادر أخرى غير حليب الأم. وفي نحو 8 إلى 9 أشهر، تصبح السعرات الحرارية التي يوفرها حليب الثدي أيضاً غير كافية للطفل المتزايد في النمو. لذلك ينبغي على الأم أن تعلم بأنّه حان الوقت لبدء الطعام الصلب (solid food)، حين تظهر الأسنان أو يبدي الطفل اهتماماً بالأكل.
ويوصي الخبراء في هذا العمر بضرورة انتقاء الأطعمة ذات المحتوى الغني بالمغذيات والخالية من المخلّفات الكيميائية، وهو ما يمكن أن نجده في ما يزرع محلياً أو ما يطلق عليه الأغذية العضويّة. ويعتبر الخيار الثاني هو المنتجات الطازجة من متجر البقالة، ولكن يشترط لذلك أن يتم غسلها بالخل المخفف لإزالة بقايا المبيدات. في السنة الأولى من حياة الطفل، يوصي الخبراء بتجنب الأطعمة عالية الحساسية، بما في ذلك حليب البقر، بياض البيض، الحمضيات والعسل.
إرشادات غذائيّة جديدة
أصدرت منظمات صحيّة عدّة قواعد وتوجيهات غذائيّة عدة لتغذية الرضع الناضجين من عمر 6 أشهر إلى 24 شهراً تتضمن:
- دعم الطفل الذي يتغذى على الرضاعة الطبيعية بـ 400 وحدة دوليّة (TU) من فيتامين D يومياً.
- دعم الطفل بالحديد من المصادر الغذائيّة المطبوخة جيداً، المهروسة، أو اللحوم الممزقة أو بدائل اللحوم (مثل البيض والفاصوليا المطبوخة أو العدس المهروسة) والحبوب ابتداء من سن الستة أشهر.
- تأخير إدخال المواد المثيرة للحساسية مثل الفول السوداني، السمك والبيض أو المدعمة بالحديد.
- إدخال الحليب «المجنّس»، والتجنيس يحطم كريات الدسم، ومن ميزاته أن الخثارة تكون أصغر حجماً والهضم أسهل، إلى غذاء الطفل من عمر تسعة إلى 12 شهراً.
- عدم إدخال العسل إلى طعام الأطفال إلا بعد بلوغهم عمر السنة الواحدة على الأقل.
- عدم استخدام أكواب الارتشاف على الإطلاق؛ فيجب على الأم تعويد الأطفال على الأكواب المفتوحة مع كميات صغيرة من الماء عند عمر الستة أشهر لتشجيعهم على مهارة الشرب الناضج.
فترة ما قبل المدرسة
في هذه الفترة قد تنخفض شهية الأطفال الصغار لأن معدل نموّهم الجسدي يتباطأ، لذلك ينبغي على الأم انتقاء الطعام المناسب لطفلها مع تعليمه شيئاً فشيئاً الاستقلالية في ذلك. وتشير الأبحاث إلى أن أذواق الطفل الغذائية تتشكل إلى حد كبير من الأطعمة التي يختارها الأهل أو التي تكون متاحة. وينصح الخبراء الأم بتقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة للطفل وتكرار ذلك كي يستقر ذوقه. وهذا قد يعني أنه يمكن أن تقدم له الفاصوليا الخضراء 10 إلى 15 مرة في الشهر، ولكن مع تجنب الدخول في معركة الإرادات، وتتذكر أن أي طفل سوف يجوع طوعاً.
وتشير الدراسات أيضاً إلى أنّه، تبعاً للعمر وحجم ومستوى نشاط الأطفال الصغار، فهم بحاجة إلى نحو 1100 إلى 1500 سعرة حرارية في اليوم الواحد. ومن التوصيات في هذا السياق أن تهدف الأم إلى تقديم قائمة غذائية متوازنة من الطعام موزّعة خلال الأسبوع، بدلاً من قائمة الطعام اليومية المتوازنة، التي قد لا ترضي ذوق الطفل.
كما يجدر الانتباه إلى أن معدة الطفل صغيرة نحو حجم قبضة اليد، لذلك يجب تقديم وجبات صغيرة منتظمة بدلاً من الوجبات الكبيرة. وأخيراً يوصي الخبراء بضرورة تناول الأطفال للأوميغا 3 لدعم نموهم، إضافةً إلى المكمّلات الغذائيّة كالفيتامينات والمعادن التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين D، مع تجنّب تلك المحتوية على الألوان الاصطناعية والنكهات.
فترة المراهقة
في النصف الثاني من الطفولة وبعد فترة من التباطؤ، يعود النمو في سن المراهقة ليسرع مرة أخرى، ما يؤدي إلى «طفرة النمو» التي يمكن أن تستمر لمدة 24 إلى 36 شهراً. في هذه المرحلة يلاحظ وجود تغييرات في تكوين الجسم، حيث تنخفض كتلة الجسم عند البنات من 80 % قبل سن البلوغ إلى 75% بعد سن البلوغ، أمّا المراهقون الشبان فتزداد كتلتهم الجسميّة 85 % إلى 90 % عند النضج بسبب زيادة حجم كتلة العضلات والهيكل العظمي، كما تتضمن هذه الفترة أيضاً نضوج الأعضاء التناسلية، نوبات الغضب، شهية مفتوحة وازدياد الحاجة للنوم.
لذلك ينبغي على الأم رفع الحاجة الغذائيّة للأولاد وخصوصاً الذكور الذين يشاركون في الأنشطة الرياضة والبدنيّة، لتصل إلى ما مقداره 3300 وحدة حراريّة في اليوم. وينبغي مراعاة أن تكون هذه الوحدات من مصادر غذائيّة سليمة وصحية، بحيث لا تختار من الدهون المشبعة والسكر في الأطعمة السريعة لأنّ كلّ ذلك يخلق أنماطاً غذائية تؤدي إلى زيادة الوزن وظهور المرض على المدى الطويل، ومن المجموعات الغذائيّة المهمّة لهذه المرحلة:
- البروتين: هو ضروري لتنمية العضلات وحرق الدهون الزائدة لكلا الجنسين، ويمكن للمراهقين تناول وجبة خفيفة من البيض المسلوق، الزبادي اليوناني، الجوز والحمص.
- الدهون الغذائية: هي أمر بالغ الأهمية في جميع المراحل لدعم الوزن وصحّة الجلد، العين، الدماغ والقلب. وبدلاً من الأطعمة المقليّة يمكن اختيار مصادر الأحماض الدهنية الأساسية كبذور الكتان وبذور اليقطين، بذور عباد الشمس، الجوز وأسماك المياه الباردة مثل السلمون والماكريل والسردين.
- الكربوهيدرات: توفر الكربوهيدرات الطاقة للمراهقين، ولسوء الحظ يتحول معظمهم إلى الكعك والحلويات والبيتزا للحصول على الحاجة منها، لذلك ينبغي على الأم أن تتأكد من وجود الكثير من الفواكه والخضروات أثناء إعداد الطبق مثل (الجزر والكرفس، وشرائح الفلفل)، إضافةً إلى مجموعة متنوعة من المكسرات والبذور.