التنمر مشكلة تحتاج إلى وقفة تأمل

التقدم في السن أمر صعب نفسيا لدى الكثير منا، سواء كنت في العاشرة أو العشرين أو حتى الخمسين. فالواحد منا يمر بتجارب جديدة قد تجعل من حياته نعيما أو جحيما. بالنسبة للأطفال، فإن تعرضهم للتنمر هو أحد أهم المشكلات التي يتعرضون لها في تلك المرحلة الحرجة من العمر. فهي مشكلة لها تداعيات قد تدمر حياتهم ويجب التوقف عندها ومعالجتها.
 
ما هو التنمر؟

التنمر هو قيام أحد الأشخاص بتخويف الأخرين واستفزازهم سواء نفسيا أو فعليا أو كلاهما.  
 
ما هي مخاطر التنمر؟

عندما يتعرض الطفل لتنمر أطفال آخرين في المدرسة أو النادي ولا يستطيع الدفاع عن أنفسه فإن ذلك يؤثر عليه في حياته وعندما يكبر تكون ثقته بنفسه قد ضعفت وربما تحطمت ويشك في قدراته الشخصية ويتصور أن العالم مكان غير آمن. وبالتالي يصبح انطوائيا وينغلق على نفسه وعالمه الخاص. سيكره الاستيقاظ مبكرا للذهاب للمدرسة أو النادي لانه يعلم أن هناك من يتربص به ليسخر منه أو يعتدي عليه. في بعض الحالات القليلة جدا، قد ينتحر الطفل.
[اقرأي أيضا : كيف تحصلي علي ثقة أبنائك المراهقين؟]
إذا كان هذا الأمر بهذه الخطورة، لماذا نهمله؟

نحن ككبار لا نرى خطورة هذا الأمر من البداية، فالمتنمرين أذكياء ولن يتحرشوا بطفل أمام والديه أو أمام المدرس، كما أنه عادة مايتصرف ضمن مجموعة من المتنمرين الآخرين ولذلك فهم يحمون أنفسهم كمجموعة ويدافعون عن بعضهم البعض في مواجهة الأطفال الآخرين.  هنا يأتي دور الكبار في أن تكون علاقة الأباء والمعلمين بالأطفال علاقة جيدة  بحيث يستطيع الطفل أن يعبر عن مخاوفه.
 
حملة ضد التنمر

عندما أدركت الأستاذة هند بدير، أم و مدرسة لغة إنجليزية ، خطورة التنمر قامت بعمل حملة في المدرسة التي تعمل بها لتنشر الوعي على مشكلة التنمر ودور الأباء والمدرسون  في مواجهتها.  بدأت الحملة بحوار عام مع الأطفال، سواء المتنمرين أو الضعفاء، لفهم أسباب وعواقب التنمر ثم شنت مشروع أشركت في جميع أطفال الصف الثاني الإعدادي وقاموا بعمل خطة للقضاء على تلك الظاهرة في المدرسة بأكملها. تضمنت الحملة وسائل كثيرة لنشر الوعي مثل إعلانات  تلفزيون وراديو وإعلانات مطبوعة وهدايا توزع لنشر الوعي. قاموا أيضا  بارتداء تي شيرت مكتوب عليه “أنا مقبول” ليتعود الكل على تقبل الأخر وليس قهره. ستستمر الحملة سنتين لتذكر الأطفال بالخطورة الشديدة.
 
رد فعل الحملة

وقد عبرت أستاذة هند عن الحماس الشديد للأطفال للاشتراك في هذا المشروع  وأبدعوا سواء في الأفكار أو في طرق التنفيذ. الخبر السار ، كما أوضحت أستذة هند، أن الفرق ظهر على الفور، فالمتنمرون بدأوا يراجعوا أنفسهم والضعفاء بدأوا الدفاع عن حقوقهم والتصدي للتنمر. وهذا يعتبر إنجاز حقيقي وملهم.