القاهرة ـ صوت الإمارات
تحدثت إليّ أم كانت تجلس بجواري في المواصلات وهي تريني هاتفاً محمولاً اشترته لابنها الذي يدرس بالصف السادس الابتدائي، وقد نزلت تشتريه له بناء على طلبه ووصفه حتى يماثل ما يملكه أقرانه ليتبادل معهم الصور والفيديوهات ويلعب عليه الألعاب.
التكنولوجيا "أكلت دماغنا" - كباراً وصغاراً - وأصبحت جزءاً أساسياً من حياتناً لا نستطيع أن نمنع أنفسنا ولا أبناءنا عنه. فما هي تأثيراتها الإيجابية والسلبية؟ وكيف نوظفها لصالح أبنائنا؟
طبعاً يختلف تأثير التكنولوجيا على الطفل حسب نوعية الوسائل التي يستخدمها، وفيمَ يستخدمها، وبأي قدر.
ما هي مميزات التكنولوجيا؟
ترفع القدرة على العثور على التفاصيل في الزحام
سهولة العثور على المعلومة تجعل الطفل غير مضطر لحفظ المعلومات، مما يفسح المجال لعمليات عقلية أعلى كالتفكير الناقد وحل المشاكل والتأمل.
مواقع التواصل الاجتماعي تحديداً قد تكون مدخلاً للتعرف على اهتمامات الأبناء ومشاركتهم فيها.
اكتساب المعلومات والأفكار المفيدة.
قرأت في إحدى المقالات أن الإنترنت تساعد الأطفال الخجولين على إقامة وبدء علاقات جديدة. وفي رأيي أن هذا ربما يكون صحيحاً بشرط أن يكون هناك برنامج أو خطة لتطوير المهارات الاجتماعية للطفل في عالم الواقع.. لكن لو تم الاعتماد على العالم الافتراضي وحده فسوف تكون النتيجة عكسية.
يتقنون التكنولوجيا التي هي جزء أساسي من حياتنا اليوم، كما تتطلب معظم المهن الآن القدرة على التعامل مع التكنولوجيا بكفاءة.
أما عيوبها:
فإن كثرة الجلوس أمام الشاشات تقلل من النشاط البدني مسببة البدانة وزيادة الوزن، وآلام العظام والمفاصل.
تقلل من التفاعل الاجتماعي الحقيقي حيث أن بعض الأطفال ربما يفضلون الجلوس في المنزل للتمتع بألعابهم المفضلة أو محادثة أصدقائهم على الخروج لزيارة الأهل أو حتى إلى الأماكن العامة أو الاشتراك في أي أنشطة.
ترى بعض الأمهات أنها تجعل الطفل متلقياً سلبياً معظم الوقت وعلى حد قول إحداهن "مساهمته في الواقع من حوله إنه يدوس زرار أو يضرب شخصية تخيلية... ده دوره لساعات طويلة كل يوم فكيف يكون الناتج؟؟!!"
تقلل فترات الانتباه حيث تجعله يقفز من شئ إلى آخر.
تسبب صعوبة في النوم نتيجة الموجات الكهرومغناطيسية ووميض الشاشات التي تحفز كهرباء المخ.
قد تحتوي على أشياء تخالف قيمنا.
يشجع بعضها على السلوكيات العدوانية التي يراها الأطفال ويقلدونها.
كيف توظفين وسائل التكنولوجيا لصالح أبنائك؟
ينصح الآباء بمتابعة أطفالهم من بعيد دون أن يشعروهم أن تحت المراقبة، حتى يساعدوهم في اختيار ما يتناسب مع قيم الأسرة ومراحلهم العمرية.
تربية ضمير الأبناء حتى يتمكنوا بأنفسهم من تمييز الغث من السمين وتجنب ما يخالف مبادئهم التي تربوا عليها.
الاهتمام بالأبناء من خلال الاستماع إليهم وقضاء الوقت معهم، والحرص على وجود علاقة جيدة بين الزوجين حتى لا يلجأ الأبناء إلى التكنولوجيا ليهربوا من جحيم المنزل والجوع العاطفي.
الحرص على شغل أوقاتهم بأنشطة أخرى محببة لهم وممارسة الرياضة.
تحديد وقت استخدامها حيث يوصى بعدم تعريض الأطفال الأقل من سنتين لأي شاشات، أما بالنسبة للأطفال الأكبر فيمكنهم استخدامها لمدة ساعتين في اليوم.
يجب أن يكون الأبوان قدوة في استخدام التكنولوجيا باعتدال وأن تكون هناك قواعد تسري على البيت كله، مثل:
استخدام التليفون في غير أوقات الطعام
تصفح الإنترنت يكون بعد عمل الواجب
إغلاق الشاشات قبل النوم بساعة
وضع الموبايلات خارج الغرفة عند النوم.
تحكي نيهال تجربتها مع وضع القواعد مع ابنتيها قائلة "أنا باسيب لهم الآي باد بتاع 3 أو 4 ساعات في اليوم ليهم هما الاتنين، وباشيله بعد كده في المكتبة، بيبقوا شايفينه بس مبيفكروش ياخدوه... أما الموبيل فده ممنوع إنهم يمسكوه هما الاتنين إلا لو فيه فيديو أنا مصوراه فيتلموا جنب بعض عشان يتفرجوا"
وعندما ترتكب إحداهما خطأ يستوجب العقاب "مش باخبي الحاجة لكن باشيلها في مكان عالي عشان في الرايحة و الجاية يبقوا عارفين إن شقاوتهم عملت فيهم كده و عشان ماينسوش أصلا هو إيه اللي اتشال من قدامهم"