اختبارات الشم تكشف مرض التوحد لدى الأطفال

كثرت الأبحاث وتعدّدت نتائجها في ما يتعلّق بمرض التوحّد عند الأطفال، ولكنّ دراسة حديثة برزت أخيراً في هذا السياق، لتضيف أسلوباً جديداً وثورياً في الكشف المبكر عن هذا المرض، وذلك من خلال حاسّة الشمّ فقط!

إذ توصلّ الباحثون بعد تجارب عديدة للإستنتاج الى أنّ الأطفال غير المصابين يتفاعلون بالشمّ مع الروائح المزعجة، في حين أنّ هذا التفاعل غير موجود على الإطلاق لدى المصابين بالتوحّد.

وبالتالي، أصبح بالإمكان الكشف مبكراً عن التوحّد من خلال إختبار بسيط بالشم؛ ففي حين أنّنا إجمالاً ما نستنشق الهواء بقوّة عند الإقتراب من مصدر رائحة زكيّة، نميل تلقائياً للحدّ من قوة تنفّسنا عند دخول مكان برائحة كريهة، كالمراحيض العموميّة على سبيل المثال. هذا النوع من ردّة الفعل التلقائيّة غير موجودة لدى الطفل المصاب بالتوحّد، والذي لا يتغير نمط إشمه وتنفّسه من الأنف، مهما كانت الرائحة بشعة.

إستناداً الى هذه النظريّة، سيتم العمل على تطوير أنماط جديدة لفحص الأطفال، وحتّى الرضع في أشهرهم الأولى، من خلال تحليل طريقة تفاعلهم مع مختلف الروائح.

وفي حين أنّ هذا الإكتشاف يساعد في الكشف عن التوحّد في مرحلة أبكر مقارنة بالسبل المتاحة حالياً، إلّا أنّ إعتماده رسمياً ما زال قيد البحث. والسبب؟ يبدو أن الأبحاث تتركّز حالياً في هذا السياق على معرفة ما إن كان هذا النمط في حاسّة الشم يرتبط حصرياً بمشكلة التوحّد، أو يتعلّق بإختلالات عصبيّة أخرى أيضاً.