الحب

سواء كان المرء في العشرينات، الثلاثينات، الأربعينات، الخمسينات من عمره، أو أكثر، فنحن نريد جميعاً أن نعيش قصة حب حقيقية ودائمة. لكن للأسف، فمعظم الزيجات تنهار في يومنا هذا و معظم الناس لا يعرفون الأسباب الحقيقية، فالأغلبية يعتقدون أن سبب فشل علاقاتهم راجع لاختيارهم السيء لشريكهم.

عادة ما نبحث عن الحب في الأماكن الخاطئة وعادة ما لا نتفهم أن مرحلة خيبة الأمل والتباعد الذي قد يحدث في أي علاقة تعد بداية جديدة وحقيقية لهذه العلاقة وليس نهايتها. لتتعرفي أكثر على أهم مراحل علاقات الحب، تابعي معنا هذا الموضوع.
المرحلة الأولى: أن تقعا في الحب

الخطوة الأولى هي الوقوع في الحب من النظرة الأولى، إحساس مفاجئ يأتي كالصاعقة! فيبدأ التقارب والاستلطاف بين الطرفين، حيث يظهر كل طرف أفضل صفاته للآخر بغية إثارة إعجابه وإغوائه. الوقوع في الحب شعور رائع لأننا نمثل كل آمالنا وأحلامنا في شريكنا. فهذه الخطوة مثيرة وصعبة في نفس الوقت، لأننا وقعنا في الحب لكننا في الآن نفسه نخشى من أن نفسد الأمر أو أن يتم رفض مشاعرنا.
المرحلة الثانية: أن تصيرا شريكين

في هذه المرحلة، يصبح الحب أكثر عمقاً فيتعلق الطرفان ببعضهما أكثر فأكثر ويصبحان زوجين، وفي هذه المرحلة قد يقرر الشريكان إنجاب أطفال وتربيتهم. وبعد انتهاء مرحلة التربية الأولية للأطفال وتعليمهم، تزداد العلاقة ثراء ونعيش لحظات عديدة من السعادة والتفاهم المشترك. فيكون كل طرف على علم بما يحبه شريكه وبالتالي فنحن نبني حياة مشتركة مع ضرورة القيام ببعض التضحيات. تتميز هذه المرحلة بالإحساس بالأمان، بأننا محبوبون، وبالقرب الشديد من شريكنا، مما يجعلنا نعتقد أن هذا هو المستوى الأسمى والنهائي من الحب ونتوقع أن يستمر إلى الأبد.
المرحلة الثالثة: أن يخيب أملكما

في هذه المرحلة، تتعرض العلاقة لمجموعة من المطبات مما يجعل الأمور تتعقد شيئاً ما، وللأسف فالعديد من العلاقات تنهار في هذه المرحلة. تبدأ الخلافات في الظهور جلياً، فنحس بأن الصفات التي كانت تعجبنا في شريكنا أصبحت عيوباً في نظرنا، يتسلل الملل إلى حياتنا اليومية، ونشعر بأننا لم نعد محبوبين و بأننا محاصرون، فنرغب بالهرب بأي وسيلة. كل هذه العوامل تزيد من غضبنا وإحساسنا بالوحدة، و نبدأ بطرح التساؤلات حول علاقتنا و حول أسباب تغير شريكنا، وأين ذهب الحب الذي كان يجمعنا بالطرف الآخر لكننا لا نعلم كيف تحولت الأمور أو كيف يمكننا استرداد نجاح علاقتنا. ومن الجدير الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يتجاوزون هذه المرحلة المحبطة بنجاح يتغلبون على خيبة أملهم ويتعلمون كيف يقدرون شريكهم كيفما كان ومهما كانت عيوبه.
المرحلة الرابعة: أن تخلقا حباً حقيقياً و دائماً

في هذه المرحلة، يكون التفاهم بين الزوجين حقيقياً وعالياً، فتظهر مجدداً لحظات السعادة والفرح التي ظنا بأنهما فقداها في المرحلة السابقة. فليس هناك شيء أكثر إرضاء من أن تكون مع شريك يراك و يحبك كما أنت، و يتفهم أن تغير سلوكك أحياناً ليس راجعاً لعدم الحب ولكن لضغوطات الحياة المستمرة.  
المرحلة الخامسة: أن ترغبا في تغيير العالم

إن الأزواج الذين يمرون بمراحل جد صعبة و بامتحانات مؤلمة و ينجحون في تخطيها، هم الذين يرجعون ثقتنا في إمكانية الحب الأبدي و السعادة الدائمة بين الشريكين. فهؤلاء الأشخاص نجحوا في التغلب على كل ما تعرضوا له من ضغوطات كبيرة و لم يدعوها تفسد علاقتهم، هذا هو الحب الحقيقي !  غاليا ما نجد الأزواج الذين وصلوا إلى هذه المرحلة يفضلون ممارسة النشاط الإبداعي التطوعي للمساهمة بإيجابية في تغيير العالم !