أسرار الحياة الزوجية

تشتكي الزوجة في كثير من الأحيان من مناقشة زوجها لأهله في كل ما يخص حياتهما، واستشارته لهم في أدق تفاصيل حياتهما الزوجية، فتجده يلجأ إليهم لحل مشاكلهما الزوجية، ويقتنع برأيهم ويعود لها بأفكار جديدة وآراء لا تناسب حياتهما معًا، بل تجلب المشاكل بينهما من جديد وتفسح لهما أيضًا المجال للتدخل في حياتهما الخاصة وشؤون المنزل، ما يُشعرها بعدم وجود خصوصية في حياتهما، الأمر الذي يؤدي إلى عدم التفاهم واندلاع المشاجرات الدائمة بينهما في نهاية الأمر.

فتتساءل الزوجة حائرة: "كيف أتعامل مع زوجي لكي يحافظ على أسرار حياتنا الزوجية وأمورنا الخاصة فيما بيننا فقط، ويكف عن سرد الصغيرة قبل الكبيرة لأهله دائمًا؟".

لذلك، نقدم لكي بعض النصائح التي تساعدك في التغلب على هذا الأمر تدريجيًا:

دعي حسن الظن يحتل ذهنك ويهدئ من روعك في البداية، فهو لا يقصد معاندتك أو تهميشك أو إهمال رأيك، فعند انفصال الرجل عن عائلته يحاول الارتباط بعشه القديم الذي قضى به أكثر من ربع قرن في رعاية أهله، فتبدأ محاولاته اللاإرادية لإثبات هذا الشيء لنفسه ولأهله، حتى يقنعهم بأنه لم يتغير ومكانتهم لن تختلف لديه وأنه يستشيرهم في أموره مثلما اعتاد دائمًا، فقط اصبري حتى تكسبي ثقته وإن كان الأمر صعبًا عليكِ، وفي النهاية سيكتشف أنكِ أسرته وأنكِ سكن له وسيكتفي بمناقشة أموركما معًا فقط، وأن يوازن بينك وبين أهله ويعتاد على ألا يقحمهم في كل صغيرة وكبيرة مهما كانت.

احرصي على الاحترام المتبادل بينك وبين أهله، واعملي على كسب ثقتهم ولا تسيئي إليهم حتى لا يشعر بأنك تتخذين موقفًا عدائيًا نحوهم، فيتحول الأمر لديه إلى عند معكِ، بل عبّري له عن مدى احترامك لهم ومكانتهم في قلبك، ما يعزز ثقته فيكِ تدريجيًا ويشعر بالراحة أكثر معكِ، ولا يضطر إلى أخذ رأيهم في كل شيء كما كان يفعل.

لا تخرجي عن المشكلة وحدودها وتنعتي زوجك بكلام وانتقادات تؤذيه، فلا تقولي له مثلًا أنت شخصيتك ضعيفة ولا تحترم رأيي ولا تقدّرني كزوجة، ولكن قولي له رأي أهلك جيد جدًا، ولكن أعتقد إن هذا سيناسبنا أكثر، واعلمي أن كلما وجهتِ له الانتقادات، ظل الوضع على ما هو عليه.

لا تكبري المشكلة وقت حدوثها، وانتظري حتى تهدئي، وصارحيه بأن المواقف التي تصير بينكما من أسرار الحياة الزوجية، وتكون بينك وبينه وأنكما وحدكما قادران على مناقشتها ولستما بحاجة لاستشارة أهلك أو أهله في جميع الأمور مهما كان رأيهما صائبًا، فالأمر يعود لكما وحدكما، وحذريه من مدى خطورة تدخل الأهل في حياتكما الشخصية فيما بعد، وتأثيره على تربيتكما لأطفالكما.ِ

احترمي بعض آراء أهله في الأمور التي يمكن مشاركتهم بها إن كانت مناسبة لكِ ولا يكون دافعك رفض كل شيء لمبدأ الرفض أو لأنه رأي أهله، أما إذا كان رأيهم لا يناسبك، تعاملي بشخصية قوية وكوني صريحة ولكن بمودة وذكاء وبالكلمة الطيبة ليحترموا رأيك وخصوصيتك، ونفذي في النهاية ما تردين وحين يرون أنك فعلتِ ما يناسبك، وليس ما يخالف رأيهم لأجل المخالفة، سوف يحترمون رأيك فيما بعد.

بالإحسان تمتلكين الآخرين، لذلك استخدمي مبدأ "الشد والإرخاء"، واحرصي على إكرامهم دائمًا، ومن جهة أخرى، خالفي زوجك الرأي في استشارتهم في كل شيء، فذلك سيرضيه ويعزز من ثقته بكِ وسيجعله يقتنع بأن رفضك لاستشارتهم ليس إلا للحفاظ على خصوصية شؤونكما معًا.