علاقة الحب عبر الإنترنت

في العلاقات العاطفية المبنية على الالتزام بالوفاء، قد تبدأ المشاكل بالظهور عندما يبدأ أحد الطرفين بالتقارب مع شخصٍ آخر غير الشريك، عبر الإنترنت. كما أنّ التوتر قد يتطوّر إذا ما كان أحد طرفي العلاقة يستخدم النت للقيام بشيء لا يرغب به الطرف الآخر.

والأمثلة هنا تتضمّن: مشاهدة أو تحميل الموادّ الإباحية والمشاركة بألعاب تفاعلية معيّنة والإدمان على البحث في الإنترنت أو العمل المتواصل عبر الإنترنت من البيت. قد تسبب هكذا أعمال مشاكل في علاقاتٍ اتسمت بالسعادة في السابق.

من الممكن أيضاً أن تصيب المشاكل العازبين الذين يبحثون عن العلاقات من خلال الإنترنت فقط.

فالتعرف إلى الأشخاص من خلال النت فقط، قد يكون مشكلة حقيقية، لأنكم لا تعرفون الشخص الذي تتواصلون معه معرفةً حقيقية. فلن تعرفوا إن كان ما يخبركم به حقيقةً أم كذباً. ومشكلة عدم التأكد من مصداقية الكلمات المكتوبة، هي مشكلةً قديمة. كتب كاتب الدراما الفرنسي إدمون روستاند مسرحية سيرانو دو برجراك في العام 1897، وهي تقوم على شخصية جندي وشاعرٍ من القرن السابع عشر، يعاني من البشاعة بسبب أنفه الشديد الضخامة. ولكي يتمكن هذا الجندي من نيل حُبّ السيدة التي يعشقها، قام بكتابة مشاعره وأعطاها لرجلٍ آخر لكي يقرأها على السيدة. وكان السؤال: في حبّ من وقعت السيّدة؟ في حبّ الرجل الذي قرأ عليها ما كتبه الشاعر أم في حبّ الشاعر نفسه؟ والإنترنت يسمح للناس بأن يتخذوا لأنفسهم شخصياتٍ وهمية يتمنُّون لو كانت لهم. وطالما أن العلاقة مقتصرة على التواصل عبر الإنترنت فقط، يظلّ هناك شكّ في مدى صِدقِ الكلمات المكتوبة المتبادلة بين الطرفين.

وإذا تطورت العلاقة، يتحكّم البُعد الجغرافي والقدرة المالية في إمكانية لقاء الطرفين ببعضهما. يكمن الخطر هنا في أنه إذا لم يتمكن الشخص منذ البداية من اللقاء بالطرف الآخر، قد ينتهي به الأمر إلى تضييع الكثير من الوقت على علاقةٍ ليس مكتوباً لها النجاح منذ البداية. وفي الوقت نفسه يكون الشخص قد هدر فُرَصاً للقاءِ أشخاصٍ قريبين من مكان إقامته.