القاهرة ـ فلسطين ـ اليوم
يعتبر سفر الزوج مشكلة وعبء على العائلة، بسبب بقاء الزوجة وحيدة مع الأبناء ومواجهتها للمسؤوليات بمفردها، بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض السلبية على الأبناء، مثل زيادة خطر إصابتهم بالكآبة. حيث وجد الباحثون أن مخاطر الإصابة بالتوترات النفسية والضغوطات العصبية زادت بنسبة أعلى بثلاث مرات بين زوجات الرجال الذين يسافرون باستمرار.
سفر الزوج يترك المرأة لتواجه عدة مشاكل، أهمها تدبير ميزانية الأسرة، والسيطرة على أولادها خصوصًا الذكور. وقد أحدثت الهجرة الخارجية تغيرًا في الأدوار الاجتماعية بين الرجل والمرأة في مجال تقسيم العمل، حيث تعاظم دور المرأة وتولت اتخاذ القرارات المهمة للشؤون الداخلية والخارجية للأسرة. فالتخطيط للحياة العائلية سيكون من واجبات المرأة، وعليها كذلك يقع مسؤولية الأسرة وتوجيهها بالإضافة إلى واجباتها التقليدية.
كما قد تجد المرأة نفسها غير قادرة على استيعاب وفهم مشاكل الأبناء، خصوصًا المرتبطة بتعليمهم وانفاقهم وكيفية تصرّفهم. وبالإضافة لكل السلبيات السابقة، شعور الزوجة بالشكوك حول وجود امرأة أخرى في حياة زوجها.
لكن، تجدر الإشارة إلى أنّ الأسرة حديثة يمكنها التعامل مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة بوعي وايجابية، من خلال التخطيط الجيد. كما لا بد للمرأة من أن تحسن الظن في زوجها وأن تتوافر الثقة المتبادلة بين الطرفين. فليس كل رجل مسافر خائنًا وليس كل من لا يسافر أمينًا، المهم أن يقوم الرجل بتعويض الأسرة عن الأوقات التي يقضيها بعيداً عنهم