القاهرة -صوت الإمارات
فقدان الرغبة بالإتصال الحميم من أكثر المشاكل التي تعانيها النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ ما بين ثلاثين وستين عاماً، كما تبرز هذه المشكلة عند الرجال في الفئة العمرية نفسها.
هل تعيشين حالة من الإرتباك وتتساءلين في قلق عن سبب فقدانك الرغبة في الإتصال الحميم، وتلاحظين تبرّم زوجك الذي قد يخفيه أو قد يظهره؟ ابحثي عن الجواب في الأدوية التي تتناولينها خصوصاً تلك الموصوفة كمضادة للاكتئاب.
مضادات الإكتئاب
يقول الدكتور حازم سمور استشاري الصحة الجنسيّة بجامعة القاهرة: يوماً بعد يوم تؤكد البحوث الطبيّة أنّ العديد من الأدوية تقلّل رغبة الإنسان في ممارسة العلاقة الزوجيّة، خاصة بالنسبة للمرأة، وأنّ هناك بعض العوامل التي تزيد تلك الرغبة، وتأتي على قائمة الأدوية التي كثيراً ما تسبّب فقدان الرغبة بالإتصال الحميم هي الأدوية المضادة للاكتئاب، فبالرّغم من أنّ هذه الأدوية فعّالة في تحسين الحالة النفسيّة لمريض الاكتئاب إلا أنّها تفقد المرأة التي تتعاطاها رغبتها الجنسيّة؛ لذلك ينصح بعض الأطباء بإضافة أدوية أخرى مثل «ويلابوترين»؛ ليعمل على رفع معدّلات الدوبامين ممّا يرفع معدّلات الرغبة الجنسيّة ، ويقلّل من تأثير مثبّطات السيروتونين على الحالة النفسيّة.
الحلّ التدريجيّ
وأشار الدكتور حازم إلى أنّه من الخطر التوقّف عن تناول مضادات الاكتئاب دون استشارة الطبيب، ومن الأفضل مناقشة هذا الأمر مع الزوج، وإدخال بعض الرومانسيّة على العلاقة الحميمة، مثل أن يدلّك كل من الزوج والزوجة جسم الآخر ببعض الزيوت العطريّة التي يعرف عنها أنها تقوّي الرغبة الجنسيّة، مثل الياسمين والصندل، وينصح المريضة التي تعاني من فقدان الرغبة بسبب تناول بعض تلك الأدوية استبدالها بأدوية أخرى لا يكون لها نفس التأثير السلبي على الرغبة الجنسيّة، وإذا لم يستطع طبيبها المعالج مساعدتها يمكنها اللجوء لطبيب متخصّص بالأمراض الجنسيّة ليعمل على التنسيق مع الطبيب المعالج للوصول إلى حلّ لتلك المشكلة.
وإلى جانب أدوية السكر وأدوية الاكتئاب تؤثّر حبوب منع الحمل أيضاً على الرغبة الجنسيّة نتيجة تسبّبها في نقص هرمون التستوسترون في الدم، مما يضعف الرغبة الجنسيّة لدى المرأة ويشير الدكتور شادي أبو هيف إلى أنّ الأبحاث أثبتت أنّ النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل لمدة أربعة أشهر تقل عندهنّ الرغبة الجنسيّة بالمقارنة باللواتي لم يقمن بتناول تلك الحبوب.
والحل هو التوقّف عن حبوب منع الحمل، ويمكن التغلّب على الأنواع المسبّبة لفقدان الرغبة الجنسيّة بحبوب أخرى يكون تأثيرها أقل على قوّة الدافع الجنسي مثل بعض هرمونات البروجستين والتي يكون لها تأثير أندروجيني فتقلّ إمكانيّة حدوث فقدان الرغبة الجنسيّة.
«الليبيدو» أو الطاقة المحفّزة للعلاقة الحميمة
يتّفق الدكتور صبحي أبو لوز استشاري الصحة الجنسيّة مع الكلام السابق مؤكداً أنّ تأثير الأدوية المضادة للاكتئاب غالبا ما يكون في صورة فقدان الرغبة، وليس الضعف وسريعاً ما تزول تلك الأعراض بعد فترة قصيرة من التوقّف عن استعمال الدواء، فالبشر يولدون وهم مزوّدون بطاقة غريزيّة قوامها الجنس والميل إلى العنف، وهو ما أطلق عليها اسم «الليبيدو» أي الطاقة، وهذه الطاقة تدخل في صراع مع المجتمع، وعلى أساس طبيعة الصدام وشكله تتحدّد صورة الشخصيّة فيما بعد، وحسب قول فرويد فالطاقة الغريزيّة التي يولد الطفل مزوّداً بها تمرّ بأدوار محدّدة بحياته، كما أنّ النضج البيولوجي هو الذي ينقل الطفل من مرحلة إلى أخرى، ولكن نوع وطبيعة المواقف التي يمر بها هي التي تحدّد النتاج السيكولوجي لهذه المراحل.
جذور المشكلة
يعلق الدكتور محمد إبراهيم استشاري الصحة الجنسيّة بجامعة القاهرة بأنّ كثيراً من المشكلات الجنسيّة ما هي إلا أعراض لاضطّرابات انفعاليّة شديدة أو نتيجة مرض نفسي، وفي حالات كثيرة تكون تلك المشكلات الجنسيّة معروفة في أرض الواقع والمرتبط بالحياة اليوميّة العاديّة مثل توقّع الفشل في الأداء، الوقوع في فخ الواجب الذي يجب أن يُؤدّى، سواء كان هذا التصوّر حقيقيّاً أو زائفاً، والخوف من الرفض والإذلال من قِبِل الزوجة أو الزوج، وهذه كلّها عوامل مهمّة اتّجه البعض إلى إهمالها وتجاهلها.