القاهرة ـ صوت الإمارات
العلاقة الزوجية هي رباط متين على الشريكين أن يحرصا كل الحرص على إبقاء عقدة هذا الرباط بينهما، بيد أن ثمة أمور قد يغفل الطرفان أو أحدهما عن تأثيرها السلبي والمدمر على هذه العلاقة، من بينها المزاح، فالمزاح وإن كان مطلوباً ومتعارفاً عليه بين الأزواج، إلا أن بعض أنواع المزاح قد تكون هدامة للعلاقة بين الزوجين وإن لم يدرك الطرفان تأثيرها في البداية.
المستشارة الأسرية شيماء فؤاد تخبرنا عن المزاح المفسد للعلاقة في السطور التالية:
بداية تقول شيماء: المزاح من الأمور المستحبة في العلاقة، والتي تكون مطلباً هاماً لدوام الود والمحبة بين الزوجين سواء في علاقتها الحميمة الخاصة أو في حياتهما الاجتماعية عموماً، إلا أن هناك ممنوعات في المزاح لابد من الحذر منها، وهي:
1. المزاح بالطلاق والانفصال والبعد والخفاء: البعض يلجأ إلى المزاح بالطلاق، وهذا الأمر كفيل بتدمير الشعور بالأمان عند الزوجين، والأمان أول وأهم الحاجات النفسية التي يبنى عليها بيت مستقر وسعيد ويفكر في مستقبل جيد له، أما إذا فُقد الإحساس بالأمان، فسيكون البيت واهناً كبيت العنكبوت مهزوزاً وغير مطمئن، لذا على الزوجين حذف كلمة "الطلاق" نهائياً من قاموس الكلام حتى ولو على سبيل المزاح، فكثرة جريان كلمة الطلاق على اللسان في الأوقات العادية يجعل التفوه بها سهلاً، وخصوصاً عندما يفقد الإنسان لجام لسانه أثناء انفعاله أو غضبه، فيقع الطلاق والعياذ بالله في لمح البصر.
2. المزاح البديل عن كلمات الإعجاب: من الأمور التي يقع فيها بعض الأزواج الامتناع عن إبداء الإعجاب والتغزل بالزوجة من منطلق "لو لم أكن معجباً ما تزوجتك"، "كنت غبياً ووقع الفأس بالرأس"، "آه لو عاد الزمان"، وغيرها من المبررات التي تقال مزاحاً وسخرية، إلا أن تأثيرها يكون سلبياً، حيث يحتاج الأزواج للشعور بأنهم مازالوا مرغوبين ومثيرين للإعجاب حتى في ظل علاقة زوجية بها مودة واستقرار، فالشعور بالإعجاب يشبع حاجة دفينة وغروراً معيناً في الإنسان لا يشبعه الإحساس بالود والإخلاص والاستقرار الزوجي، ودائماً يحب الإنسان من يشبع غروره، وهذه الحاجة إن لم يتم إشباعها من الشريك في العلاقة تصبح العلاقة بينهما باهتة ناقصة فاقدة للمتعة، وقد يقع خطر البحث عن الإعجاب لدى طرف آخر ثالث.