الخطوبة هي الفترة التي تسبق الزواج للتعارف بين الطرفين، ومحاولة فهم كل طرف للأخر واكتشاف أخلاقه وطباعه، ولا يترتب عليها أياً من الحقوق والواجبات، فهي فترة للتعارف، وتتباين مفاهيم الخطوبة ما بين عصر وآخر وكذلك ما بين دولة وأخرى، فكيف كانت الخطوبة وكيف أصبحت؟؟ في العصور القديمة وقبلَ ظهور الأديان، لم يكن هناك ما يُعرف بالخطوبة أو حتى طلب اليد للزواج، فكان يتم الارتباط بمجرد لقاء الذكر والأنثى وتبادل القبل. ولم تسهم أي قوانين أو أحكام في حفظ حقوق المرأة، بل كانت حياتها رهن الزوج من دون أي عقد يربط بينهما، وكانت تُفسخ العلاقة بجرد ابتعاد أي طرف عن الآخر. وبعدما توالت القوانين التي تحكم العلاقات وشؤون الحياة، ظهرَ أول قانون من حمورابي عام 1790 ق.م الذي احتوى على مادة قانونية كانت الأولى من نوعها. ومنعت هذه المادة أي علاقة جنسية وأي عملية ارتباط وإنجاب خارج نطاق الزواج المشروط بإقامة عقد رسمي، واختلفت سنّ الخطوبة بين قبيلة وأخرى. في الماضي، كان عدَد الناس أقل من الآن بكثير وكان الإشهار سهلاً بحكم القرابة بين الناس. كل شيء كان واضحاً ولا يستوجب عقوداً موثقة للخطوبة، لكن مع التطور الضخم في تعداد البشر، توصّل المشرعون إلى كتابة عقود للخطوبة. ويُعدّ الدين الإسلامي أول من استحدث قوانين العقود لحفظ وضمان الحقوق، وهو بذلك قد ضمنَ حقوق المرأة وأسهمَ في تنظيم الحياة الزوجية بأسلوب متكامل.