تروي أم كيف تتصرف مع بناتها الأربع وغيرتهن منها ومن بعضهن؟ أتناوب في اصطحابهن مارسيل، اختصاصية تجميل عمرها 40 سنة، وعندها أربع بنات، ترى بأنها حسمت غيرة بناتها من بعضهن بطرقها الخاصة، إذ قالت: «لا أفرق بين بناتي بأي شيء، فمنذ كن صغيرات أقدم لهن الأشياء بالتساوي، وعندما أشعر بعوارض غيرة بينهن أبدأ بمتابعة البنت من عمر السنتين، ليس مع أخواتها فقط، بل صديقاتها في المدرسة، فأنهيهن عن قول عبارة: «صديقتي تملك كذا وأنا لا أملك مثله». شعري أطول! تتابع مارسيل: «لكن الغيرة ظهرت عندما أنجبت مولودتي الرابعة، بينما كانت الثالثة تكبرها بسنة فقط، والغريب أن إثارة الغيرة بينهن تعلقت بالجمال، فبناتي كلهن شعورهن طويلة، إلا الثالثة، وكنت أردد أمامها دائماً هو يليق لوجهك الجميل، لكن أختها الصغرى التي أصبح عمرها 8 سنوات، لم تكف عن مدّ شعرها الطويل لها دائماً مرددة: «أنت لا تستطيعين فعل ذلك»! ودائماً تدور في البيت وترقص بشعرها الطويل لإثارة غيرة أختها، وعندما بدأت الأخرى تتضايق، رحت أتغزل بعيني أختها وغمازتها، وأقنعها أن الغمازة لن تظهر بشكل واضح إلا مع الشعر القصير، فصارت تحبه لتتباهى بغمازتها، فكفت الصغرى عن إثارة غيرة أختها وكلما التقطت لهما صورة، تبرز الصغيرة شعرها إلى الأمام والكبرى تحتار بالنظرة أمام المصور، وفي الحقيقة لا أعرف إن كان ما فعلته صح أم خطأ؛ لكنني وجدت نتيجة». يغرن مني! وعن علاقة بناتها بها كأنثى تابعت مارسيل: «كل واحدة منهن عندما تبلغ الـ 8 سنوات تبدأ بتقليدي، فطالما عدت إلى البيت لأجد الواحدة منهن مستغرقة في تبديل ملابسي وأحذيتي العالية، فأعتبر الأمر تقليداً منهن لي لتعلقهن بي، وأسيطر على الموقف بأن أقول لها: «الملابس جميلة جداً عليك، ولكن عندما تكبرين سأخبئهم لك»! خذي مولودك خبرنا الدكتور ريموند حمدان، اختصاصي نفسي: «سمعت مرة عن طفل ركض إلى الباب عندما كانت الممرضة في طريقها لمغادرة المنزل ونادى عليها قائلاً: «لقد نسيت أن تأخذي طفلك»! فالمولود الجديد في أفضل الحالات أمر جديد، وفي أسوئها متطفل وعدو. ما الذي يمكن فعله؟ - بإمكانك أن تقولي، «أعرف أنك تشعر بالغضب والغيرة، لكن إيذاء الطفل لن يساعد».. «أنا أحبك وأحب الطفل». - إذا صفع طفل في السنتين من العمر المولود على سبيل المثال، يمكنك توجيه يده بطريقة لطيفة ليتلمس الطفل وأنت تقولين، «إنه يحبك». أعراض غيرة طفل بين السنتين وما فوق: يذكر الدكتور ريموند بعضاً منها قائلاً: «إذا التقط الطفل كتلة كبيرة ورماها على أخيه، فسوف تعرفين أنه يغار. في المقابل يمكن أن يركز طفل آخر على امتعاضه من أمه، فيقوم بنبش الرماد من المدفأة وينثره على السجادة بطريقة هادئة عملية، وطفلة أخرى يمكن أن تعبث بمكياجك المختلف الألوان، وطفل آخر بتركيبة مختلفة يمكن أن يصبح نكداً ومعتمداً عليك، ويفقد اهتمامه في كومة الرمل وفي مكعباته، ويتبعك من زاوية إلى أخرى ممسكاً بطرف ثوبك وهو يمص إصبعه.