القاهرة - وكالات
بسبب المشاكل اليوميّة الحياتيّة والعمليّة التي يواجهها الانسان، يصعب عليه أن يحافظ على هدوئه وعلى نظرته الإيجابية للحياة من دون أن يطرح على نفسه أسئلة كثيرة وافتراضات. وليتمكّن الانسان عموماً والمرأة خصوصاً من مواجهة كلّ الصعوبات عليه أن يتمتّع بجرعات إضافية من الثقة بالنفس. قبل تقديم النصائح حول كيفية إكتساب الثقة بالنفس وتعزيزها، لا بدّ لنا في مرحلة أولى من التطرّق الى فوائد الثقة بالنفس وتقدير الذات. • لماذا يعتبر إحترام الذات وتقديرها أمراً مهمّاً؟ إحترام الذات يعكس الطريقة التي يرى فيها الانسان ذاته ويعامل بها نفسه، ويطال هذا الامر ميادين الحياة كافّةً العملية والشخصيّة أيضاً. وإنّ عامل إحترام الذات وتقديرها يعتبر من عوامل المرونة، إذ يظهر ما أن يواجه الانسان بعض الصعوبات والمخاطر ويكون في موضع ضعف. ورغم أنّ الثقة بالنفس لا تساعد المرأة على مواجهة الأعداء والتخلّص من المشاكل، إلاّ أنّها تساعدها على تخطّيها بأفضل وسيلة ممكنة وبأقلّ أضرار أونتائج سلبية. فمثلاً، الفتاة التي تملك ثقة عالية بالنفس وترسب في الامتحان ستحزن في الأسابيع الاولى ولكنّها ستتمكّن من التغلّب على شعورها بالفشل والتطلّع قدماً، على عكس من لا تملك ثقة بذاتها والتي قد تقع ضحيّة الشعور بالذنب. وفي هذا السياق يقول الاختصاصي في علم النفس الدكتور كريستوف أندريه "إن إحترام الذات وتقديرها مرتبط بشكل أساسي بالسعادة ويسهّلها، إذ إنّه يساعد الانسان على التعاطي مع ذاته بمزيد من الثقة والاحترام ويساعده على تخطّي الفشل. كما أن الثقة العالية بالنفس تلعب دور السلاح الذي يحمي الانسان من الوقوع والفشل". • كيف تعززين ثقتك بنفسك أكثر لتتمكّني من مواجهة الصعوبات؟ إليك بعض النصائح: 1 - لا تهملي التفاصيل أوّل نصيحة لاكتساب الثقة بالنفس وتعزيزها تكمن في التنبّه للتفاصيل الصغيرة في الحياة اليومية، فاللّامبالاة والانعزال عن العالم وتفاصيله الصغيرة يعدّان بمثابة العدوّ اللدود للثقة بالنفس. ويقول المعالجون النفسيّون إنّه عندما تقرر المرأة إهمال علاقاتها الخارجية العملية والشخصيّة من أجل منزلها والبقاء في غرفتها وحيدة، فلا شكّ أنها تضرّ بثقتها بنفسها. والسبب في ذلك يعود الى الافكار السلبية التي ستجتاح عقلها في هذه الحال -ولو بطريقة غير واعية- وتنحدر بها الى مستوى عدم تقدير ذاتها. لذلك ينصح الاختصاصي في علم النفس أندريه المرأة بالتركيز على المشاريع التي تبعث لها السعادة والثقة وتساعدها على بلورة حياتها بالشكل الأنسب.2 - تقبّلي عيوبك النصيحة الثانية لاكتساب ثقة بالنفس تضمن السعادة العارمة، تكمن في تقبّل المرأة لذاتها وحبّها لنفسها وحتّى للعيوب فيها. فالتمتّع بثقة عالية بالنفس لا يعني في الضرورة بلوغ مرحلة من النجاح اللامحدود أي تحقيق كلّ الأحلام والطموحات، وإنّما يعني تفكير المرأة دائماً بأحلامها وطموحاتها وقيمها وتقبّل ذاتها كما هي (ليس فقط إنجازاتها وإنما أيضاً إخفاقاتها)، فهذه الطريقة تجعلها تدرك أنّها مثل أي شخص آخر. وفي هذا السياق ينصح أندريه المرأة بعدم التركيز على العيوب فيها، خصوصاً وأنّها لا ترى نفسها جميلة حتّى لو كانت المرأة الاكثر جاذبية. بل على العكس، تقييم نقاط القوّة فيها وتقدير ذاتها لما تملكه من صفات حسنة. "إمتنعي عن التركيز على نقاط الضعف فيك ومكامن الفشل وركّزي على مكامن الجمال والنجاح فيك" يشدد أندريه في نصيحته. 3 - إحترمي ذاتك وفق الطبيب النفسي الفرنسي "مفتاح الثقة بالذات يكمن في إحترام الذات". والسبيل الامثل للوصول الى هذه القناعة يكون عن طريق طرح المرأة على نفسها السؤال التالي "ماذا أقول لصديقي أو صديقتي فيما لو وُضعا في الموقف ذاته؟ هل أخفف من معنوياتهما او أساعدهما على التحلّي بالشجاعة وتخطّي المشكلة؟. والمبدأ هنا هو أن "تعاملي نفسك كما كنت ستعاملين الآخر لو وضع في الموقف ذاته"، فهذه الطريقة ستساعدك على إحترام ذاتك وتقديرها وتخطّي المشاكل والصعوبات من دون التقوقع على الذات والشعور بالذنب. وعندما تقعين في مشكلة معيّنة إختاري لنفسك تعابير كنت ستستخدمينها مع صديقتك المقرّبة، ولا تحاولي التقليل من شأنك ومعاملة ذاتك بقساوة. وعلى حدّ قول أندريه فإنّ "أشخاصاً كثيرين يعاقبون انفسهم أكثر مما تعاقبهم الحياة". • إكتسابُ ثقة بالذات هو امر تتعلّمه المرأة وتتلقّنه في مشوار حياتها، ولكن عليها تعزيزها مع الوقت والتسلّح بها لمواجهة الصعوبات. فالثقة هي مفتاح السعادة ومن يملكه يتربّع على عرش الامان والراحة.