القاهرة -صوت الامارات
من الصعب أن تعلم الزوجة بخيانة زوجها لها وتفضّل خيار الصمت على المواجهة.. يحصل ذلك، حين تعاني الزوجة الخوف والذعر والرهبة من ردّة فعل شريكها، الذي قد يدحض اتهامها له، ويعاملها بقسوةٍ ومهانة.. وفي حال تأكّدت الشريكة من تورّط زوجها وانغماسه في مظاهر الخيانة الزوجيّة، فهي بالتالي أمام خيارين اثنين: "الإنفصال عنه أو التغاضي عن فعلته ومسامحته".
ولأن التسليم بقرار طلب الطلاق هو خيارٌ أقرب الى الطبيعيّ والمنطقيّ، بيد أن غضّ النظر عن الموضوع مبادرة مفاجئة تحتاج الى الدخول في خباياها لمعرفة الأسباب الوجيهة التي دفعتها الى المكابرة على جرحها. والمثير للاستغراب أحيانًا، ان لا تشعر المرأة بالغيظ حيال ما اقترفه زوجها بحقّها، وتعتبر المساءلة حالة طبيعيّة لا بد لها أن تحصل، فماذا يقال عن ردّة فعلٍ كهذه؟ في هذا الإطار، اليكم أهمّ 3 أسباب تساهم في تقبّل المرأة خيانة زوجها لها.
1. المفاهيم التربويّة التي اكتسبتها في صغرها
قد تنشأ الفتاة في بيئةٍ عائليّة غير سليمة، وتشهد خلالها سيطرة العقل الذكوري على حساب منطق المساواة في العائلة بين الجنسين. وقد يكون زوجها الحاليّ مثالًا مصغّرًا عن والدها الذي يلجأ الى خيانة أمّها، فتترعرع وتكبر معتقدةً أن ما يحصل أمرٌ طبيعيّ او ربّما حقٌ يتمتّع به الرجل على حساب المرأة. المفارقة هنا، أن الخصال التي تحكم طبيعة الفتاة وشخصيّتها تتصف بالسذاجة وقلّة الثقة بالنفس، إضافةً الى الغباء والتأخّر الإجتماعيّ وعدم القدرة على اتخاذ القرارات العائليّة وهي بالتالي تعتمد أسلوبًا خاطئًا في تربية أطفالها وتحتاج الى مساعدةٍ آنية من مرشدين اجتماعيين يصوّبون سلوكها ويؤمنون لها حقوقها.
2. البيئة الزوجيّة غير سليمة
قد تتقبّل المرأة فكرة خيانة زوجها لها، لأنها تلجأ أيضًا الى خيانته. في هذه الحالة، يعيش الثنائي في بيئةٍ عائليّة غير سليمة، ويساهمون في قتل مستقبل أطفالهم وتنشئتهم على اساسٍ خاطئ. وعادةً ما تعتبر الخيانة هنا أسلوبًا انتقاميًّا أو طريقة عيش اعتاد طرفا العلاقة اللجوء اليها، وباتت تشكّل جزءًا اعتياديًّا من حياتهم. وفي هذه الحالة، على الشريكين الاحتكام الى خيار الانفصال في أسرع وقتٍ ممكن، وطلب مساعدة الطبّ النفسيّ، للتخلّص من الأسباب النفسيّة الخفيّة التي غذّت في شخصهم الممارسات الخاطئة.
3. لا مهرب من الاستسلام والصمت
تلجأ المرأة الى الصمت حيال تصرّفات زوجها المشينة بحقّ بيتهما الزوجيّ، حين لا تجد خيارًا سوى الاستسلام ومبايعة السكوت على حساب المحاسبة. قد تكون المشكلات العائليّة الأخرى أكثر خطورة وقسوة من حدث الخيانة نفسه. وفي حال استمرت علاقة الفتاة بأهلها بالتوتّر والتشرذم، فهي ستجد في زوجها باب هروبٍ من مشاكل أكبر خصزصًا في حال انجابها للأولاد. لكن، وفي شتّى الظروف، على المرأة الاحتكام إلى خيار العقل، والحري بها طلب الانفصال وتأمين فرصة عمل تقيها العوز والبدء من جديد وفق مبدأ الاعتماد على النفس.