القاهرة -صوت الإمارات
تمرّ الحياة الزوجية بمراحل مختلفة ومتشوّشة من التواصل بين الزوجين، والتي تختلف حسب المرحلة العمرية التي يمرّان بها. وفي هذا الصدد، تشير الدراسات النفسيّة إلى أنّ 75 % من الأزواج يعيشون حالة من الاستقرار النسبيّ بعد مرور 25 إلى 30 عاماً على زواجهم، والذي غالباً ما يُفسَّر على أنه حالة من الفتور وعدم القدرة على تجديد العلاقة، بفعل التقدّم في العمر ومرور الوقت. حول هذا الموضوع، يطلعنا استشاريّ الأمراض النفسيّة والعصبيّة الدكتور شريف الأسلمي، عن أهمّ النصائح السلوكيّة التي تساعد على تجديد الحياة الأسريّة بين الزوجين، بعد انقضاء فترة طويلة على الزواج.
مراحل حرجة
يُعتبر التفاعل الثنائي الإيجابي الناتج عن التفاهم والمحبّة، أمراً ضروريّاً لتوفير الاتّزان النفسي والاستقرار الاجتماعي بين الزوجين، والمحافظة عليهما لأطول فترة ممكنة. والحقيقة العلميّة تؤكّد أنّ المرأة تمرّ بمراحل مختلفة في حياتها تؤثّر على استقرار علاقتها الزوجيّة واستمرارها.
ولعلّ من أهمّ هذه المراحل مرحلة انقطاع الطمث، والتي تفقد من خلالها المرأة ثقتها في أنثوتها وجاذبيّتها، فتشعر أثناءها بالتقدّم في العمر وبظهور علامات الشيخوخة، كتجاعيد الوجه وترهّل جلد الجسم. وغالباً ما تحدث اضطرابات نفسيّة لدى المرأة تنتج عن الإحساس بالفراغ والعزلة عن المجتمع والوحدة والقلق من العوارض الصحّية المرتبطة بالتقدّم في العمر، كالإصابة بضعف السمع أو البصر أو ضعف الذاكرة. مع العلم أنّ هذه المرحلة قد تصيب المرأة في العام الـ 25 من عمر الزواج. ويردّ الخبراء الشعور بالوحدة والفراغ الذي يمرّ به الزوجان إلى نقص عدد أفراد الأسرة، بسبب زواج الأبناء وانفصالهم عن الوالدين، وكذلك العزلة الناتجة عن البعد عن أصدقاء العمل والوظيفة بفعل التقاعد
خمس نصائح على طبق من فضّة
يشير الدكتور شريف الأسلمي إلى أنّ هناك عمر بيولوجيّ أو جسديّ يختلف عمّا نقيسه حسب التقويم الميلادي. فيقول: "العمر البيولوجي يتحدّد تبعاً للحالة الصحّية وأسلوب الحياة، فمثلاً قد يكون العمر البيولوجي للشخص 50 عاماً، بينما هو في الواقع، في عقده السابع". والسبب يعود، برأيه، إلى النظام الغذائي ومستويات النشاط والحياة العاطفيّة والأسريّة بين الزوجين. وفي هذا الصدد، ثمّة نصائح سلوكية ينصح بها استشاريّ الأمراض النفسيّة والعصبيّة لتجديد الحياة الأسريّة بين الزوجين والأبناء، في أجواء نفسيّة صحّية خالية من التوتّر، أبرزها:
1- إيجاد نشاطات مشتركة بين أفراد الأسرة: "لا شكّ في أنّ اختلاف المراحل العمريّة بين الوالدين والأبناء يوجد نوعاً من صعوبة التواصل والتفاهم بينهم، بفعل التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتطوّرة التي أوجدت فجوة كبيرة بين الأجيال. من هنا ضرورة إيجاد أنشطة تجمع جميع أفراد الأسرة، يتمّ من خلالها تجاذب أطراف الحديث في ما بينهم والاطّلاع على أفكار ومعتقدات الآخر"، يقول الدكتور شريف الأسلمي. ما يضفي نوعاً من التقارب والتواصل بينهم. من ضمن هذه الأنشطة: ممارسة الرياضات الجماعيّة في الهواء الطلق، كالمشي أو الركض أو ركوب الدراجات.
2- الإنتظام في ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة الخفيفة، كالمشي المعتدل أو الحركات السويدية، من العوامل المفيدة لصحّة المرأة النفسيّة والصحّية، إذ تساعد على زيادة كثافة العظام، ما يحدّ من هشاشتها، والتخلّص من أمراض الاكتئاب والإحباط الناتجة عن التقدّم في العمر.
3- التواصل مع الأبناء بعد انفصالهم عن الوالدين: بحسب الدكتور شريف الأسلمي، غالباً ما يوفّر إنجاب الأطفال مظاهر الأمن والاستقرار في الأسرة، بفضل الحبّ المتبادل بينهم. لذا، عندما ينفصل الأبناء عن الأسرة، يتعرّض العديد من الأهل، خصوصاً الأمّهات، إلى مشاكل نفسية كالعزلة والانطواء على الذات. لذلك، ينصح بمداومة الزوجين على تبادل الزيارات مع أبنائهم وعدم الاكتفاء بأيّام محدّدة للزيارة، ما يقوّي من صلة التقارب والتواصل بين الأبناء والوالدين.
4- التقارب والتواصل الاجتماعي: "تظنّ العديد من النساء أنّ مرور وقت طويل على الزواج يقضي على المشاعر ويجعل الحياة بين الزوجين أمراً مسلّماً به، ما يجعل الزوجين أقلّ اهتماماً ببعضهما، الأمر الذي يظهر بوضوح في قلّة الحديث وضعف التواصل بينهما، والذي يصل أحياناً إلى الفصل بين الأسرّة أو غرف النوم، وعدم محاولته إبداء أي محاولة للتقارب"، يشير استشاريّ الأمراض النفسيّة والعصبيّة بقوله. وفي هذا السياق، يؤكّد على ضرورة تفادي الوصول إلى هذه المرحلة الخطيرة والتيقّظ من استقلال كلّ طرف عن الآخر.
5- حياة جديدة: "يجب على الزوجين إيجاد أسلوب حياة جديد يتناسب ومرحلة زواجهم العمرية، كتخطيط مشترك للرحلات أو أنشطة في المستقبل القريب، أو تحديد وقت معيّن لممارسة الرياضة سويّاً أو اتّباع نظام غذائي يعتمد على العناصر الغذائية التي تقوّي المناعة وتحمي من الإصابة بالأمراض الموسميّة"، يقرّ الدكتور شريف الأسلمي، الذي يضيف: "في المراحل المتقدّمة من الزواج، على الزوجين التقارب في مختلف الاهتمامات، ما يوجِد لغة من الحوار المفتوح بينهما". وإذ يوصي هنا بإطلاع كلّ طرف منهما الآخر على خططه اليوميّة باستخدام الرسائل القصيرة، لإيجاد نوع من المتعة والمودّة.