القاهرة -صوت الإمارات
لتلافي التوتّر الذي يصاحب الليلة الأولى بعد الزفاف، ينصح خبراء العلاقات الزوجيّة بضرورة أن ينتظر العروسان مدّة ليلة إلى ثلاث ليالٍ قبل إتمام العلاقة، على أن يستغلّا هذه الفترة للتقارب من بعضهما، بهدف الاستمتاع بقوّة بأولى لحظاتهما الحميمة معاً
يقول عمرو العبّاسي، استشاري أمراض النساء، والدكتور في المركز القومي للبحوث، إنّ ممارسة العلاقة الزوجيّة "الروحيّة"، أو ما يُعرف بـ"الجنس الروحي"، تعني استمتاع العروسين ببعضهما من خلال الحواسّ الخمس، النظر والسمع واللمس والشمّ والذوق. والمعروف أنّه عندما تبلغ المرأة درجة عالية من الإثارة، تفرز رائحة لا تميّزها الأنف البشريّة، وإنّما يستجيب لها الرجل بطريقة غريزيّة، فيشعر بالإثارة تجاه زوجته. ويؤكدّ الاختصاصي أيضاً أنّ التحضير العقلي والنفسي بين العروسين لهذا اللقاء الحميم الأوّل ضروري لتحقيق الاستمتاع الكامل من دون توتّر أو قلق.
الصبر والوقت
من جانبه، يقول الدكتور شريف مراد، نائب رئيس الجمعيّة العربيّة للصحّة الجنسيّة، إنّه غالباَ ما يريد الزوج أن يثبت وجوده لنفسه ولعروسته في أوّل لقاء حميم بينهما بعد الزفاف، فيتعامل مع الوضع وكأنّه يخوض معركة.
ويضيف: "في كثير من الأحيان، يدخل العريس إلى غرفة النوم فيُجابَه بمقاومة زوجته لإتمام الإتصال الحميمي. وذلك يعود إمّا لكونها تشعر بالخجل الشديد منه، أو لخوفها من الإحساس بألم شديد، أو لأنّها تشعر بأنّ ما يحدث شيء يتعارض مع مفاهيمها الرومانسيّة عن الزواج، حيث لم تقم الأمّ أو الأخت الكبرى بتوعيتها في هذا الشأن. عندها تنكمش العروس على نفسها وتقاوم زوجها وتعيقه عن إقامة العلاقة الحميمة، ما ينتج بالتأكيد نوعاً من التوتّر لدى الزوج، الذي لا بدّ من أن يعاني من مشكلة في تضخّم العضو الذكوري، وبالتالي عدم تمكّنه من إتمام العلاقة كما كان يرغب.
وهذه الأحداث تؤدّي إلى نوع من عدم التفاهم بين الزوجين، وإلى تدمير العلاقة الزوجيّة، وفي كثير من الأحيان إلى الطلاق.
التوتّر يصيب العريس أيضاً
يلفت الدكتور شريف مراد إلى وجوب أن تراعي العروس زوجها: قد يكون مرهقاً في الليلة الأولى بسبب صخب حفل الزفاف والضغط النفسي الذي يرافق تأثيث الشقّة في الوقت المناسب... وبالتالي عليها أن تتفهّم وضعه، بل وأن تساعده على تخطّي هذا التوتّر. ويَنصح الدكتور مراد بأنّه، في حال عدم وجود أيّ مشكلة صحيّة، لا بدّ من منح العلاقة الحميمة الوقت الكافي لتأخذ منحاها الطبيعي، لأنّ التوتّر قد يكون المسؤول الأوّل عن فشل العلاقة الحميمة.
أسرار عالم المرأة
من ناحيته، يقول الدكتور محمد منير، استشاري أمراض النساء، إنّ المرأة مثل الرجل، تستقبل الإشارات الجنسيّة وتحسّ بها جسدياً. كما تظهر عليها بعض العلامات عندما يقترب زوجها منها، ولعلّ أبرز تلك الحركات اتّساع حدقة العين، وإشراق وجهها، وامتلاء الشعيرات الدموية بالدم، وتضخّم الشفتين. وعندما يدرك الرجل هذه العلامات، عليه أن يعرف أنّها دلالة على الوقت المناسب للمبادرة بعلاقة حميمة مع زوجته.
وهناك مفاتيح ونقاط سرّية في جسم كلّ امرأة قد لا تعرفها هي، وعلى الزوج اكتشافها والتعامل معها حتّى يصلا إلى قمّة الاستمتاع الحميمي، لأنّ المرأة بتركيبتها النفسيّة والفسيولوجيّة تصعد سلّم الإثارة درجة تلو الأخرى.
ويوضح الدكتور محمد منير أنّه لا بدّ عند اللقاء بين الزوجين من أن تكون المرأة موافقة أيضاً على إتمام العلاقة، وأن تكون راضية تماماً عن ممارستها، حتّى لا تتحوّل هي إلى مجرّد "مؤدّية" لوظيفة فُرضت عليها؛ ما ينعكس عليها وعلى الزوج بصورة سلبية.
ويضيف الاختصاصي أنّ غياب الاستمتاع، خصوصاً في أولى تجارب العلاقة الحميمة، يؤدّي إلى احتقان أعضاء الحوض عند الزوجيْن، وبالأخصّ عند المرأة، وهذه تُعدّ أولى مشاكل الزوجة في تأخّر الإنجاب.
قواعد النظافة السليمة
يؤكّد الدكتور محمد منير على ضرورة اهتمام العروس بنظافتها الشخصيّة قبل وبعد الزواج، مع الابتعاد عن كثرة التشطيف الخارجي بالمواد الكيميائية المطهّرة، لأنّ ذلك يتسبّب في كثرة دخول هذه المواد إلى الجسم، ونشوء جملة ميكروبات فيه. ويشدّد على ضرورة غسل الملابس النسائيّة الداخليّة بصابون الوجه، وليس بمساحيق الغسّالات، لأنّها قد تبقي بعض الترسّبات في الملابس، ما يسبّب التهابات تكون المرأة بغنى عنها. كما ويؤكّد على ضرورة التشطيف الخارجي بالصابون، وذلك من الأمام إلى الخلف، وتجنّب وضع اليد أو الأصابع داخل العضو التناسلي أثناء التشطيف.
وفي هذا السياق، يشير الدكتور محمد منير إلى أنّ عدم اهتمام المرأة بصحّتها المهبليّة منذ بداية الزواج قد يتسبّب في قلّة فرص الإنجاب، بخاصّة إذا تمّ وصول نسبة كبيرة من الالتهابات إلى قناة فالوب، حيث قد تؤدّي إلى انسدادها وحدوث حمل خارج الرحم.