عجوز أفغانية تناضل في رحلة شاقة

تكافح امرأة أفغانية تبلغ من العمر (105 أعوام) وتدعى بيهال أوزبكي في رحلة شاقة للوصول إلى أوروبا بحثًا عن حياة أفضل، وتخوض الرحلة محمولة على ظهر ابنها البالغ من العمر (67 عامًا) وحفيدها المراهق.

وتعتبر أوزباكي وعائلتها جزءًا صغيرًا من آلاف الناس الأفغان الذين فروا إلى أوروبا هذا العام، معظمهم سافر عبر تركيا في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يشكل الأفغان حوالي 20% من الوافدين الذين استقبلتهم أوروبا هذا العام، وثلاثة أضعاف هذا العدد يسعون إلى الحصول على لجوء في أوروبا منذ فترة طويلة.

ويواجه الأفغان طالبو اللجوء في أوروبا، تعقيدات أكثر من السوريين والعراقيين في طلبات لجوئهم، ووجد تقرير صدر مؤخرًا عن المكتب الأوربي لدعم اللجوء ووكالة الاتحاد الأوربي الخاصة بمساعدة اللاجئين، أن طالبي اللجوء الأفغان يواجهون تباينًا واسعًا في معدلات القبول في دول الاتحاد الأوربي مقارنة بغيرهم من اللاجئين.
وأعلنت ألمانيا، وهي المعروفة بسياستها الانفتاحية تجاه قضية اللاجئين، أن الأفغان الذين يطلبون اللجوء فيها ربما سيعادون إلى وطنهم، معللين ذلك بأن العديد من الأفغان القادمين إلى أوروبا ينتمون إلى الطبقة الوسطى في بلادهم ممن ينبغي عليهم البقاء والمساهمة في إعمار بلادهم بعد الحرب.

ويسعى المسؤولون الألمان في الوقت الراهن إلى ترحيل الأفغان الذين رفض طلب لجوئهم، بالتعاون مع المفوضية الأوربية لمساعدتها في إنجاز اتفاق يقضي بإعادتهم، حيث لا ترى وزارة الخارجية الألمانية بأن الوضع في أفغانستان مشابه للوضع في سورية، وبالتالي يمكن للأفغان العيش في مناطق آمنة مثل كابول وغيرها.
وأشار مدير مركز دراسات اللاجئين في جامعة "أكسفورد" ألكسندر بيتس، إلى أن الحكومات الأوربية تسعى على نحو متزايد إلى نقل الأشخاص من مناطق خطرة إلى مناطق آمنة في بلدهم إن وجدت، بدل اللجوء إلى أوروبا ، وهذا ما يحدث مع الأفغان.

وتعود مشكلة اللاجئين الأفغان إلى الثمانينات، حيث هرب حوالي خمسة ملايين أفغاني بفعل الحرب التي اندلعت مع الاتحاد السوفيتي، أكثرهم ذهب إلى باكستان وإيران، ولكن بعد 2002 استطاع هؤلاء العودة إلى بلادهم ، فوجدوا الوضع أصعب مما كان، فلجئوا مرة أخرى سواء داخليًا أو إلى بلاد أخرى.
وأفادت عالمة الاجتماع في جامعة "سيتي لندن" ليزا شوستر، بأنه على مدى العام الماضي بدأ الشعور يتنامى لدى الأفغان أن الأمور لن تتحسن في بلادهم، وخصوصًا بعد الانتكاسات الاقتصادية المتكررة، وشعورهم المتزايد بالخطر بسبب تقدم "طالبان" و"داعش".
ويسعى العديد من الأفغان في باكستان إلى اللجوء في أوروبا، ويعتقدون أن كرم الضيافة الباكستانية سينتهي في يوم ما، ويؤكدون أنهم على استعداد لخوض مخاطر الرحلة نحو أوروبا بدلًا من العودة إلى بلدهم.
وحذر بعض القادة الأفغان من هجرة العقول، ودعوا العلماء إلى البقاء في البلاد، فيما طالب آخرون الدول الغربية بإظهار التعاطف مع قضية اللاجئين.

وطالب وزير اللاجئين الأفغان سيد حسين، الاتحاد الأوربي بقبول المزيد من اللاجئين، وإعادة النظر فيمن رفضت طلباتهم، والتوقف عن ترحيلهم، نظرًا لأن الأوضاع الأمنية في أفغانستان تزاد سوءًا.