الطالبة المسلمة دنيا بينالال

أفادت تقارير صحافية أن العديد من المسلمين الفرنسيين يشعرون بالقلق نتيجة زيادة الكراهية للإسلام عقب الهجمات المأساوية في باريس ليلة الجمعة الماضية.
 
 وذكرت الطالبة المسلمة دنيا بينالال (23 عامًا-طالبة في جامعة "السوربون" في باريس وعضوة في منظمة "الطلاب المسلمين" في فرنسا) "أخشى أن يلقى الناس باللوم على المجتمع الإسلامي، واجهنا ارتفاعًا في كراهية الإسلام بعد هجمات تشارلي إبدو وكان الأمر أكثر سوء بالنسبة للمسلمين من الإناث، حيث تعرضن الإناث إلى الاعتداء الجسدي من قبل الناس في الشارع، ويركز المهاجمون على الإناث لأنهم الأضعف".
 
وتدرك "بينالال" باعتبارها امرأة مسلمة محجبة أنها هدفا محتملا للعنصرية حيث يعد حجابها رمزا واضحا على دينها، كما أنها لاحظت بالفعل العديد من الناس يحدقون في وجهها في شوارع باريس أكثر من أي وقت مضى، مضيفُة "إنهم ينطرون لي وأشعر أحيانا أنهم خائفون، لأنهم يربطون بيني وبين "داعش" و"الإرهاب"، وبالنسبة لهم أعتبر أنا مسؤولة عما حدث".
 
واستخدمت بينالال هاشتاغ (#WeAreAllOne) حيث لم تسر على نفس نهج زملائها الذين استخدموا الهاشتاغ (NotInMyName#) لإدانة "داعش"، لكنها استخدمت لإظهار التضامن، مضيفًة "ما فعلته "داعش" لا علاقة له بالأغراض الدينية لكنهم يستخدمون الدين كذريعة، وأعمالهم لا تعتبر من الإسلام في شيء".
وتابعت بينالال بأن الكثير من أصدقاءها المسلمين غيروا سلوكهم بعد الهجمات، مشيرًة إلى أنهم أصبحوا لا يخرجون بعد الساعة السادسة مساءًا خوفًا من استهدافهم، كما يحاولون أن يكونوا أكثر يقظة، وأفادت بينالال "عندما أتأخر أتأكد أنني لست وحدي، وألتفت للناس من حولي وأشعر بالصدمة من الهجمات المروعة التي حدثت في باريس الجمعة الماضية، ولن أسمح لنفسي أن أخاف، لأن هذا ما يريده "الإرهابيون" أن نشعر بالخوف، إنهم يريدون نشر الخوف في المجتمع الإسلامي الفرنسي، ولكننا سنبقى معا نحن جميعًا مع الشعب الفرنسي، أنا أحاول أن أنظر إلى الإيجابيات".
 
وتابعت "رأيت الكثير من التعليقات الداعمة على وسائل التواصل الاجتماعي والناس في الشارع، وقالوا لي: نحن نعلم أنك لا ترتبطين بهم، حيث يعرف غالبية الشعب الفرنسي الفرق بين الاسلام و"داعش"".
 
يشار إلى أن عدة أشخاص مسلمين فرنسيين توفوا في هجمات باريس، بالإضافة لانفجار بيروت الذي أسفر عن مقتل 43 شخصًا، ومنهم مسلمين، كما كشف تقرير للأمم المتحدة العام الماضي أنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2014 كانت "داعش" المسؤولة بشكل رئيسي عن وفاة 9347 شخصًا في العراق.
 
وعلقت بينالال "لقد استهدفوا الناس دون تمييز يوم الجمعة، حيث توفي الكثير من المسلمين أيضا، كما أنهم يستهدفون العديد من المسلمين في سورية والعراق، ولذلك فالأمر لا علاقة له بالدين، وبدأ الناس يدركون هذا، وأحاول توضيح هذا للناس بشكل شخصي، أحاول الاقتراب منهم والابتسام وأن أكون مهذبة معهم وهذه طريقتي في التعامل مع "الإسلاموفوبيا"، لن أخفض عيني عندما يحدق في الناس لكنى سأحييهم، ويجب علينا كمسلمين أن نحاول التحدث إلى الناس والتناقش معهم بدلا من الخوف".
 
يذكر أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" تصاعدت في فرنسا بعد حادثة هجوم المتطرفين على مكتب مجلة "تشارلي ابدو" في باريس خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، وأشارت التقارير إلى أن الظاهرة تصاعدت ستة أضعاف خلال الربع الأول من عام 2015 مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغت الأفعال المعادية للمسلمين 220 فعلًا خلال ثلاثة أشهر.